ويكي_مصدر arwikisource https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9 MediaWiki 1.39.0-wmf.25 first-letter ميديا خاص نقاش مستخدم نقاش المستخدم ويكي مصدر نقاش ويكي مصدر ملف نقاش الملف ميدياويكي نقاش ميدياويكي قالب نقاش القالب مساعدة نقاش المساعدة تصنيف نقاش التصنيف بوابة نقاش البوابة مؤلف نقاش المؤلف صفحة نقاش الصفحة فهرس نقاش الفهرس TimedText TimedText talk وحدة نقاش الوحدة إضافة نقاش الإضافة تعريف الإضافة نقاش تعريف الإضافة قالب:إرشادات ومساعدة 10 155118 405308 265630 2022-08-22T01:07:11Z Minorax 44566 vva wikitext text/x-wiki <div class="noprint" style="float:left;margin-right:1em;padding:0px;border:solid 1px #93BF86; width:20%;background:white;"> <div style="line-height:120%; padding: 0.5em; border-bottom:solid 1px #93BF86;background:#E2FFD9"> [[ملف:Wikisource-logo.svg|يمين|15بك]] '''[[وم:بوابة المجتمع|ويكي مصدر]]''' </div> <div class="plainlist " style="padding:1px 1em; font-size: 95%;"> :;[[ويكي مصدر:سياسات وإرشادات|سياسات وإرشادات]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|سياسات وإرشادات|الركائز الخمس|إمكان التحقق|ويكي مصدر ليست|وجهة النظر المحايدة|حقوق التأليف والنشر|لا أبحاث أصلية|سيرة ذاتية|قواعد النقاش|افترض حسن النية= * [[ويكي مصدر:الركائز الخمس|الركائز الخمس]] * [[وم:إمكان التحقق|إمكان التحقق]] * [[وم:ويكي مصدر ليست|ويكي مصدر ليست]] * [[وم:وجهة النظر المحايدة|وجهة النظر المحايدة]] * [[وم:حقوق التأليف والنشر|حقوق التأليف والنشر]] * [[وم:لا أبحاث أصلية|لا أبحاث غير منشورة]] * [[وم:السير الذاتية|السير الذاتية]] * [[وم:قواعد النقاش|قواعد النقاش]] * [[وم:افترض حسن النية|افترض حسن النية]]}} :;[[مساعدة:محتويات|مساعدة]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|مساعدة|مبتدئون|مساعدة/مجتمع|تحرير|إنشاء صفحة|تسمية المقالات|دليل سريع|صفحة توضيح|ملعب|عرض مسبق|تحويل|تفادي الأخطاء الشائعة|تجرية|تضارب تحريري|تعديل طفيف|اختصارات التحرير|أدوات التعديل|ترتيب قوائم|قسم|نطاق= * [[مساعدة:مبتدئون|مبتدئون]] * [[مساعدة:تحرير الصفحات|تحرير الصفحات]] * [[وم:بداية مقالة|بداية مقالة]] * [[وم:عناوين المقالات|تسمية المقالات]] * [[مساعدة:وصلة|روابط]] * [[وم:تصنيف|تصنيف]] * [[مساعدة:تسمية التصنيفات|تسمية التصنيفات]] * [[وم:دليل سريع|دليل سريع]] * [[وم:دليل الأسلوب|دليل الأسلوب]] * [[وم:دليل تنسيق المقالات|دليل تنسيق المقالات]] * [[وم:توضيح|صفحة توضيح]] * [[وم:ملعب|الملعب]] * [[مساعدة:أظهر معاينة|عرض مسبق]] * [[وم:تحويل|تحويل الصفحات]] * [[وم:تفادي الأخطاء الشائعة|تفادي الأخطاء الشائعة]] * [[مساعدة:تجربة|تجربة]] * [[مساعدة:تضارب في التحرير|تضارب في التحرير]] * [[مساعدة:تعديل طفيف|التعديل الطفيف]] * [[مساعدة:اختصارات التحرير|اختصارات التحرير]] * [[مساعدة:شريط أدوات التحرير|شريط أدوات التحرير]] * [[مساعدة:ترتيب قوائم|ترتيب قوائم]] * [[مساعدة:قسم|قسم]] * [[مساعدة:نطاق|نطاق]]}} :;[[وم:مساعدة متقدمة|مساعدة متقدمة]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|مساعدة متقدمة|تحرير متقدم|تصنيف|شجرة تصنيف|هوامس الصفحات|مراجع|ذكر المصادر|دليل الأسلوب|دليل تنسيق المقالات|قوائم|إنشاء جدول|قالب|قوالب|متغير|مفاتيح مختصرة|بوابة|صفحات فرعية|كلمات سحرية|حجم الصفحة|استرجاع|دمج ونقل الصفحات= * [[مساعدة:تحرير متقدم|تحرير متقدم]] * [[وم:تصنيف|تصنيف]] * [[وم:شجرة تصنيف|شجرة تصنيف]] * [[مساعدة:هوامش الصفحات|هوامش الصفحات]] * [[وم:الاستشهاد بمصادر|الاستشهاد بمصادر]] * [[مساعدة:قوائم|قوائم]] * [[مساعدة:جدول|الجداول]] * [[مساعدة:قالب|قالب]] * [[مساعدة:متغير|متغير]] * [[وم:اختصارات لوحة المفاتيح|اختصارات لوحة المفاتيح]] * [[وم:بوابة|بوابة]] * [[مساعدة:تراجع|تراجع]] * [[وم:دمج الصفحات|دمج الصفحات]] * [[وم:نقل صفحة|نقل الصفحات]] * [[وم:صفحات فرعية|صفحات فرعية]] * [[مساعدة:كلمات سحرية|كلمات سحرية]] * [[وم:حجم المقالة|حجم المقالة]]}} :;[[وم:مواضيع المقالات|المواضيع]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|مواضيع المقالات|مقالات مقترحة|استعمال الأسماء والرموز الأجنبية|مقالات عن الكيمياء|مقالات عن علم الحاسوب|مقالات عن أشخاص أحياء|مقالات عن مواضيع خيالية|مقالات عن عائلات وقبائل|مقالات عن مدارس|مقالات عن شركات أو منتجات= * [[وم:مقالات مقترحة|مقالات مقترحة]] * [[وم:استعمال الأسماء والرموز الأجنبية|استعمال الأسماء والرموز الأجنبية]] * [[وم:مقالات عن الكيمياء|مقالات عن الكيمياء]] * [[وم:مقالات عن علم الحاسوب|مقالات عن علم الحاسوب]] * [[وم:مقالات عن مواضيع خيالية|مقالات عن مواضيع خيالية]] * [[وم:مقالات عن مدارس|مقالات عن مدارس]] * [[وم:مقالات عن شركات أو منتجات|مقالات عن شركات أو منتجات]]-->}} :;[[وم:اتصل بنا|اتصل بنا]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|تواصل|صفحة النقاش|الميدان|أسئلة|ملخص التعديل|قائمة بريدية|قناة دردشة على الإنترنت|بابل|تصويت|ترجمة الأسبوع|ويكيبيديون|يوم ويكي مصدر العربي= * [[مساعدة:استخدام صفحات النقاش|استخدام صفحات النقاش]] * [[وم:الميدان|الميدان]] * [[وم:أسئلة|أسئلة]] * [[مساعدة:ملخص التعديل|ملخص التعديل]] * [[وم:قناة الدردشة|قناة الدردشة]] * [[وم:قناة دردشة على الإنترنت|قناة دردشة على الإنترنت]] * [[وم:بابل|بابل]] * [[وم:تصويت|تصويت]] * [[وم:ويكيبيديون|ويكيبيديون]] * [[وم:يوم ويكي مصدر العربي|يوم ويكي مصدر العربي]]}} :;[[وم:عن|عن]] {{#تبديل:{{اسم_الصفحة}}|عن|ويكيميديا|إداريون|مشاريع شقيقة|دعم الموقع= * [[مؤسسة ويكيميديا]] * [[وم:إداريون|إداريون]] * [[وم:مشاريع شقيقة|مشاريع شقيقة]] * [[وم:دعم الموقع|دعم الموقع]] }}</div></div><noinclude>[[تصنيف:قوالب ورائية|{{اسم_الصفحة}}]]</noinclude> ggh1a5erf4g2715jjrwnzdc2c6s4hpx صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/10 104 224508 405282 405257 2022-08-21T15:59:47Z باسم 15966 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٢٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>إلى ابنه يستدعيه إليه وطلب إلى أمير لبنان بشير الثاني أن يحضر إلى يافة للتداول معه بشؤون فلسطين فهب السرعكر للقاء والده وأوفد أمير لبنان نجله الأمير أمين إلى يافة للمثول بين يدي العزيز معلناً أنه بعد التداول مع اللواء بحري بك (يوحنا بحري) رأى أن المصلحة تقضي ببقائه في لبنان «للمحافظة والملاحظة» وأنه على كل حال مستعد متأهب «للثم الأذيال»<ref>المحفوظات ج ۳ ص ٤١٤ و٤١٩</ref>. ولدى وصول الأمير أمين إلى يافة وتشرفه بالمثول بين يدي الحضرة الخديوية اجتمع به في خلوة زهاء ساعتين أو أكثر ثم عاد إلى والده يوجب الزحف على صفد لإخماد الفتنة فيها<ref>اطلب التفاصيل في كتابنا الثورة بفلسطين ص ٦٨-٦٩</ref>. وكان قد سبق لأعيان هذه البلدة أن اتصلوا بالأمير خليل الشهابي أخي الأمير أمين وذلك في التاسع عشر من حزيران «متوكلين على من التحريك والتسكين بيده» معلنين قيامهم على الحكومة المصرية راجين «جواباً شافياً»<ref>المرجع نفسه ص ٥٤-٥٥</ref>. فرج الشهابي الكبير والد الأمير خليل حامل هذه الرسالة في السحن ورد عليها بالتهديد والوعيد<ref>المحفوظات ج ۲ ص ٤۱۱</ref>. وبعد أن عاد ابنه الأمير أمين إليه قام إلى جسر القعقعية ببضعة آلاف مقاتل لبناني ودعا الصفديين للطاعة فأوفدوا الشيخ صالح الترشيحي إليه يفاوضه وخلـدوا إلى السكينة فأرسل الأمير اللبناني قوة إلى صفد لاحتلالها وعين محافظاً عليها وفعل مثل ذلك لجميع قرى [[W:ar:الشاغور (مدينة)|الشاغور]] والجبل وساحل عكة وألقي القبض على اثنين وعشرين من وجوه صفد الذين «كانوا مبدأ الشقاوة والفساد ووضعهم بالسجن وطالبهم بما سلبوه من أموال اليهود». وأرسل أيضاً نحواً من عشرين نفراً من أهالي الشاغور والجميل والساحل إلى سجن عكة. ثم مثل بين يديه وجوه طبرية مقدمين الطاعة والخضوع فأرسل قوة إلى بلدتهم وعين محافظاً عليها. وكتب إلى الحضرة الخديوية في الخامس والعشرين من تموز ينبئه «بانقطاع دابر الفساد ودخول الرعب والإرهاب إلى قلوب الجميع من رضيع ووضيع»<ref>المحفوظات ج٢ ص ٤٣٠. حروب إبراهيم باشا المصري ج ١ ص ٤١ و٤٥ الثورة بفلسطين ص ۷٥-۷٦</ref>. ولما عاد قاسم الأحمد وجماعته إلى نابلس بعد الاتفاق الذي تم بينهم وبين إبراهيم باشا في القدس اغتروا بما أصابهم من نصر وظنوا أن السرعسكر لن يقوى عليهم فامتنعوا عن تقديم القمح المتفق عليه وطردوا عمال السرعسكر الذين أرسلوا لجمعه قائلين أنه ليس لديهم سوى<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 396bcey84cffu8v9bvspzv54cv5dpg9 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/19 104 224518 405280 2022-08-21T15:34:48Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل|١٣٣}}{{سطر}}</noinclude>ولكن السرعسكر كان قد انتقل إلى شمالي سورية للإشراف على أعمال قطع الأشجار في جبال [[W:ar:بياس|بياس]] فكتب منها يشير إلى أنه أمر بإرسال بعض العساكر إلى [[W:ar:جبل الدروز|جبل الدروز]]<ref>المحفوظات ج ۳ ص ۳۱-۳۲ اطلب أيضاً رسالة إبراهيم باشا إلى سامي بك الصادرة من سيس في المجلد نفسه ص ٤٢</ref> وأنه من المحتمل أن تكون حكومة الآستانة قد قصدت تحريض الدروز بإرسال النجدات إلى محمد رشید باشا<ref>إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج ٣ ص ٤٣</ref>. وفي أواخر أيلول من السنة نفسها كتب السرعكر إلى الأمير اللبناني يستدعي ابنه أميناً إلى بعلبك للتحدث إليه في قضية نزع السلاح، ثم عاد فكتب ثانية أنه قائم إلى زحلة على رأس قوة عسكرية لتنفيذ أوامر والده وأنه سيقوم منها إلى بتدين لجمع السلاح كله «بحيث ما يبقاش ولا قطعة» وأنه إذا حضر إلى بتدين ووجد أن اللبنانيين لم يمتثلوا إلى أمره فإنه يضربهم أينما كانوا وسيخرب بيوتهم ويقطع أرزاقهم، فهبَّ اللبناني الكبير يحض الناس على الخضوع وتقديم السلاح. وفي التاسع والعشرين من الشهر نفسه وصل السرعسكر إلى دير القمر يحف به رهط من كبار رجاله منهم عباس باشا وسليم باشا ومحمد باشا وسليمان باشا وبحري بك ووراءه ألاي الغارديا المشاة الأول وألاي الغارديا المشاة الثاني وثلاثة ألايات أخرى وبطارية مدافع وأربعون جملاً للذخيرة فعسكر الجيش في صحراء الدير وقام السرعسكر وأكابر رجاله إلى بتدين بأورطة واحدة من الجند، فرحب به أمیر لبنان وأطلعه على ما اتخذه من إجراءات فسر السرعسكر كل السرور وجمع السلاح دون مقاومة. وبلغ ما لمه من اللبنانيين النصارى حتى منتصف تشرين الأول ٩٦٤٧ بندقية ومن اللبنانيين الدروز حتى التاريخ نفسه ٥١١٣ بندقية<ref>إبراهيم باشا إلى المعية السنية: المحفوظات ج ٣ ص ٥٦ راجع كذلك حروب إبراهيم باشا للقس أنطون الخلي ج ١ ص ٥٣-٥٥</ref>. وكان العزيز فيما يظهر يقدر شجاعة الدروز وبأسهم ويطلق الآمال عليهم في حربه المقبلة فاضطرب في هذه الآونة نفسها لخروج بعضهم عن مذهب الأجداد وكتب إلى محمد شريف باشا يفيده أن خروج الدروز عن دينهم «أمر خطير يجب تلافيه» وأن المصلحة تقضي بالاتصال سراً بالشهابي الكبير للتحقق من صحة هذا الخبر<ref>راجع حديث العزيز في هذا الموضوع مع الجنرال بوايه الإفرنسي في كتاب جورج دوان «بعثة عسكرية إفرنسية» ص ۷۹. اطلب أيضاً المحفوظات ج ۳ ص ۱۳۷</ref>. فكتب الحكمدار إلى أمير لبنان يستطلع رأيه في الأمر فأجابه هذا أن بعض الدروز «أراد التداخل بالطريقة العيسوية» ولكنه<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 95qsjwjdq9g5uo8w3j6z1rq50bckud9 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/20 104 224519 405281 2022-08-21T15:47:44Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٣٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>لم يفعل لما تبلغه من «التنبيه والتشديد والتهديد» ولذا فإنه يعتبر أن «هذا المبدأ قد انقطع» وأن نار هذه الشهوة قد خمدت. ثم يضيف أن الأمراء اللمعين كان قد سبق لهم أن تنصروا وأنه لم يبق منهم على طريقة الدروز سوى الأمير أحمد قايدبيه المقيم في [[W:ar:برمانا|برمانا]] وأولاد الأمير نصر مراد المقيمين في المتين وأن هؤلاء أي أولاد الأمير نصر كانوا قد أظهروا رغبة في التنصر ولكنهم عندما سمعوا تهديد الأمير وتشديده تركوا ما كانوا قد عزموا عليه ثم ما فتئوا أن قبلوا الدين المسيحي سرّاً<ref>محمد شريف باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج ۳ ص ١٤٧</ref>. '''۹ - أصابع الإنكليز:''' وخشيت الحكومة البريطانة مطامع القيصر الروسي، فوقفت له بالمرصاد. وعزمت ألا تفسح له المجال لتطبيق بنود معاهدة هنگار إسكلەسى ولاسيما السري منها. فقام الملك [[W:ar:ويليام الرابع ملك المملكة المتحدة|وليم الرابع]] يؤكد في خطبـة العرش في شهر شباط من السنة ١٨٣٤ أنه سيمنع حدوث أي تغيير في علاقات الدولة العثمانية بدول أخرى يكون من شانه التأثير في سلامتها واستقلالها. وأمر وزير شؤونه الخارجية الفيكونت بالمرستون السفير البريطاني في الآستانة بأن يدعو الأسطول البريطاني داخل الدردنيل إذا طلب السلطان مساعدة القيصر ودخل الأسطول الروسي داخل البوسفور. وعندما نشبت نار الفتنة في فلسطين في أيار من السنة نفسها استطلع السلطان رأي الحكومتين البريطانية والإفرنسية في إرسال أسطوله لمعاقبة العزيز فكان جوابها أن عرش الخلافة في خطر إذا جازف السلطان بحرب ضد العزيز. ولما أبى العزيز دفع الجزية المستحقة عن النصارى واليهود في بر الشام وأدنة سنة ١٨٣٤ فاتح الباب العالي السفير الروسي في الآستانة بقصد تطبيق معاهدة هنگار إسكلەسى فتقدم روسية المساعدة ضد والٍ ثاثر فكان جواب هذه أن المعاهدة دفاعية محضة وأنه لا يمكن تقديم المساعدة ما دام الباب العالي البادئ بالعدوان، ولكن ما كادت تصل هذه الأوامر والتعليمات إلى من يعنيهم الأمر حتى وصلت الأخبار بأن الثورة هدأت في بر الشام وأن العزيز بفضل مساعدة حليفه الأمير اللبناني أصبح قابضاً على ناصية الحال. فهدأت مخاوف أوروبة وزال أمل السلطان في انتفاع عاجل من مشاغل العزيز ومشاكله<ref>اطلب تاریخ مصر السياسي لمحمد رفعت بك ص ۲۰۱-۲۰۳</ref>. ورأى العزيز أن يخلص نفسه من سيادة محمود الثاني ورجال بطانته لما رآه من سوء النية ودس الدسائس فاتصل بقناصل إنكلترة وفرنسة والنمسة في أواخر صيف السنة ١٨٣٤ معلناً<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 52hep19t1t3numwz5f2tqu3ndb6m5ia صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/21 104 224520 405283 2022-08-21T18:12:58Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل|١٣٥}}{{سطر}}</noinclude>رغبته في الاستقلال. وكتب هؤلاء إلى حكوماتهم بذلك فجاء الرد بالرفض ونصحته بريطانية بالعدول عن مشروعه لأن حالة أوروبة السياسية لا تسمح له بتحقيق أمنيته. فأرجا العزيز البحث لفرصة أخرى<ref>محمد علي باشا إلى أبراهيم باشا: المحفوظات ج ٢ ص ٤٤٩</ref>. ولكن طلبه هذا أقلق البريطانيين وأقض مضجعهم لأنهم رأوا في طموح العزيز تهديداً لسلم طالما أنشدوه وسبباً لتدخل الروس وتطبيق معاهدتهم المشؤومة. وذهب بعضهم إلى أبعد من هذا فقال بوجود تفاهم ضمني بين العزيز وبين الروس<ref>إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات أيضاً ج ۳ ص ۹۹</ref>. وهكذا فإننا نرى الإنكليز يوفدون إلى [[W:ar:بيروت|بيروت]] في مطلع السنة ١٨٣٥ أحد موظفي سفارتهم في الآستانة ليتصل بالشهابي الكبير ويفرق بينه وبين العزيز فيحد من مطامع هذا ويبعد إمكانية التدخل الروسي. اتصل السر ريتشارد وود هذا ببشير الثاني فأبان له الخطر الذي يحيق بشخصه من جراء تفاهمه مع العزيز وأشار إلى فصل بر الشام عن مصر وإلحاقه ثانية بالسلطنة، فأجاب الشهابي بأنه مستعد للتعاون مع السلطان وأنه بإمكانه أن يضع تحت تصرفه أربعين ألف لبناني ولكنه رأى أن ذلك سيؤدي حتماً إلى حرب طاحنة لا يجـد الأتراك بعدها في بر الشام إلا الحجارة. فغزا الرسول البريطاني هذا التردد في نفس الأمير إلى نفوذ فرنسة عليه وراح يفتش عن زعيم لبناني آخر يمكنه الركون إليه. فاتصل بالأمير [[W:ar:بشير الثالث الشهابي|بشير قاسم]] وفاوضه بما فاوض بشير الثاني به فوعد بشير قاسم بالتعاون مع البريطانيين شرط إمداده بأربعة عشر ألف بندقية. ثم قام الرسول البريطاني ببث دعايته ضد العزيز بين الموارنة وبين الدروز فأظهر رغبة لتعلم اللغة العربية وانتقى لنفسه مدرساً الخوري أرسانيوس الفاخوري أوسع كهنة الموارنة ثقافة وأقواهم حجة وأعلاهم رتبة وجاهاً وأخذ يدرس العربية عليه ويلقنه السياسة فتمكن من إبعاد الموارنة عن فرنسة كما سنرى فيما بعد. ثم اتصل هـذا الرسول بأعيان الدروز فأبان لهم خطأهم في الابتعاد عن الدولة العثمانية وأكد لهم عودة الأتراك إلى الحكم. وبعد أن تم له هذا كله رفع تقريراً به إلى سفيره في الآستانة فأمره هذا بالتوجه إلى شمالي سورية وحدود كردستان لدرس الموقف في تلك المنطقة والوقوف على قوة الجيش العثماني المرابط فيها ولا سيما أمانة قائده محمد رشيد باشا للسلطان ولي أمره. ففعل وعاد إلى لبنان بعد [[W:ar:معركة نزب|موقعة نزب]] كما سنرى فيما بعد<ref>عن تقرير له رفعه إلى وزارة الخارجية عام ١٨٤٥ راجع ذيل كتاب الدكتور هارولد تمبرلي بريطانية والقرم ص ٤٨١-٤٨٢</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> kw149emmv0g9sh962uf0yzkwpsk6bc0 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/22 104 224521 405284 2022-08-21T18:31:31Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٣٩|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>'''۱۰ - ثورة الدروز:''' وكان العزيز يرقب تطور الأحوال على حدوده الشمالية بشيء كثير من التيقظ والتحفظ فرأى أن لا مفر من اللجوء إلى القوة مرة أخرى لحسم النزاع بينه وبين السلطان وأعاد النظر في جيشه القائم فامر ابنه إبراهيم بإكمال النقص في الألايات وتشكيل ألايات جديدة. وزاره في أثناء ذلك في منتصف كانون الأول من السنة ١٨٣٧ الكولونيل كامل قنصل إنكلترة في مصر فسأله عن الداعي للتجند الجديد وإنشاء السفن في وقت أصبحت الآستانة فيه آمنة هادئة فأجابه العزيز بحماس «إنه من عادة الكبار أن يضحوا بالصغار ولكن محمد علي لا يرضى أن يكون ضحية ويفضل أن يموت نجيله كما عاش حاملاً سيفه. وها قد تبين أن الآستانة جهزت واحداً وخمسين ألاياً فلا أقبل الهلاك وأنا أصغي إلى هذا وذاك»<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٣ ص ٣٠٤</ref>. وكان العزيز قد أعفى دروز حوران وغيرهم من سكان المناطق المتاخمة لحدود البادية من التجنيد نظراً لتمرد القبائل وقلة امتثالهم لأوامره فرأى هذه المرة أن يعم التجنيد جميع مناطق بر الشام وأمر محمد شريف باشا بتنفيذ رغبته، فاستدعى هذا الحكمدار الشيخ يحيى الحمدان شيخ مشايخ دروز حوران إليه في دمشق في أواخر صيف ۱۸۳۷ ونقل إليه رغبة العزيز. فتعذر شيخ المشايخ واسترحم وتعهد أن يقدم حاصل مئتي فدان بدل التجنيد. فأصر الحكمدار ولكن الشيخ طلب قبول عذره مرة ثانية. فغضب الحكمدار وكان حاد الطبع سريع الانفعال فصفع ضيفه على وجهه بحضور أعضاء مجلس دمشق. فذل الشيخ بين يديه وسلم بالأمر وأقفل عائداً إلى حوران لتنفيذ الأمر العالي. ودعا الناس إليه وأخبرهم بما جرى. فهالهم الأمر وأفزعهم ثم اتصلوا بعرب [[W:ar:السلط|السلط]] وغيرهم من القبائل المجاورة وتفاهموا ثم هجموا فجأة على قرى شريف باشا وبحري بك في حوران فقتلوا وكلاءها ونهبوا ما فيها. فأرسل الحكمدار علي آغا البوصيلي الهواري باشي بثلاث مئة فارس ليقتص من الدروز. فانقض هؤلاء على هذه القوة ليلاً وأعملوا السيف في رقاب رجالها فقتلوا معظمها وفر قائدها علي آغا البوصيلي إلى دمشق يخبر بما رأى. وعندئذ أشار كبير شيوخ العقل الشيخ أبو حسين إبراهيم الهجري بوجوب قيام الجميع إلى [[W:ar:اللجاة|اللجاة]] والاعتصام بها إلى أن ينتهي عهـد المصريين في البلاد وأكد أن ذلك لن يكون طويلاً ولعله كان على صلة بزعماء المعارضة من دروز لبنان، فقام الدروز بعد ذلك إلى اللجاة بعيالهم وأرزاقهم. وشد إزر شیخ المشايخ يحيى الحمدان وقال قوله جميع الزعماء منهم الشيخ فندي عامر والشيخ إبراهيم الأطرش والشيخ أبو حسين درویش<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 8f7756nempzazfza5o4fer1y35ltl0t صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/23 104 224522 405285 2022-08-21T18:43:30Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل|١٣٧}}{{سطر}}</noinclude>واللجاة بقعة بركانية واسعة الأرجاء طولها عشرون ميلاً وعرضها خمسة عشر. وهي كثيرة الصخور محتبكة المنافذ عسيرة المسالك يصعب على الغريب التوغل فيها. فغضب الحكمدار غضباً شديداً وهب يعاقب الدروز فأنفذ حملة إليهم بقيادة محمد باشا مفتش الجيش بلغ عدد رجالها ستة آلاف. وقام هذا الباشا من دمشق في أوائل السنة ١٨٣٨ فعارضه الدروز في [[W:ar:بصر الحرير|بصرى الحرير]] ومنعوا عنه المسير فضربهم بالمدافع وخرب بلدتهم فتشتتوا. وجد في أثرهم حتى حدود اللجاة فعسكر في قرية العاهرة حول مياهها. ثم قام منهـا إلى سومیط فضرب الدروز فيها وأجلاهم عنها وذلك في منتصف كانون الثاني. وما أن بدأ بالنهب والسلب حتى عاد الدروز إليهم ففتكوا بهم فتكاً ذريعاً وقتلوا محمد باشا قائد الحملة وأيوب بك الأميرالاي وبكباشيين فانضم إلى الدروز من أنفار الحملة حوالي ثمان مئة نفر من دروز لبنان وشبان نابلس. وكتب إبراهيم باشا إلى والده من حلب يقول أن الأسباب التي أدت إلى فشل هذه الحملة تنحصر في «بلاهة الباشا واندفاع أيوب بك وتمسكه بالكرامة والشرف»<ref>ذكريات جرجس الدبس (لدى المؤلف) ص ۱۰ مذكرات تاريخية للخوري قسطنطين الباشا من ۱۲۰-۱۲۳ المحفوظات ج ۳ ص ۳۱٣ و٣۱٥</ref>. وعزز السرعسكر قوة محمد شريف باشا فأمر بقيام ألاي المشاة الغارديا الثاني من حماة إلى حوران وألاي المشاة الرابع عشر من أنطاكية إلى المنطقة الثائرة وقام هو بنفسه على رأس ألاي المشاة الرابع من حلب إلى حمص وكان ذلك في الحادي والعشرين من كانون الثاني سنة ١٨٣٨ وفي التاسع من شباط وصل أحمد منكلي باشا وكيل الجهادية على جناح السرعة من مصر إلى دمشق فآثر الالتحاق بالجيش المحارب على المثول بين يدي السرعسكر في حمص. وفي العاشر من الشهر نفسه قام ألاي المشاة الغارديا الثاني وألاي المشاة الرابع من دمشق إلى حوران وتبعها أحمد منكلي باشا في اليوم التالي<ref>حنا بحري بك إلى سامي بك: المحفوظات ج ۳ ص ۳۲۰</ref> وبقي السرعسكر في حمص لأسباب صحية. وأوفـد اللواء ولي بك إلى حوران ليدرس الموقف مع كبار الضباط فيها ويشترك في وضع خطة الهجوم<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۲۱</ref>. ويقول واضع المذكرات التاريخية ولعله عبدالله نوفل أحد الكتبة بمعية محمد شريف باشا أنه لما بلغ الحكمدار ما حل بمحمد باشا وحملته ركب حالاً بنفسه وتوجه إلى حوران يلم فلول الجيش وينتظر المعونة في قرية تبنة بالقرب من اللجاة. فلما تم له ذلك قام مع منكلي باشا بعشرين ألف مقاتل ودخل اللجاة وتوغل فيها مسافة يوم كامل ولم يرَ أحـداً<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> rv8zspicghldeefyte04uib000rickj صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/24 104 224523 405286 2022-08-21T19:01:52Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٣٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>وأنه قام في اليوم الثاني وتابع زحفه حتى الساعة الثالثة من النهار فأحاط به الدروز من كل جانب وأصلوه ناراً حامية من وراء الصخور فتساقطت عساكره وجرح أحمد باشا ثلاثة جروح و«تقنطر» الحكمدار وكاد يهلك لولا معونة علي آغا البوصيلي. وقتل وأسر من الجيش أربعة آلاف وفقد الدروز ثلاث مئة من ألفين وغنموا مالاً وذخيرة وعتاداً<ref>المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص۱۲۳ – ۱۲٥</ref>. وتغنوا بأبي إبراهيم مؤكدين معونته مبصرينه «يمرح بين الفراعنة كالنـار المشتعلة والبرق الخاطف» مبتهجين لإشفاقه عليهم (من مخطوطة درزية حورانية). فكتب الحكمدار Yلى العزيز في التاسع عشر من شهر شباط يصف ما حلَّ بألاي المشاة الرابع فيفيد أنه بعد أن حارب أفراده الثوار طيلة نهار وليل من وراء المتاريس تكاثر عليهم الثوار والعربان فاضطروا أن يفروا وتوفي أكثرهم. ثم ينقل ما أفاد به خلیل آغا اليوزباشي في الألاي الرابع عشر فيقول أنه وقع في بؤرة حجرية مع مئة نفر وأن اللواء رجب بك سقط فيها أيضاً وأن العرب أحاطوا بالبؤرة المذكورة ولكنه فر منها ونجا بنفسه وإنه فهم من أقوال الآغا المذكور أن رجب بك توفي ومن أقوال شاكر أفندي البكباشي المدفعي أن طيفور بك وقع في أيدي العرب<ref>المحفوظات ج۳ ص ۳۲٥</ref>. ورفع الحكمدار في الوقت نفسه البيانات التي أعدها البكوات بعدد القتلى والجرحى وأفاد أن الألايات المنكسرة لا تزال تصل إلى دمشق يوماً بعد يوم. ويستدل من هذه البيانات أن ألاي المشاة الثاني فقد في الرابع عشر من شباط مئة واثنين لا يعرف مصيرهم وستة مجروحين وتسعة متوفين وأن ألاي المشاة الغارديا الثاني فقد ما بين الرابع عشر والتاسع عشر من الشهر نفسه مئتين واثنين وخمسين جريحاً ومئة وتسعة عشر متوفين وسبع مئة وخمسة ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاي المشاة الرابع عشر خسر مئة وثمانية من الجرحى ومئة وواحداً وستين ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاياً آخر فقد ألفاً وخمس مئة وثلاثة وستين من مجموع قدره ألفان ومئة وثمانون. ويستدل من الكشف الذي أعده قائد ألاي المشاة الغارديا الأول أنه فقد في هذه الموقعة نفسها ألفاً وثلاثة عشر نفراً ورتيباً وأن ألاي المشاة الثامن عشر فقد بين قتيل وجريح وضائع سبع مئة وعشرين، فيصبح مجموع الجرحى والقتلى والضائعين في هذه الموقعة وبموجب هذه البيانات الرسمية أربعة آلاف وسبع مئة وثمانية وخمسين<ref>محمد شريف باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج۳ ص٣٢٦ - ۳۳٣</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> t26a36j6qfvueth4cuz89z9few9i66c 405287 405286 2022-08-21T19:02:18Z باسم 15966 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٣٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>وأنه قام في اليوم الثاني وتابع زحفه حتى الساعة الثالثة من النهار فأحاط به الدروز من كل جانب وأصلوه ناراً حامية من وراء الصخور فتساقطت عساكره وجرح أحمد باشا ثلاثة جروح و«تقنطر» الحكمدار وكاد يهلك لولا معونة علي آغا البوصيلي. وقتل وأسر من الجيش أربعة آلاف وفقد الدروز ثلاث مئة من ألفين وغنموا مالاً وذخيرة وعتاداً<ref>المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص۱۲۳ – ۱۲٥</ref>. وتغنوا بأبي إبراهيم مؤكدين معونته مبصرينه «يمرح بين الفراعنة كالنـار المشتعلة والبرق الخاطف» مبتهجين لإشفاقه عليهم (من مخطوطة درزية حورانية). فكتب الحكمدار إلى العزيز في التاسع عشر من شهر شباط يصف ما حلَّ بألاي المشاة الرابع فيفيد أنه بعد أن حارب أفراده الثوار طيلة نهار وليل من وراء المتاريس تكاثر عليهم الثوار والعربان فاضطروا أن يفروا وتوفي أكثرهم. ثم ينقل ما أفاد به خلیل آغا اليوزباشي في الألاي الرابع عشر فيقول أنه وقع في بؤرة حجرية مع مئة نفر وأن اللواء رجب بك سقط فيها أيضاً وأن العرب أحاطوا بالبؤرة المذكورة ولكنه فر منها ونجا بنفسه وإنه فهم من أقوال الآغا المذكور أن رجب بك توفي ومن أقوال شاكر أفندي البكباشي المدفعي أن طيفور بك وقع في أيدي العرب<ref>المحفوظات ج۳ ص ۳۲٥</ref>. ورفع الحكمدار في الوقت نفسه البيانات التي أعدها البكوات بعدد القتلى والجرحى وأفاد أن الألايات المنكسرة لا تزال تصل إلى دمشق يوماً بعد يوم. ويستدل من هذه البيانات أن ألاي المشاة الثاني فقد في الرابع عشر من شباط مئة واثنين لا يعرف مصيرهم وستة مجروحين وتسعة متوفين وأن ألاي المشاة الغارديا الثاني فقد ما بين الرابع عشر والتاسع عشر من الشهر نفسه مئتين واثنين وخمسين جريحاً ومئة وتسعة عشر متوفين وسبع مئة وخمسة ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاي المشاة الرابع عشر خسر مئة وثمانية من الجرحى ومئة وواحداً وستين ضاعوا أبان المحاربة وأن ألاياً آخر فقد ألفاً وخمس مئة وثلاثة وستين من مجموع قدره ألفان ومئة وثمانون. ويستدل من الكشف الذي أعده قائد ألاي المشاة الغارديا الأول أنه فقد في هذه الموقعة نفسها ألفاً وثلاثة عشر نفراً ورتيباً وأن ألاي المشاة الثامن عشر فقد بين قتيل وجريح وضائع سبع مئة وعشرين، فيصبح مجموع الجرحى والقتلى والضائعين في هذه الموقعة وبموجب هذه البيانات الرسمية أربعة آلاف وسبع مئة وثمانية وخمسين<ref>محمد شريف باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج۳ ص٣٢٦ - ۳۳٣</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> qmgwr0bwxqljuj7zi0jwourkdyhe0ux صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/25 104 224525 405291 2022-08-21T19:51:08Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل|١٣٩}}{{سطر}}</noinclude>ثم أجمل القول إبراهيم باشا فأفاد أن الموقعة جرت بالقرب من دامة في قلب اللجاة في منتصف شهر شباط من السنة ١٨٣٨ وأن ألاي الغارديا الأول وألاي الغارديا الثاني وألاي المشاة الرابع وألاي المشاة الرابع عشر وألاي المشاة الثامن عشر اشتركوا فيها وأن هذه الألايات لم تقو على الدروز فاختل نظامها وجرح قائدها أحمد باشا المنكلي فاضطرت أن تعود إلى قرية تبنة<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات نفسها ج۳ ص۳۳۰</ref>. أما محمد شريف باشا الحكمدار فإنه بعد أن يشير إلى انهزام الجيش مرتين أمام صخور اللجاة وإلى توعك صحة السرعسكر وتوقع الحركات العدائية من قبل الباب العالي يفيد أنه يسعى لحل مشكلة الدروز حلاً سلمياً كأن يؤخذ منهم عدد معين من الجنود ويطلب إليهم تسليم الذخيرة التي استولوا عليها فيؤمنوا عندئذ على أرواحهم ومتاعهم وتنتظر السلطة حلول فصل الصيف وجفاف برك الماء في اللجاة قبل أن تضربهم ضربة قاضية تنفذ بها إرادة الجناب العالي. ويستدل من مضمون هذه الرسالة أن الرعب كان قد دب إلى قلوب العساكر وأن الحكمدار خشي أن يخسر عدداً لا يستهان من ضباط الجيش إن هو أقدم على متابعة الحرب<ref>محمد شريف باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات أيضاً ج۳ ص۳۲٥</ref>. واشتدت عزائم الدروز فترفعوا وتكبروا وكتب زعيمهم الشيخ يحيى الحمدان إلى أبي السعود أفندي المرادي نجل مفتي الحنفية في دمشق الشيخ حسين أفندي المرادي وإلى شمدين آغا وعمر آغا البوزلي وغيرهم يقول «بخصوص العساكر الذين فاتوا علينا في حياتكم البركة وما بقي منهم إلا القليل وأخذنا المدافع والجبخانة والذخيرة كلها. فإذا حسن عندكم شيء نشد ضهركم ونقوي قلوبكم. وقد فعلنا ما لم يفعله أحد قبلنا لا أكبر ولا أصغر. ونحن لا ننتظر فزعة أحد ولكننا نحمد الله الذي جعلنا أصحاب الجلالة والناموس ونضرب بسيف الله والسلطان وغيرنا ماتت المروة منه»<ref>حنا بجري بك إلى ابراهيم باشا: المحفوظات ج٣ ص ٣٣٤ – ۳۳۱، راجع أيضاً المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا وفيها نص رسالته إلى شمدين آغا ص۱۲٥ – ١٢٦</ref>. وأخذت أحاديث الفتن والفساد تترى بين أهالي دمشق وبدأت علائم الفتن تبدو في قراها. وعمد بعض الأشقياء من أهالي قريتي ينطا والحلوة وهما من قرى دمشق الدرزية إلى قطع طريق بيروت دمشق. وتغلغل عدد كبير من فرسان الدروز إلى قرى [[W:ar:غوطة دمشق|الغوطة]] وأخذوا يحضون<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> bse6t5lrc95udfv9gsosrfsjbbvqdbm صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/26 104 224526 405292 2022-08-21T19:59:20Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٤٠|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>القرويين على الهجوم على دمشق لإطلاق سراح المجندين من أبنائهم الموجودين في ثكنات المدينة قائلين «لنركب جميعاً معاً ونسير للاستيلاء على دمشق وإنقاذ أولادكم»<ref>حنا بحري بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج۳ ص۳۳۷ – ۳۳۹</ref>، فازداد خوف الحكمدار وكتب إلى السرعسكر يقول: «إن إنهاء عصيان هؤلاء الأشقياء لمن أقدس الواجبات ولا بد والحالة هذه من إيجاد عساكر تألف القتال بين الصخور. وبما أن عساكر السكبان غير موجودة الآن في بر الشام فإني أرى أن يتم انتقاء سبعة أو ثمانية آلاف رجل من نصاری جبل الدروز وأن يسلحوا بالبنادق من عكة ويزحفوا بقيادة الأمير خليل الشهابي إلى مناطق الثورة لإخمادها<ref>محمد شريف باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٣ ص۳۳۹ - ٣٤٠</ref>. ورأى السرعسكر رأيين في أمر التنكيل بالدروز فإما أن يرجئ الزحف عليهم حتى موسم الصيف حين تنضب المياه في مناطقهم الصخرية أو أن يستفاد مما عليه الجو من اعتدال فتستدعى الألايات المرابطة في بر الشام وتعين لها أماكن نزولها وتراقب حركات الأتراك حتى إذا ما تبين أنه ليس ثمة تدابير ينوي الأتراك القيام بها يزحف هو بنفسه على الأشقياء بثلاثة ألايات من الألايات الموجودة لديه في حلب ونواحيها فيعمل سيوف الجناب العالي اللامعة في رقاب الأشقياء على نحو ما يشتهيه<ref>إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج۳ ص٣٤٢</ref>. ثم عاد فكتب في الرابع من آذار يوجب إبقاء الألايات الأربعة في حلب استعداداً للطوارئ ويرجو إرسال ألاي الغارديا الثالث من مصر إلى بر الشام وإنزال الأورطة الرابعة منه المؤلفة من الدروز في السويدية والأورط الثلاث الأخرى المؤلفة من الحلبيين والأنطاكيين والدمشقيين في عكة أو بيروت كي يقوموا منها إلى الشام كما أنه يطلب إرسال ألاي المشاة الثالث عشر إلى بر الشام. ولدى اطلاع العزيز على آراء الحكمدار والسرعسكر أمر بالإسراع في قمع الثورة لئلا يؤدي استمرارها إلى استفرار الأتراك. وإذا كان ذلك غير ممكناً فليعاد إلى الطريقة التي أشار بها الحكمدار لتهدئة الخواطر. وكتب في السابع من آذار إلى سليمان باشا الفرنساوي الذي كان قد تولى قيادة منطقة حوران ينبئه باستعداده لإرسال الألاي التاسع من مصر إلى بر الشام وبإرسال ثلاث مئة من الآغاوات ذوي اللحى وبأنه أصدر أمره إلى مصطفى باشا محافظ كريت ليقوم بالتجنيد العام في الجزيرة ويتوجه بالعساكر المجندة إلى بر الشام على أن<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ciagvc5ytoiszr7mf42haiqfqwud0k8 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/27 104 224527 405293 2022-08-21T20:09:35Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل|١٤١}}{{سطر}}</noinclude>يتولى قيادة العساكر غير النظامية وأضاف أن مصطفى باشا قائد باسل يحسن الحرب في الجبال<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا وسليمان باشا: المحفوظات ج۳ ص ٣٥١. ثم كتب فيا بعـد بإرسال ألاي الغارديا الثالث ص ٣٥٥</ref>. وقارب فصل الشتاء نهايته وخشي دروز حوران جفاف الصيف ففزعوا إلى إخوانهم في إقليم البلان ووادي التيم وهب هؤلاء لمعونتهم فسلبوا خيالين من «خيالة المصلحة» لخيولها وسلاحها بالقرب من قريتي عنقيتا وشويا ونهبوا في سعسع عشرين حمل جبخانه واشتبكوا في بيت جن مع عساكر الأمير مجيد حفيد الشهابي الكبير وفي المساء تفرقوا وازداد عددهم حتى بلغوا أربع مئة خيال وألفاً من المشاة. فأمر السرعسكر أحمد بك أمير لواء المدرعين أن يزحف على إقليم البلان ووادي التيم بألاي المشاة السادس وعساكر السكبان الذين حضروا من أدنة. ثم علم السرعسكر بوصول مصطفى باشا من كريت إلى بيروت فأمره بالاتصال بحفيد الشهابي الكبير وبالتعريج على حاصبيا وراشيا في طريقه إلى دمشق «لتأديب الثوار فيهما»<ref>إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ۳ ص ٣٧٦-۳۷۸</ref>. وفي الرابع من نيسان زحف أحمد بك المشار إليه بألاي المشاة السادس وعساكر السكبان بطريق سمع إلى قرية دربل فوقا فواقع الدروز فيها وتغلب عليهم وكان عددهم يزيد على السبع مئة والخمسين، فسقط منهم جمع غفير وخسر أحمد ثلاثة عشر قتيلاً وخمسة وستين جريحاً<ref>إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۷۹-٣۸۰</ref>. وكان شبلي آغا العريان قد خرج من اللجاة على رأس مئتي فارس واتخذ قرية مجدل شمس مقراً له فقام أحمد بك بقوته إليـه واضطره أن يخرج منها ويتجه نحو حاصبيا<ref>أحمد بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۸۱-۳۸۲</ref>. ولدى وصول العريان إلى وادي التيم قصد بلدته راشيا عند الفجر ودخل دار الحكومة فيها وذبح ابن الجفري متسلمها ثم أخذ يتجول بين القرى يهيج أهلها فقاموا معه وما فتئ حتى أصبح عدد رجاله أربعة آلاف . فأرسل إبراهيم باشا ألفاً لقتاله ومئة من المدنيين وبعض المدافع وتصدى لهم العريان فكرهم فاتجهوا نحو راشيا واعتصموا [[W:ar:قلعة راشيا|بقلعتها]] فحاصرهم الدروز من كل صوب. ووصل المدفعيون فاتخذوا لمدافعهم مراكز في الوعر العالي وحاصروا البلدة فصبر الدروز على هؤلاء حتى الليل ثم أفلتوا عليهم ثمانين ثوراً فظن المدفعيون أنهم دروزاً والتهوا وما أن فعلوا حتى أدركهم الدروز من الوراء فقتلوا معظمهم وأسروا الباقي ثم شدوا الحصار على القلعة ومنعوا عنها كل وارد فجاع المصريون فيها وبعد أن أكلوا خيولهم اندفعوا منها إلى الخارج تحت ستار الليل وفروا إلى البقاع فلحق بهم الدروز وما<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> crhkoglu4qphvpju3irx9386pbx5trr صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/28 104 224528 405294 2022-08-21T20:19:23Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٤٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>فتئوا حتى أدركوهم في قرية [[W:ar:بر إلياس|بر إلياس]] بالقرب من [[W:ar:شتورة|شتورة]] فذبحوا منهم جانباً وساقوا الباقي إلى قرية المحيدثة وذبحوهم فيها<ref>المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص١٣٩-١٤١ ذكريات الشيخ جرجس الدبس ص ۱۱ – نسخة المؤلف.</ref>. وثار ثائر الدروز في الشرف فتناسى ناصر الدين العماد ما مضى وجاء إلى الشهابي الكبير يلتمس صفو الخاطر ويعرض نفسه للخدمة فطيب الأمير قلبه وأمر له بصلة فقبضها وسار إلى العريان. وتبعه دروز كثيرون فذهبوا إلى العريان جهاراً والشهابي الكبير لا يتعرض لهم<ref>أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥٨٥</ref>. ولا غرو بعد أن صدر عن العزيز وابنه ما صدر إذ تساوى في نظرهما عام ١٨٣٥ الصديق والخصم. واضطر السرعسكر على الرغم من أنفتـه أن يعمل بمشورة محمد شريف باشا فيطلب المعونة من لبنان مرة أخرى فكتب إلى الشهابي الكبير أن يجمع أربعة آلاف مقاتل من نصارى لبنان و«أن يسلمهم أسلحة مؤيدة لهم ولذريتهم» ويوجههم صحبة ولده الأمير خليل إلى وادي التيم لقتال الدروز<ref>أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥۸٥</ref>. فوقع الشهابي الكبير في حيرة من أمره ولكنه عاد فاهتدى فأوصى خليلاً بالجماعة ووضع تحت تصرف السرعسكر خبيراً في شؤون وادي التيم الشيخ جرجس الدبس يرشد السرعسكر أحياناً ويضله أحياناً ثم ينقل أخباره أحياناً أخرى إلى القيادة الدرزية<ref>ذکریاته ص ۱۳</ref>. وجد السرعسكر السير مسرعاً إلى وادي التيم فبلغه ما حل بمعسكره فعاد إلى دمشق وجهز حملة جديدة فأرسل قسماً منها بطريق بانياس فالإقليم وقام هو بالباقي إلى سهل عيحا. فأتته الدروز وتحصنوا قبالته في حرج هناك وانتشب الحرب بينه وبينهم فلم يفر منهم بطايل وبلغ الدروز ذات يوم أنه قادم من دمشق إلى عيحا علايف فأرسل الشيخ حسن جنبلاط والشيخ ناصر الدين العماد ثلاث مئة رجل لأخذها فلما وصلوا إلى وادي ممسى وجدوا العلايف قادمة فتسلموها جبراً. وكان مصطفى باشا الكريتي قد وصل إلى بيروت برجاله وقام منها إلى دمشق وذهب إلى وادي التيم المعونة السرعسكر فاصطدم بهذه الشرذمة الدرزية واشتعلت نار الحرب بينه وبينهم. فلما بلغ الشيخين المشار إليهما ذلك انطلقا إليهم بسبع مئة وخمسين مقاتلاً. ولما أقبلوا على الأرناؤوط شبوا عليهم نيران الوغى. وبلغ إبراهيم باشا ذلك فحمل<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ayfuepretz8gagdhz8kv2lieh5ufmmh صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/29 104 224529 405295 2022-08-21T20:33:00Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع – الاضطرابات والقلاقل|١٤٣}}{{سطر}}</noinclude>على الدروز بشطر من عسكره من ورائهم. ولما اشتد الحرب على الدروز انكفأوا إلى وادي بكا وإذا بإبراهيم باشا هاجماً عليهم بعسكره فأطلق عليهم ناراً دائمة وأطبقت العساكر من كل جانب. فانحاز الشيخ حسن جنبلاط إلى قلعة صخرية تطل على الوادي ولجأ الشيخ ناصر الدين إلى قلعة مماثلة في أسفل الوادي. وأحدقت بهم العساكر وحملت عليهم فصدوها. ولما نفد الرصاص والبارود من جماعة الشيخ ناصر الـدين صاح أن اهجموا على القوم بالجوارح ففعلوا «فما كنت ترى إلا دماء مهرأقة وأشخاصاً ممزقة ورؤوساً طائرة وأعضاء متناثرة». ولما رأى الوزيران عسكرهما أوشك أن يولي الأدبار أمرا بهجوم معاكس مماثل فاستل الشيخ ناصر الدين سيفه يغري به من يصل إليه حتى قتل خلقاً كثيراً من حواليه ثم قتل ولم ينج من أمسا به سوى خمسين نفراً. وأما الشيخ حسن فإنه عندما أيقن أن لا نجاة له ولقومه إلا بالهرب فر بمن نجا منهم إلى [[W:ar:شبعا (حاصبيا)|شبعا]]<ref>أخبار الأعيان أيضاً ص ٥٨٥-٥۸٧ ولعل هذه هي المعركة نفسهـا التي ذكرها السرعـكر في بلاغه الصادر في الثاني عشر من ربيع الآخر سنة ١٢٥٤ (السادس من تموز سنة ١٨٣٨) وقد أسماها معركة برەده – محمود بك محافظ بيروت إلى حسين باشا: المحفوظات ج ٢ ص ۳۹۷-۳۹۸</ref>. وكان شبلي آغا العريان قد انتقل بجماعته إلى جنعم على سطح [[W:ar:جبل الشيخ|جبل الشيخ]] فأراد السرعسكر أن يحدق من جهات ثلاث وطلب إلى الشيخ جرجس الدبس أن ينقل خطته هذه إلى العساكر المحتشدة في [[W:ar:بانياس الحولة|بانياس]] كي تشترك في الهجوم فقام الشيخ جرجس إلى بانياس وأطلع قواد العساكر فيها على خطة السرعسكر وباح بالسر نفسه إلى شبلي آغا العريان. فقسم العريان قوته إلى فرق ثلاث استعداداً لصد هذا الهجوم. وفي الموعد المعين قامت العساكر إلى الدروز النابلسيين الذين أتوا من بانياس فانكسروا ناكصين على أعقابهم مذعورين وما فتئوا حتى وصلوا إلى نقطة انطلاقهم. ورد الدروز أيضاً الأمير خليلاً وجنوده مذعورين مشتتين وقتلوا منهم الشيخ فضل الخازن وسبعة عشر رجلاً آخرين، ولكنهم لم يقووا على السرعسكر وجنوده في قرية شبعا فتراجوا أمامه مغلوبين على أمرهم ودخل السرعسكر هذه القرية منتصراً وأمر الشيخ جرجس أن يبلغ الدروز في جنعم وجوب تقديم السلاح. وما أن هم بالمسير حتى شاهد اثنين من عساكر الأرناؤوط ممسكين بامرأة درزية لارتكاب الفحشاء فأخبر الباشا بما رأى فطلب هذا إلى «البورجي» أن يردهما عنها فلم يمتثلا وعندئذ «ساق السرعسكر بغلته» واتجه نحوهما وما أن وصل إليهما حتى قتلهما بيده. وتابع جرجس<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 0c14xtxs2vl47wx1vlfsni0fnbubu4e صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/30 104 224530 405296 2022-08-21T20:50:20Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٤٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>سيره فبلغ جنعم وأخبر الدروز بما أمر به السرعسكر فامتثل أكثرهم ولكن العريان أبى وفرّ بمئة فارس إلى حوران. وفي اليوم التالي قام وفد من دروز جنعم إلى شبعا فمثلوا بين يدي السرعسكر وقدموا الطاعة إليه وأربع مئة بندقية وطلبوا العفو منه فأجابهم إلى سؤلهم وأمرهم بالعودة إلى أوطانهم وقام هو بعسكره إلى [[W:ar:قطنا (مدينة)|قطنة]] بالقرب من دمشق وأمر بالبقاء في راشيا لإدلاء النصح للعريان بوجوب التسليم. وعاد العريان من حوران بغية التسليم عن يد الشهابي الكبير. ولدى وصوله إلى [[W:ar:صغبين|صغبين]] في غربي البقاع أرسل مندوباً عنه إلى بتدين يطلب إلى الأمير اللبناني أن يسلم عن يده فرفض الأمير لأنه لم يضمن النجاح. فأقبل جرجس على العريان في صغبين وضمن له ما تمنى وأخذه إلى قطنه فتقبل السرعسكر استسلامه وعينه رئيساً على خمس مئة خيال غير نظامي<ref>ذكريات الدبس ص ١٣-١٤</ref>. وفي صباح اليوم التالي دخل ياور السرعسكر على جرجس ينقل إليه أمر سيده بالمثول أمامه بين يديه. ففعل وما أن مثل بين يديه حتى قال له السرعسكر لقد جئتنا يا جرجس بذنب الحية وأبقيت رأسها. فاذهب الآن إلى حوران واتصل بالدروز في اللجاة وبلغهم العفو وأخرجهم من معاقلهم واذهب بهم إلى شريف باشا ليقدموا الطاعة إليه، وسلمه السرعسكر أمراً مقتضباً إلى الحكمدار يقول فيه: «شريف باشا! واصل جرجس الدبس زي ما يأمركم به افعلوه! الإمضاء: إبراهيم» فقام جرجس من قطنه إلى حوران يرافقه الشيخ حسن البيطار أحد أعيان الدروز في راشيا. وذهب إلى المعسكر المصري في قرية عاهرة وطلب مقابلة الحكمدار فأذن له بالدخول فوجـد الحكمدار مجلس عسكري يحيط به كبار الضباط وإلى جانبه المعلم إبراهيم طنوس كاتبه الخاص. ولم يكترث الباشا به لخشونة مظهره. فقدم جرجس رسالة السرعسكر وأرفقها بأمر العفو عن الدروز فانتصب الباشا قائماً وأكرم جرجس وقال «خلصني من هذا العذاب لأني أصبحت كالأسير». ثم دخل جرجس ورفيقه اللجاة وقصد الشيخ يحي الحمـدان فوصل إليه في نصف الليل فرحب به وأثنى عليه ذاكراً خدماته لأبناء وطنه الدروز فقص جرجس قصته على شيخ المشايخ وذكر له ما أبداه السرعسكر من اللطف نحو دروز وادي التيم بعد أن قدموا سلاحهم ثم نصح إليه أن يقتدي بهم وأن يقوم وفد من دروز اللجاة إلى العاهرة حاملين الأسلحة وما أخذوه من نوعها في موقعة داما ليمثلوا أمام الحكمدار ويسمعوا نطق العفو. فدعا شيخ المشايخ أشياخ الدروز وأطلعهم جرجس على مهمته فأثنوا عليه وأكدوا له أنهم أصبحوا بحالة يرثى<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 5m1n5z579eynh8hf24naqnunram40i4 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/31 104 224531 405297 2022-08-21T21:04:33Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع – الاضطرابات والقلاقل|١٤٥}}{{سطر}}</noinclude>لها من العطش والجوع والبرد. وكان الشهابي الكبير قد كتب لهم مثل ما تقدم فقاموا بمعيته أربعون شيخاً بينهم ألف رجل. ومثلوا أمام الحكمدار وقدموا الطاعة اليه مشفوعة بسبع مئة بندقية من سلاحهم وألفي بندقية غنموها من الجيش. وتلا عليهم الحكمدار أمر العفو فعادوا إلى قراهم آمنين<ref>ذكريات الدبس أيضًا ص ١٥-١٦ راجع أيضاً المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص ١٥٦</ref>. وكتب السرعسكر إلى حسين باشا الباشمعاون في الرابع من آب سنة ١٨٣٨ يقول: حينما أصبح عصاة اللجاة في حالة النزاع والاحتضار ثار دروز راشيا وحاصبيا فسقنا عليهم أمير لواء الغارديا الثاني بأورطتين وعدد من فرسان الهنـادي فأبى اللواء أن يعسكر في العراء وتحصن في بيت كبير. ولما بلغنا هذا الخبر قمنا بنفسنا إلى راشيا فعلمنا أن اللواء خرج منها إلى بعلبك مشتتاً شمل جنوده. فعسكرنا في الساعة الثانية من ذلك اليوم في سهل راشيـا وشرعنا في القتال في غده. ففتحنا راشيا وقتلنا ثلاث مئة درزي واستعدنا المدافع والجبەخانة التي كانت قد وقعت في يد الثوار يوم إبراهيم بك. وقد جاء أكثر من ألفي رجل من جبل الدروز ليمدوا إخوانهم بالمساعدة. وكنا نحن قد طلبنا مصطفى باشا وعساكره فذهبنا إلى المضيق الذي سيمر منه الأشقياء فوجدنا شرذمة منهم وشرعنا في قتالها فهزمناها وألقينا في هاوية الجحيم أكثر من ألف منها. ثم علمنا أن العصاة يحتشدون في الجبال في شبعة على بعد خمس ساعات من راشيا فزحفنا عليهم ووجدناهم في مضيق متين يقع على بعد ساعة من هذه الناحية. فانهزموا في طرفة عين وأرسل كثير منهم إلى نار الجحيم. وجاء شيوخهم سحراً يتأمنون ويستسلمون قائلين «دخيلك» فأخذنا منهم أسلحتهم. وكان قد هرب فريق منهم إلى اللجاة وبلغ سليمان باشا خبرهم فاعترض سبيلهم وأهلك عدداً يزيد على المئة. ولما وصلنا إلى اللجاة بعثنا رسولاً إلى داخل البلد يبلغهم أنهم إذا لم يستسلموا قتلوا جميعاً بالسيف الصارم. فانتدبوا رجلاً من فورهم وجاءنا يقول دخيلك ويلتمس الأمان. ولقد آمناهم رحمة بأطفالهم ونسائهم وأخذنا أسلحتهم وسقناهم إلى قراهم. فنخبركم أن هذا الأمر قد تم وانتهى بحسن الخاتمة<ref>إبراهيم باشا إلى حسين باشا ١٢ جمادى الأولى سنة ١٢٥٤: المحفوظات ج ۳ ص ٤٠٤-٤٠٥</ref>. هذا ولا يخفى ما في هذا كله من الإجمال والغموض والتبجح. وهر إن صدر عن السرعسكر نفسه فإنه لا يؤخذ على علاته.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} {{يمين|صغير|بشير بين السلطان والعزيز ج ۲ – ۲}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 83s18rhgs7s0g3yejoqxhxn54c79yko 405298 405297 2022-08-21T21:05:18Z باسم 15966 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع – الاضطرابات والقلاقل|١٤٥}}{{سطر}}</noinclude>لها من العطش والجوع والبرد. وكان الشهابي الكبير قد كتب لهم مثل ما تقدم فقاموا بمعيته أربعون شيخاً بينهم ألف رجل. ومثلوا أمام الحكمدار وقدموا الطاعة اليه مشفوعة بسبع مئة بندقية من سلاحهم وألفي بندقية غنموها من الجيش. وتلا عليهم الحكمدار أمر العفو فعادوا إلى قراهم آمنين<ref>ذكريات الدبس أيضًا ص ١٥-١٦ راجع أيضاً المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص ١٥٦</ref>. وكتب السرعسكر إلى حسين باشا الباشمعاون في الرابع من آب سنة ١٨٣٨ يقول: حينما أصبح عصاة اللجاة في حالة النزاع والاحتضار ثار دروز راشيا وحاصبيا فسقنا عليهم أمير لواء الغارديا الثاني بأورطتين وعدد من فرسان الهنـادي فأبى اللواء أن يعسكر في العراء وتحصن في بيت كبير. ولما بلغنا هذا الخبر قمنا بنفسنا إلى راشيا فعلمنا أن اللواء خرج منها إلى بعلبك مشتتاً شمل جنوده. فعسكرنا في الساعة الثانية من ذلك اليوم في سهل راشيـا وشرعنا في القتال في غده. ففتحنا راشيا وقتلنا ثلاث مئة درزي واستعدنا المدافع والجبەخانة التي كانت قد وقعت في يد الثوار يوم إبراهيم بك. وقد جاء أكثر من ألفي رجل من جبل الدروز ليمدوا إخوانهم بالمساعدة. وكنا نحن قد طلبنا مصطفى باشا وعساكره فذهبنا إلى المضيق الذي سيمر منه الأشقياء فوجدنا شرذمة منهم وشرعنا في قتالها فهزمناها وألقينا في هاوية الجحيم أكثر من ألف منها. ثم علمنا أن العصاة يحتشدون في الجبال في شبعة على بعد خمس ساعات من راشيا فزحفنا عليهم ووجدناهم في مضيق متين يقع على بعد ساعة من هذه الناحية. فانهزموا في طرفة عين وأرسل كثير منهم إلى نار الجحيم. وجاء شيوخهم سحراً يتأمنون ويستسلمون قائلين «دخيلك» فأخذنا منهم أسلحتهم. وكان قد هرب فريق منهم إلى اللجاة وبلغ سليمان باشا خبرهم فاعترض سبيلهم وأهلك عدداً يزيد على المئة. ولما وصلنا إلى اللجاة بعثنا رسولاً إلى داخل البلد يبلغهم أنهم إذا لم يستسلموا قتلوا جميعاً بالسيف الصارم. فانتدبوا رجلاً من فورهم وجاءنا يقول دخيلك ويلتمس الأمان. ولقد آمناهم رحمة بأطفالهم ونسائهم وأخذنا أسلحتهم وسقناهم إلى قراهم. فنخبركم أن هذا الأمر قد تم وانتهى بحسن الخاتمة<ref>إبراهيم باشا إلى حسين باشا ١٢ جمادى الأولى سنة ١٢٥٤: المحفوظات ج ۳ ص ٤٠٤-٤٠٥</ref>. هذا ولا يخفى ما في هذا كله من الإجمال والغموض والتبجح. وهو إن صدر عن السرعسكر نفسه فإنه لا يؤخذ على علاته.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} {{يمين|صغير|بشير بين السلطان والعزيز ج ۲ – ۲}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> sondfgwozz1qpvgelfleccv129pb2nh 405299 405298 2022-08-21T21:09:15Z باسم 15966 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السابع – الاضطرابات والقلاقل|١٤٥}}{{سطر}}</noinclude>لها من العطش والجوع والبرد. وكان الشهابي الكبير قد كتب لهم مثل ما تقدم فقاموا بمعيته أربعون شيخاً بينهم ألف رجل. ومثلوا أمام الحكمدار وقدموا الطاعة اليه مشفوعة بسبع مئة بندقية من سلاحهم وألفي بندقية غنموها من الجيش. وتلا عليهم الحكمدار أمر العفو فعادوا إلى قراهم آمنين<ref>ذكريات الدبس أيضًا ص ١٥-١٦ راجع أيضاً المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص ١٥٦</ref>. وكتب السرعسكر إلى حسين باشا الباشمعاون في الرابع من آب سنة ١٨٣٨ يقول: حينما أصبح عصاة اللجاة في حالة النزاع والاحتضار ثار دروز راشيا وحاصبيا فسقنا عليهم أمير لواء الغارديا الثاني بأورطتين وعدد من فرسان الهنـادي فأبى اللواء أن يعسكر في العراء وتحصن في بيت كبير. ولما بلغنا هذا الخبر قمنا بنفسنا إلى راشيا فعلمنا أن اللواء خرج منها إلى بعلبك مشتتاً شمل جنوده. فعسكرنا في الساعة الثانية من ذلك اليوم في سهل راشيـا وشرعنا في القتال في غده. ففتحنا راشيا وقتلنا ثلاث مئة درزي واستعدنا المدافع والجبەخانة التي كانت قد وقعت في يد الثوار يوم إبراهيم بك. وقد جاء أكثر من ألفي رجل من جبل الدروز ليمدوا إخوانهم بالمساعدة. وكنا نحن قد طلبنا مصطفى باشا وعساكره فذهبنا إلى المضيق الذي سيمر منه الأشقياء فوجدنا شرذمة منهم وشرعنا في قتالها فهزمناها وألقينا في هاوية الجحيم أكثر من ألف منها. ثم علمنا أن العصاة يحتشدون في الجبال في شبعة على بعد خمس ساعات من راشيا فزحفنا عليهم ووجدناهم في مضيق متين يقع على بعد ساعة من هذه الناحية. فانهزموا في طرفة عين وأرسل كثير منهم إلى نار الجحيم. وجاء شيوخهم سحراً يتأمنون ويستسلمون قائلين «دخيلك» فأخذنا منهم أسلحتهم. وكان قد هرب فريق منهم إلى اللجاة وبلغ سليمان باشا خبرهم فاعترض سبيلهم وأهلك عدداً يزيد على المئة. ولما وصلنا إلى اللجاة بعثنا رسولاً إلى داخل البلد يبلغهم أنهم إذا لم يستسلموا قتلوا جميعاً بالسيف الصارم. فانتدبوا رجلاً من فورهم وجاءنا يقول دخيلك ويلتمس الأمان. ولقد آمناهم رحمة بأطفالهم ونسائهم وأخذنا أسلحتهم وسقناهم إلى قراهم. فنخبركم أن هذا الأمر قد تم وانتهى بحسن الخاتمة<ref>إبراهيم باشا إلى حسين باشا ١٢ جمادى الأولى سنة ١٢٥٤: المحفوظات ج ۳ ص ٤٠٤-٤٠٥</ref>. هذا ولا يخفى ما في هذا كله من الإجمال والغموض والتبجح. وهو إن صدر عن السرعسكر نفسه فإنه لا يؤخذ على علاته.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} {{يمين|{{صغير|بشير بين السلطان والعزيز ج ۲ – ۲}}}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ahwmj4z24svke4qhgczurxsh8suna38 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/32 104 224532 405300 2022-08-21T21:27:00Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" /></noinclude><center><span style="font-family: Urdu Typesetting; font-size:30px ">الفصل الثامن</font></span></center> {{وسط|{{أكبر|'''العودة إلى المطالبة بالاستقلال'''}}}} {{وسط|{{أكبر|'''أيار سنة ١٨٣٨'''}}}} وناهز العزيز السبعين وقارب نهاية المسير. فأحبّ أن يضمن دوام العز لأولاده وأحفاده. ورغب رغبة أكيدة في أن يكفل دوام التقدم والعمران قبل مماته. ولمس بعد التجربة زهاء سنوات أربع أن اتفاق كوتاهية لا يفي بالمرام وأنه لا يمكن الاطمئنان إليه. وكان بوغوص بك ناظر الخارجية لديه يؤثر التودد إلى رجال الآستانة طمعاً بالوصول إلى الصفاء والوئام. فكتب إليه العزيز مرة يرد على كتاب تقدم به بوغوص يستحسن فيه تقديم كمية من النقود إلى حكومة الآستانة نظراً لانهماكها في أداء الدين لروسية وخوفاً من أن تطلب ذلك إما مباشرة أو بواسطة أحد التناصل فقال: «هل سمحت مني مرة واحدة أن هناك أملاً في تحسين صلتنا مع رجال الآستانة؟ وهل ثمة إمكان للصفاء والوئام؟ إما أن هذه النقود ستدفع بعد آنٍ بتوسط الدول الأجنبية فحسبي أن أكتسب عندئذٍ منة المتوسط بيننا؟ ثم يأسف العزيز أن يرى بوغرص في ضلاله القديم ناشداً مصافاة الآستانة<ref>محمد علي باشا إلى بوغوص: المحفوظات مع ۲ ص ۱۱۷</ref>. وكان العزيز قد أمر بوغوص بك أن يكتب إلى ممثلي الدول لديه في أمر انفصاله نهائياً عن الدولة العثمانية وذلك في أوائل أيلول من السنة ١٨٣٤ ففعل. ولكن الـدول ردت طلبه بإجماع الكلمة ونصحت إليه أن يحافظ على الوضع الراهن كل المحافظة<ref>كامبل إلى بالمرستون: المحفوظات البريطانية تركية ٢٤٦-٤ و٥ أيلول سنة ١٨٣٤</ref>. ثم عاد فالتجأ إلى فرنسة بعد ذلك بسنتين فقام سفيرها في الآستانة الأميرال روسان يُلح على الباب العالي بوجوب تسوية<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ssyr200m66b8urinv5mxief3aa3hzw0 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/33 104 224533 405301 2022-08-21T21:50:17Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الثامن: العودة إلى المطالبة بالاستقلال|١٤٧}}{{سطر}}</noinclude>المشكلة المصرية تسوية حبية وذلك بطريقة المفاوضة المباشرة بين الطرفين<ref>الإمبراطورية المصرية للدكتور محمد صبري ص ۳۱۹-۲۲۰</ref>. فنزل الباب العالي عند رغبة فرنسة وأوفد إلى مصر صارم أفندي ليفـارض العزيز في الأمر. فوصل إلى الإسكندرية في أواسط كانون الأول سنة ١٨٣٦<ref>محمد علي باشا إلى صارم أفندي: المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۱۸۱</ref> ولدى خروجه من محجرهـا الصحي اتصل بالعزيز وبوغوص بك وبدأ بالمفاوضة وأكد أن مهمته تقضي بتحسين العلاقات بين مصر وبين الباب العالي وبتحاشي تدخل الدول بذلك. فارتاح بوغوص إلى هذه التصريحات كل الارتياح وأسرع فكتب إلى سامي بك بوجوب مقابلة الباب العالي بالمثل وإرسال مندوب مصري إلى الآستانة «لتقديم الشكر على التعطفات الشاهانيـة وعرض واجب العبودية». ولكنه عاد فكتب بعد خمسة أيام بأنه يرى في قدوم صارم أفندي إلى مصر خدعة سياسية تتذرع بها حكومة الآستانة لتقف على نوايا العزيز الحقيقية ولذلك فإنه يرجع عن رأيه السابق ويوافق الجناب العالي على عدم إرسال مندوب إلى الآستانة خوفاً من الضجـة السياسية التي قد تثأر «بدون جدوی»<ref>بوغوص بك إلى سامي بك: المحفوظات أيضاً ج ۳ ص ۱۸۸ و۱۸۹-۱۹۰</ref>. ووافق هذا كله وصول شخصيتين كبيرتين أوروبيتين إلى مصر الأمير بوكلر موسكو والدكتور السر جون بورنغ<ref>سامي بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ٣۰۱</ref>. فاتصلا بالعزيز وكبار رجاله وأظهرا تقديرهما لعمله العظيم واستعدادهما لتأييد استقلاله فتشجع العزيز وتقوى ولا سيما وأنه كان يرى في شخص الدكتور جون بورنغ ممثلاً لحكومته يقوم بمهمة سرية خاصة<ref>سامي بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۰۲ – ميدم إلى نسارود: المحفوظات الروسية في مصر لرينه قطاوي ج ۳ ص ۱۱۹-۱۲۰</ref>. وهكذا فإننا نرى العزيز يستدعي إليه في أواخر أيار من السنة ١٨٣٨ كلاً من قنصل بريطانية وقنصل فرنسة وقنصل النمسة فيبين لكل منهم على انفراد حراجة الموقف ويرجوه أن يكتب لحكومته كي تأخذ هذه الحراجة بعين الاعتبار فتتوسط بينه وبين الباب العالي وتسعى للوصول إلى حل مرضٍ لهذه المشكلة. ثم يضيف بأنه مستعد لدفع ست مئة ألف كيس إلى الباب العالي دفعة واحدة للحصول على الاستقلال وأنه في حال عدم الموافقة سيحتفظ بحق العمل دون استشارة أحد فيعلن انفصاله في الظرف الملائم ويجابه الدول بالأمر الواقع فترضى<ref>ميدم إلى نسلرود: ٢٥ أيار سنة ١٨٣٨ - المحفوظات الروسية في مصر ج ٣ ص ۱۱۸</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> mfq2el3neitk6roro8m73g5saqvhhxj صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/34 104 224534 405302 2022-08-21T22:03:53Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٤٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>وفي أواخر حزيران وبعد شفاء قنصل روسية من مرض ألم به انتهز العزيز فرصة وجود القنصل عنده فأبدى له رغبته هذه في الاستقلال ورجاه أن يرفعها إلى القيصر. ومما قاله لهذه المناسبة ما يلي: لقد اخترت ودنوت من النهاية وأخذت الهموم مني كل مأخذ فهنالك مستقبل عائلتي وثمرة جهود حياتي. ومنذ أن انتابني المرض في المرتين الأخيرتين عادت همومي هذه إلي فهي لا تفارقني لحظة واحدة وتكاد تقضي على صحتي، ولذا فإني جئت أصارح الدول العظمى راجياً توسطها. فإذا عاونتني في ذلك نجحت في مفاوضاتي وغدوت مستعداً لبذل ما تفرضه عليَّ من المال لقاء تخلصي، فإن هي صدتني وتركتني وشأني لجأت إلى حل معاكس لرغباتي إذ أعلن انفصالي وأبقى مستعداً للدفاع عن النفس في حال هجوم يقع علي من جانب السلطان. فليرأف جلالة القيصر بهذا الشيخ السبعيني ذي اللحية البيضاء وليتفضل بكلمة في صالحي مع جلالة السلطان<ref>ميدم إلى نسلرود: ۲۸ حزيران سنة ١٨٣٨ المحفوظات الروسية في مصر ج ٣ ص ۱۳۱-۱۳۲</ref>. وحوالي الخامس عشر من تموز ورد الرد الفرنسي فنقله المسيو كوشيلي القنصل العام إلى العزيز بنفسه مبيناً رفض حكومته لمقترحات العزيز معلناً تفاهمها مع الحكومة البريطانية واستعدادها لإرغام العزيز على القيام بواجبه تجاه سيده<ref>ميدم إلى نسلرود: ۱۷ تموز سنة ١٨٣٨ المحفوظات نفسها ج ۳ ص ۱٥٤</ref>. وفي اليوم الثاني من آب من السنة نفسها وصل جواب الحكومة البريطانية فحمله قنصلها العام الكولونيل كامبل إلى العزيز ثم أطلع زملاءه قناصل الدول الأربع على نصه. وخلاصة هذا الرد أنه إن أقدم العزيز على ما أنذر به جلب العار على نفسه والفقر إلى ذويه وأنه في حال قيامه بأعمال عدائية ضد سیده سيجد نفسه مضطراً لمحاربة الدول بأجمعها<ref>المصدر نفسه ج ۳ ص ١٦٩-۱۷۰</ref>. وفي أواخر هذا الشهر نفسه نقل الكونت ألكسيس ميدم قنصل روسية العام رد حكومته فأكد للعزيز أن الدول بأجمعها لن ترضى عن عمله وأن روسية لن تتدخل فعلياً إلا بطلب من السلطان وبعد أن يثبت لديها أن العزيز هو المعتدي وأن بروسية تبنت الموقف نفسه فشجبت رغبة العزيز وأعلنت استعدادها للتعاون مع سائر الدول ذوات العلاقة<ref>المصدر نفسه ج ۳ ص ۱۹۲-۲۰۲</ref>. وكتب البرنس مترنيخ بمثل ما تقدم فأوجب ألا يتعكر صفو السلام في أوروبة. أما العزيز فإنه ترك مسؤولية ما يقع من الحوادث على عاتق الدول وسافر إلى [[W:ar:السودان التركي|السودان]] في طلب الذهب.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 8vrjuk0963f39po8tln2a6daazpu10u صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/35 104 224535 405303 2022-08-21T22:18:17Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" /></noinclude><center><span style="font-family: Urdu Typesetting; font-size:30px ">الفصل التاسع</font></span></center> {{وسط|{{أكبر|'''معاهدة بلطة ليمان'''}}}} {{وسط|{{أكبر|'''١٦ آب ١٨٣٨'''}}}} ويستدل من تقارير قناصل بريطانية في جميع أنحاء الدولة العثمانية ومن أبحاث داود أركت وهنري بولور بصورة خاصة أن تجار بريطانية وجميع تجار الفرنجة أنئذٍ كانوا يئنون من أوضاع إدارية عثمانية معينة عرقلت أعمالهم وشلت تجارتهم. من ذلك قول السر روبرت غوردن في تقرير له رفعه في الحادي عشر من تشرين الثاني سنة ١٨٣٠ أنه كان يتوجب على ربابنة السفن التجارية الذين يودون الوصول إلى البحر الأسود أن يتقدموا بطلب خطي بهذا المعنى إلى ترجمان السفارة فيقدمه هذا بدوره إلى الريس أفندي (وزير الخارجية) الذي يدفع به إلى ناظر الكمارك للموافقة. فيعيده هـذا إلى الخارجية ويتسلمه كاتب يسجل موافقة «الريس أفندي والكمرك ناظري». ثم يطلع المميز على نص الرخصة السلطانية بهذا المعنى فيرسلها هذا بدوره إلى البكلكجي الذي يوافق على ورود العبارة: «هذه إرادتنا السنية» وتعاد الرخصة هذه إلى الريس أفندي فيوقع إمضاءه عليها ويأمر بتسجيلها. ثم يرسلها إلى الطرەجي لرسم الطرة السلطانية عليهـا فتبرز عندئذٍ كاملة صالحة للاستعمال بعد أن تمر على ما لا يقل عن اثني عشر موظفاً!<ref>المحفوظات البريطانية - راجع كتاب هارولد تمبرلي ص ٣٣</ref> ومن ذلك أيضاً أن جميع البضاعة الأجنية كانت تخضع لتعرفة كمركية لدى دخولها إلى أراضي الدولة العثمانية قدرها ثلاثة في المئة تضاف إليها ثلاثة أخرى لدى انتقالها إلى حوزة<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> aw4ejpjqad4ajiu8alj8s07p2vg4ex9 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/36 104 224536 405304 2022-08-21T22:26:58Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٥٠|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الرعايا فثلاثة أو أربعة غيرها لدى انتقالها بين المناطق وهكذا دواليك حتى يصبح مجموع الضريبة بين الأربعين والستين في المئة<ref>المرجع نفسه ص ٣٤</ref>. ولمس العزيز هذا التصعيب والتعسير فعين في أوائل السنة ١٨٣٧ مجلساً خاصاً للنظر فيه قوامه مصطفى مختار بك ناظر المدارس وباسيليوس غـالي بك مدير الحسابات المصرية ومحمد شريف باشا حكمدار الشام ومحمد حبيب أفندي. وبعـد الدرس والبحث وتصفح وجوه الرأي في هذا الموضوع استصوب الأعضاء اتخاذ الإجراءات التالية: :أولاً: وجوب استيفاء الرسوم الكمركية مرة واحدة لا غير وذلك في أول ميناء أو بندر تصل البضاعة إليه ووجوب إعطاء صاحب البضاعة تذكرة تخليص تمكنه القيام بعد ذلك إلى الجهة التي يختارها دون أن يدفع أي رسم هناك ما دام يحمل هذه التذكرة. :ثانياً: وجوب اعتبار كمارك الإسكندرية و[[W:ar:رشيد (مدينة)|رشيد]] و[[W:ar:دمياط|دمياط]] و[[W:ar:ينبع|ينبع البحر]] و[[W:ar:جدة|جدة]] كمارك أصلية وإلغاء غيرها من كمارك مصر والحجاز وإبقاء كاتب واحد لدى كل من محافظتي السويس والقصير تكون مهمتها الاطلاع على تذاكر التخليص حتى إذا كان ثمة تاجر لا يحمل تذكرة استوفيت منه الرسوم الكمركية عما ينقل من بضاعة. :ثالثاً: الرسوم الكمركية في بولاق ومصر القديمة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس عن منتجات القطر المصري التي يحملهـا الأهالي التجار لبيعها في أسواق هذه الجهات. وتعيين ناظر وكاتب للإجراءات الخاصة بالبضائع التي ترد من السودان. وأن يعهد إلى الناظر الذي سيقيم في مصر القديمة بشؤون كمركي [[W:ar:باب النصر (القاهرة)|باب النصر]] و[[W:ar:باب الفتوح (القاهرة)|باب الفتوح]] اللذين هما ممر البضائع الشامية التي تصل عن طريق البر بدون تذاكر تخليص. :رابعاً: استبقاء كمارك غزة ويافة وحيفا وعكة وصور وصيدا وبيروت وطرابلس واللاذقية والإسكندرونة وترسوس وأدنة. ولما كانت الرسوم في اللاذقية والإسكندرونة هي رسوم مرورية فقط وقد جرت العادة أن تستوفى الرسوم الكمركية عن البضائع التي ترد إلى هذين البلدين في حلب فإن المصلحة تقضي بابقاء كمرك حلب وذلك لاستيفاء الرسوم عن البضاعة التي تمر بالبلدين المذكورين وعن تلك التي تصل من بغداد والأناضول بدون تذاكر تخليص. :خامساً: وجوب إلغاء كمارك حماة وحمص ودمشق ونابلس والخليل وتعيين نظار وكتاب في هذه البلدان للاطلاع على تذاكر التخليص واستيفاء الرسوم عن البضائع غير المخلصة<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> c2bwy5udcr4anctyggc427kuepk0fnd صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/37 104 224537 405305 2022-08-21T22:36:19Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل التاسع: معاهدة بلطه ليمان|١٥١}}{{سطر}}</noinclude>:سادساً: وجوب استيفاء الرسوم في جميع الكمارك على وتيرة واحدة حيث يخصص قدر ما في المئة ويستوفى هذا القدر في جميع الكمارك على نظام واحد، ووجوب استيفاء ثلاثة في المئة عن المواد والبضائع الداخلية التي ترد إلى الكمارك القائمة في البلدان والأمصار التابعة للحكومة الخديوية أو تصدر عنها. وفي حال اعتراض التاجر على قدر القيمة التي ثُمنت بها بضاعته يجوز له دفع الرسوم نوعاً مع عدم استيفاء أي رسم عن بضاعته مرة أخرى<ref>باقي بك إلى سامي بك: المحفوظات الملكية المصرية ج٣ ص ٢٢١-٢٢٤</ref>. ولدى اطلاع العزيز على هذا القرار أحاله إلى بوغوص بك ليبدي رأيه فيه فأجاب بوغوص أن الظروف السياسية تقضي بتأجيل البت في ذلك ريثما يعلن الباب العالي موقفه من قضية الكمارك ذلك أن الدول الأوروبية تبحث لوضع تعرفة جديدة تتراوح بين الثانية والتسعة في المئة شرط أن تستوفى مرة واحدة وأن تشمل التجارة الداخلية وأن الباب العالي يحاول صرف النظر عن التجارة الداخلية وإرضاء الدول بجعل الرسم الكمركي عن البضائع الأوروبية خمسة إلى ستة في المئة. فاذا ما نفذت مصر ترتيبها الجديد جاعلة رسمها الكمركي ثلاثة في المئة أصبح عملها هذا من دواعي التعييب<ref>بوغوص بك إلى سامي بك: المحفوظات نفسها ج۳ ص ۲۲٥-۲۲٦</ref>. والواقع أن الحكومة البريطانية كانت قد بدأت تفاوض الباب العالي في هذا الموضوع منذ أن عاد الأحرار إلى الحكم في السنة ١٨٣٥ ذلك أن محموداً الثاني كان قد غالى في سياسة الاحتكار والالتزام فكثر عدد المحتكرين والملتزمين وتنوعت أساليهم فضج تجار الفرنجة من أعمالهم وشكوا أمرهم إلى حكوماتهم. فهب الفيكونت بالمرستون في السنة ١٨٣٠ يؤكد على البارون جون بونسونبي سفير بريطانية في الآستانة بوجوب الحد من سياسة الاحتكار واللتزام للوصول إلى وضع جديد يفسح مجالاً أوسع ويسهل عمل التجار البريطانيين فيها. ووافق هذا وجود شخص بريطاني ملم في شؤون الدولة العثمانية يقوم بوظيفة سكرتير في السفارة البريطانية هو داود أركت الشهير وأشغل الوظيفة بعده بريطاني آخر هنري بولور كان على جانب كبير من الحذق والنشاط فنجحا في تذليـل بعض العقبات. ولكن السبب الأكبر في القضاء على سياسة الاحتكار والالتزام كان قناعة السلطان نفسه بوجوب التغيير والتبديل، فهو الذي لجأ إلى الإكثار من الاحتكار والالتزام تغطية بعض النفقات الطارئة وهو الذي قال في الوقت نفسه بالتجدد والإصلاح والإقلاع عن بعض العادات القديمة. وكان السلطان علاوة عما تقدم مولعاً بالبارون جون بونسونبي شديد<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 5za00tyk34q6b6bg30gvve2qw98thja صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/38 104 224538 405306 2022-08-21T22:44:20Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|١٥٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الاحترام والتقدير لشخصيته كثير الاحتكاك به يستشيره في كثير من أموره ويطلق الأمال على ما تقدمه حكومته من معونة في نزاعه من العزيز. وجاءه السفير الصديق يقول بأن منع الاحتكار سيضرب العزيز في نقطة حيوية من موارد ثروته فوافق السلطان كل الموافقة وتبنى رأي بالمرستون وبونسونبي وعقد مع حكومة جلالتها البريطانية معاهدة بلطه ليمان الشهيرة في السادس عشر من آب سنة ١٨٣٨. وقضت بنود هذه المعاهدة بتحريم الاحتكار في أنحاء السلطنة وبجباية ثلاثة في المئة عن البضائع البريطانية لدى دخولها الأراضي العثمانية وتسعة بالمئة عنها أيضاً لدى بيعها في الداخل. وأوجبت المعاهدة أيضاً فرض ضريبة على جميع ما يصدره التجار البريطانيون عن البضائع العثمانية قدرها ثلاثة في المئة يضاف إليها اثنان في المئة كضريبة داخلية، ثم ثبتت المعاهدة حق البريطانيين بالتملك ووجوب حمايتهم كما سبق أن نصت به الامتيازات السالفة<ref>راجع مجموعة هو تسلت: المعاهدات – تركية (۱۸۷٥) ص ١-٤٠</ref>. واحتج السفير الروسي لدى السلطات العثمانية على عقد هذه المعاهدة في أثناء غيابه ونعتها بأنها ضرب من الدس. وأسرع الأميرال روسان إلى عقد معاهدة مماثلة فلم يتم له ذلك قبل الخامس والعشرين من تشرين الثاني. أما دي تسته سفير هولندة الذي رافق التفاوض بشأن هذه المعاهدة فإنه استحسنها وتوقع عقد مثلها مع سائر الدول<ref>مؤلف الدكتور هارولد تمبرلي المشار اليه آنفاً من ٣٦-٣٧</ref>. أما العزيز فإنه لم يتوان قط في قبول بنودها معلناً أنها ستكون سبباً في زيادة ثروته زيادة تفوق ما كانت تجلبه له محتكراته<ref>تاريخ حياة الفيكوت بالمرستون لهنري بلوور ج۲ ص ۲٥۷</ref>. فأزال موقفه هذا ما كان قد لحق بالأميرال روسان من تردد وسارع هذا إلى إعداد معاهدة مماثلة بين الباب العالي وبين فرنسة<ref>بوتينيف إلى ميدم: المحفوظات الروسية في مصر ج۳ ص ۳۳۱-۲۳۲</ref>. ولكن العزيز لم يبدأ بتطبيقها قبل السنة ١٨٤٢ نظراً لانشغاله بالحرب الشامية الثانية<ref>الكونت شومان - رابو لي غيزو: مصر وأوروبة - مجموعة إدوار دريو ج ٥ ص ٣٥٠ وما يليها. راجع أيضاً محمد شريف باشا إلى حسين باشا: المحفوظات المصرية ج٤ ص ۱۳</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> rz6n3z6fkf1qrzoeuwhyr2d9o3r77qi 405307 405306 2022-08-21T23:16:44Z Nehaoua 7481 /* تم التحقق منها */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="4" user="Nehaoua" />{{ترقيم|١٥٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الاحترام والتقدير لشخصيته كثير الاحتكاك به يستشيره في كثير من أموره ويطلق الأمال على ما تقدمه حكومته من معونة في نزاعه من العزيز. وجاءه السفير الصديق يقول بأن منع الاحتكار سيضرب العزيز في نقطة حيوية من موارد ثروته فوافق السلطان كل الموافقة وتبنى رأي بالمرستون وبونسونبي وعقد مع حكومة جلالتها البريطانية معاهدة بلطه ليمان الشهيرة في السادس عشر من آب سنة ١٨٣٨. وقضت بنود هذه المعاهدة بتحريم الاحتكار في أنحاء السلطنة وبجباية ثلاثة في المئة عن البضائع البريطانية لدى دخولها الأراضي العثمانية وتسعة بالمئة عنها أيضاً لدى بيعها في الداخل. وأوجبت المعاهدة أيضاً فرض ضريبة على جميع ما يصدره التجار البريطانيون عن البضائع العثمانية قدرها ثلاثة في المئة يضاف إليها اثنان في المئة كضريبة داخلية، ثم ثبتت المعاهدة حق البريطانيين بالتملك ووجوب حمايتهم كما سبق أن نصت به الامتيازات السالفة<ref>راجع مجموعة هو تسلت: المعاهدات – تركية (۱۸۷٥) ص ١-٤٠</ref>. واحتج السفير الروسي لدى السلطات العثمانية على عقد هذه المعاهدة في أثناء غيابه ونعتها بأنها ضرب من الدس. وأسرع الأميرال روسان إلى عقد معاهدة مماثلة فلم يتم له ذلك قبل الخامس والعشرين من تشرين الثاني. أما دي تسته سفير هولندة الذي رافق التفاوض بشأن هذه المعاهدة فإنه استحسنها وتوقع عقد مثلها مع سائر الدول<ref>مؤلف الدكتور هارولد تمبرلي المشار اليه آنفاً من ٣٦-٣٧</ref>. أما العزيز فإنه لم يتوان قط في قبول بنودها معلناً أنها ستكون سبباً في زيادة ثروته زيادة تفوق ما كانت تجلبه له محتكراته<ref>تاريخ حياة الفيكوت بالمرستون لهنري بلوور ج۲ ص ۲٥۷</ref>. فأزال موقفه هذا ما كان قد لحق بالأميرال روسان من تردد وسارع هذا إلى إعداد معاهدة مماثلة بين الباب العالي وبين فرنسة<ref>بوتينيف إلى ميدم: المحفوظات الروسية في مصر ج۳ ص ۳۳۱-۲۳۲</ref>. ولكن العزيز لم يبدأ بتطبيقها قبل السنة ١٨٤٢ نظراً لانشغاله بالحرب الشامية الثانية<ref>الكونت شومان - رابو لي غيزو: مصر وأوروبة - مجموعة إدوار دريو ج ٥ ص ٣٥٠ وما يليها. راجع أيضاً محمد شريف باشا إلى حسين باشا: المحفوظات المصرية ج٤ ص ۱۳</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> h7vnwhgllb3emmf4376ngg0bordzzv3