ويكي_مصدر arwikisource https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9 MediaWiki 1.39.0-wmf.23 first-letter ميديا خاص نقاش مستخدم نقاش المستخدم ويكي مصدر نقاش ويكي مصدر ملف نقاش الملف ميدياويكي نقاش ميدياويكي قالب نقاش القالب مساعدة نقاش المساعدة تصنيف نقاش التصنيف بوابة نقاش البوابة مؤلف نقاش المؤلف صفحة نقاش الصفحة فهرس نقاش الفهرس TimedText TimedText talk وحدة نقاش الوحدة إضافة نقاش الإضافة تعريف الإضافة نقاش تعريف الإضافة ويكي مصدر:كتب إسلامية 4 1294 405146 372969 2022-08-16T18:20:56Z Abw hwrairah alkurdi 60397 /* مؤلفون */ wikitext text/x-wiki * [[القرآن الكريم]] * [[ويكي مصدر:كتب الحديث النبوي والسنة النبوية|كتب الحديث النبوي]] * [[كتب تفسير القرآن]] * [[كتب شروح الحديث]] * [[كتب السيرة النبوية]] * [[كتب أصول الفقه]] * [[كتب الفقه الإسلامي]] == مؤلفون == * [[ابن حزم]] * [[ابن تيمية]] * [[ابن القيم]] * [[ابن كثير]] * [[محمد بن عبد الوهاب]] == التصنيف الرئيس == [[:تصنيف:كتب إسلامية]] [[تصنيف:كتب إسلامية]] 2se5bitshbs2ggw1l2hhpgv9dsmu1hy ويكي مصدر:تحويل 4 29705 405161 370674 2022-08-17T00:17:37Z 174.215.144.254 wikitext text/x-wiki انظر [[w:ويكيبيديا:تحويل|ويكيبيديا:تحويل]] [[تصنيف:مساعدة في ويكيبيديا|{{اسم_الصفحة}Earth,Astroid,***10987654321#Tim White 10/10/1981)_##+)(!;(https://acrobat.adobe.com/link/track?uri=urn:aaid:scds:US:4581df06-59ae-3a4b-b111-da93e22cf52bhttps://acrobat.adobe.com/link/track?uri=urn:aaid:scds:US:4581df06-59ae-3a4b-b111-da93e22cf52b}]] 885obljvk0o9c24eyaqlnjlx17kbyjn الحجاب 0 43370 405164 309270 2022-08-17T06:20:55Z Dew 14235 اضافة تصنيف wikitext text/x-wiki {{تصفحية | |الحجاب |[[مؤلف:مصطفى لطفي المنفلوطي|لمصطفى لطفي المنفلوطي]] | [[ويكي مصدر:كتب مصورة]] | | }} {{نثر}} {{بسملة}} ذهب فلانٌ إلى أُوروبّا ومَا نُنْكِرُ مِنْ أمْرهِ شيئاً، فلبِثَ فيها بضع سنينَ، ثُمَّ عاد ومَا بقي مما كُنّا نَعْرِفُهُ منهُ شيءُ. ذهب بوجهٍ كوجهِ العَذْراءِ ليلةَ عُرْسِها، وعاد بوجهٍ كَوَجْهِ الصَّخْرةِ المَلْساءِ تحتَ اللَّيْلةِ المَاطِرَةِ. وَذَهَْب بِقَلْبٍ نَقيًّ طَاهِرٍ يَأْنَسُ بالعَفْوِ ويستريحُ إلى العُذْر، وعادَ بقلبٍ مُلَفَّفٍ مَدْخولٍ لا يُفارِقُةُ السَّخَطُ على الأرْضِ وساكِنها، والنَّقْمَةُ على السماءِ وخالقها. وذهب بنفسٍ غَضَّةٍ خاشعةٍ تَرى كُلَّ نَفْس فَوْقَها، وعادَ بنفسٍ ذهَّابةٍ َنَزَّاعةٍ لا ترى شيئاً فَوْقَها، ولا تُلْقي نَظرةً واحدةً على ما تحتَها. وذهب برأسٍ مَمْلوءٍ حِكْمةً وَرَأْياً، وعادَ بِرَأسِ التَّمثالِ المثقوب لا يَمْلؤهُ إلاَّ الهواءُ المَُتَرَدَّدُ. وذهب وَمَا على وَجْهِ الأَرْضِ أَحبُّ إِِليهِ مِنْ دِينهِ وَوَطَنِهِ، وعادَ وَمَا على وَجْهِها أصْغَرُ في عينهِ منهما!. وكنتُ أَرى أَنَّ هذه الصُّوَرَ الغَرِيبةَ التي يَتَراءى فيها هؤلاءِ الضُّعفاءُ مِنَ الفِتْيانِ العائدينَ من تلكَ الدِّيَار إلى أوْطانِهمْ إنّما هيَ أَصْباغٌ مُفْرَغَةٌ على أَجْسامِهم إفْرَاغاً لا تَلْبَثُ أَنَّ تَطْلُع عليها شَمْسُ المَشْرقِ فَتَمْحُوها، كَأَنْ لم تكن، وأَنَّ مكان المدنيةِ الغربيّة من نُفوسِهم مَكانُ الوجهِ من المرآةِ؛ إذا انحرف عنها زالَ خيالُه مِنها. فلم أَشَأْ أَنْ أُفارِقَ ذلك الصَّدِيق، وَلَبِسْتُهُ على عِلاَّتهِ وفاءً بِعَهْدهِ السَّابقِ، وَرَجاءً لِغَدهِ المُنْتَظَرِ مُحْتمِلاً في سبيل ذلك مِنْ حُمْقهِ وَوَسْوَاسهِ وفَسَادِ تَصَوُّراتهِ، وَغَرَابةِ أَطْوارهِ، ما لا طَاقَةَ لِمِثْلي بِاحْتِمَالِ مِثْلِه. حتّى جاءَني ذاتَ ليلةٍ بداهِيَةِ الدّوَاهي، وَمُصِيبَةِ المَصائِبِ، فكانَتْ آخِرَ عَهْدي به!!. دخلتُ عليهِ فرأَيتُه واجِماً مُكْتِئباً، فَحَيْيُتُه، فَأَوْمَأَ إِليَّ بالتحيةِ إيماءً فسألتُه: ما بالُه؟ فقال: ما زِلْتُ مُنْذُ الليلةِ مِنْ هذه المَرْأَةِ في عَنَاءِ لا أَعْرِفُ السَّبيلَ إلى الخلاصِ منه، ولا أدْري مَصِير أَمْري فيهِ. قلتُ: وأَيُّ امرأةٍ تريدُ؟ قالَ: تِلْكَ التي يُسَمَّيها الناس زَوْجَتي وأَسَمّيها الصَّخْرَةَ العاتِيَةَ الْقَائِمَة في طريقِ مطالبي وآمالي. قلتُ: إِنَّكَ كثيرُ الآمالِ يا سيّدي، فعن أَيٍّ آمالِكَ تُحَدَّثُ؟ قال : ليسَ لي في الحياةِ إِلاَّ أَمَلُ واحدٌ، وهو أَنْ أُغْمِضَ عَيْني ثُمَّ أَفْتَحُها فلا أرى بُرْقعاً على وَجْهِ امْرَأةٍ في هذا البَلَدِ. قُلْتُ: ذَلِكَ ما لا تَمْلِكُهُ، ولا رَأْيَ لكَ فيهِ. قال: إِنَّ كثيراً مِنَ النّاس يَرَوْنَ في الحِجَابِ رَأْيي، وَيَتمنَّوْنَ في أَمْرِهِ ما أَتَمَنَّى، ولا يَحُولُ بينَهم وَبينَ تَمْزيقهِ عن وُجوهِ نسائِهْم وإِبرازِِهِنَّ إِلى الرِّجالِ يُجَالِسْنَهم كما يَجْلِسُ بَعْضُهُنَّ إلى بعضٍ إلاَّ العَجْرُ والضَّعْفُ والهَيْبةُ التي لا تَزالُ تُلِمُّ بنفس الشرقي كُلَّما حاوَلَ الإقْدامُ على أَمْرٍ جَدِيدٍ، فرأَيْتُ أَنْ أكون أَوَّلَ هادم لهذا البناءِ العاديِّ القديم الذي وقف سَدَّاً دونَ سعادة الأُمَّةِ وارْتِقَائِها دَهْراً طويلاً، وأَنْ يَتِمَّ على يَدِي مِنْ ذلك ما لم يَتِمَّ على يَدِ أحدٍ غَيْري من دُعاةِ الحرية وأَشْيَاعِها، فَعَرَضْتُ الأمْرَ على زَوْجَتي فَأَكْبَرَنْهُ وأَعْظَمَتْهُ وَخيِّلَ إَلْيها أَنّني جئْتُها بِنَكَبَةٍ من نَكَباتِ الدَّهْرِ أَو رَزيَئةٍ من رَزَايَاه، وزَعَمَتْ أَنّها إِنْ بَرَرْتْ إلى الرّجالِ فإنها لا تستطيعُ أَنْ تَبْرُزَ إلى النِّساءِ مِنْ بعدِ ذلكَ حياءً مِنْهُنَّ وخَجَلاً، ولا خَجَلَ هناك ولا حَيَاء ولكنّهُ الموتُ والجمودُ والذُّل الذي ضَرَبَهُ اللّهُ على هؤْلِيَاهِ النِّساءِ في هذا البَلَدِ أَنْ يَعِشْنَ في قُبورٍ مُظْلِمَةٍ مِنْ خُدوِرِهِنَّ حتى يأتيهن الموتُ فَيَنتقِلْنَ مِنْ مَقْبَرةِ الدُّنْيَا إِلى مَقْبَرة الأُخْرى، فَلَاَ بُدَّ لي أَنْ أَبْلُغَ أُمْنِيَتي، وَأَنْ أُعالِجَ هذا الرَّأْسَ آلْقَاسِيَ المُتَحَجِّرَ عِلاجاً يَنْتَهي بإِحْدى الحُسْنَيَيْنَ، إِمَا بِكـسْرهِ أو بِشِفائِهِ! فَوَرَدَ عَلَيَّ من حَديثهِ ما مَلأَ نَفْسي هَمّاً وَحُزْناً، ونظرتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ الرَّاحمِ الرّاثي، وَقُلْتُ له: أَعالِمٌ أَنْتَ أَيُّها الصَدِيقُ ما تَقولُ. قال: نعم أَقولُ الحقيقةَ التي َأَعْتَقِدُها وَأَدينُ نَفْسِي بها وَاقِعةً من نَفْسِكَ ونُفُوسِ النَّاسِ جَمِيعاً حَيْثُ وَقَعَتْ. قلت: هل تَأْذَنُ لي أَنْ أقول لك إِنَّكَ عِشْتَ بُرْهَةً من الزّمَانِ في دِيَارِ قَوْمٍ لا حِجَابَ بَيْنَ رِجالِهِمْ وَنَسائِهِمْ، فهل تَذْكرُ أن نَفْسَكَ حَدَّثَتْكَ يوْماً مِنَ الأيام وأنت فيهم بالطَّمَعِ في شَيْءٍ مِمّا لا تَمْلِكُ يمينُكَ فَنِلْتَ ما تَطْمَعُ فيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعرَ مالِكُهُ؟ قال: رُبّما وَقَعَ لي شَيٌْ من ذلك فَماذا تريد؟ أُريدُ أَنْ أَقولَ لكَ: إنّي أخافُ على عِرْضِكَ أن يُِلِمَّ به مِنَ الرِّجالِ. ما ألم بأَعْرَاضِ الرّجال مِنْكَ!. قال: إِنَّ المرأة الشَّريفة تَسْتَطيعُ أَنْ تَعِيشَ بينَ الرِّجالِ مِنْ شَرَفِها في حِصْنٍ حَصينٍ لا تَمْتَدُّ إلَيْهِ الأَعناق. فَتَدَاخَلَي ما لم أَمْلِكْ نَفْسي مَعَه وقُلْت: تلكَ هي الخُدعَةُ التي يَخْدَعُكُمْ بها الشَّيْطانُ أَيُّها الضُعَفاءُ، والثُّلْمَةُ التي يعثر بِهَا في زَوَايا رؤُوسِكُمْ فَيَنْحَدِرُ منها إِلى عُقولِكُمْ وَمَدَارككم َفَيُفْسِدُها عَلَيْكُمْ، َفَالشَّرَفُ كَلِمةٌ لا وجود لها إلا في قَوَامِيس اللّغَةِ وَمَعَاجِمها، فإنْ أَرَدْنا أنْ نفتش عنها في قُلوبِ النَّاسِ وَأَفئِدَتِهم فإِنّا لانَجِدُها، والنَّفْسُ الإِنسَانيةُ كالغديرِ الرَّاكدِ لا يزالُ صافيَاً رائِقاً حتى يَسْقُطَ فيه حَجَرٌ، فإذا هو مُسَتَنقعٌ كَدِرٌ. وَالْعِفَّةَ لونٌ من أَلْوانِ النفس، لا جوهرٌ من جَوَاهِرها، وقَلَّما تَثْبُتُ الألوانُ على أشِعَّةِ الشَّمسِ المُتَساقِطَةِ. قال: أتذكرُ وُجودَ العِفَّةِ بين الناسِ؟. قلت: لا أُنْكِرُها لإِنّي أَعْلَمُ أَنَّها مَوْجُودةٌ بينَ البُلْهِ وَالضُّعَفاءِ والمُتَعَملين، ولكِنّي أُنْكَرُ وُجودَها عند الرَّجُلِ القادر المُخْتَلِبِ، الْمَرْأَةِ الحَاذِقَة المُتَرَفَّقةِ إِذَا سَقَط مِنْ بينِهما الحِجَابُ وَخَلا وَجْهُ كل مِنْهُما لِصَاحِبهِ!. في أَيّ جوٍّ مِنْ أَجْواءِ هذا البَلَدِ تُرِيدونَ أَنْ تَبْرُزَ نِساؤُكُمْ لِرجَالِكم؟! أَفي جَوِّ المُتَعلِّمين وفيهِمْ من سُئِل مَرَّةً: لِمَ لَمْ يَتَزَوَّجُ؟ أَجَابَ: نساءٌ الأُمَّةِ جميعاً نِسائِي!!!. أَمْ في جَوِّ الطلبة وفِيهِمْ مَنْ يَتَوارَى عَنْ أَعْيُنِ خِلانه وأترابه حَيَاءً وَخَجلاً إن خلت مِحْفَظَته يوماً من الأيام من صور عشيقاته وخليلاته أو أقفرت من رسائل الحب والغرام؟! أَمْ في جَوِّ الرَّعاعِ وَالْغَوْغاءِ وَكَثِيرٌ منْهُم يَدْخُلُ البيت خادِماً ذَلِيلاً، ويَخْرُجُ منه صِهْراً كريماً؟! وَبَعْدُ: فَما هذا الْوَلَعُ بقصّةِ المرأةَ، وَالتَّمَطُّقُ بحدِيثها، والقِيامُ والقُعودُ بِأَمُرِها، وَأَمْرِ حِجَابِهَا وَسُفورِها، وحُرِّيَّتها وَأَسْرِها؟ كَأَنَّما قد قُمْتُمْ بِكُلِّ حَقٍّ واجبٍ لِلأُمّةِ عَلَيْكُمْ في أَنْفُسِكم فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْ تُفيضوا مِنْ تِلْكَ النِّعمِ على غَيْرِكم!. '''هَذِّبُوا رجَالكُم قَبْلَ أَنْ تُهَذِّبُوا نِساءَكُم، فإِن عَجَزْتُمْ عَنْ الرّجَالِ َفَأَنْتُمْ عَنِ النِّساءِ أَعْجَزُ.''' َأبْوَابُ الفَخْرِ أَمامَكُمْ كَثِيرةٌ، فَاطْرُقُوا أَيّها شِئْتُم وَدَعُوا هذا البابَ مُوْصَدَاً فإِنَّكُمْ إن فَتَحْتُمُوهُ فَتَحْتُمْ على أَنْفُسِكم وَيْلاً عَظِيماً وَشقاءً طَويلاً. أَروني رَجُلاً واحِداً مِنْكم يستطيع أَنْ َيَزْعَمَ في نفسهِ أَنّهُ يَمْتَلِكَ هَواهُ بَيْنَ يَدَيْ امرأةٍ يَرْضَاها َفأصَدِّقُّ أنَّ امْرَأةَ تستطيعُ أنْ تَمْتَلِكَ هَواها بَيْنَ يَدَيْ رَجْلٍ ترضاهُ؟! '''إِنَكُمْ تكلفونَ المَرْأَةَ ما تَعْلَمُونَ أَنّكُمْ تَعْجَزونَ عَنْهُ، وتَطَلُبونَ عِنْدَها ما لا تعرفونه عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ.''' فَأَنْتُمْ تُخاطِرونَ بها في مَعْرَكةِ الحياةِ مُخاطرةً لا تَعْلَمون: أَتَرْبحونَها مِنْ بَعْدِها أمْ تَخْسَرونَها؟ وما أَحْسَبكُمْ إلا خاسرين. ما شَكَتِ المَرْأَة إِلَيْكُمْ ظُلْماً، ولا تقدمت إلَيكم في أَنْ تَحُلُّوا قَيْدَهَا، وَتُطْلِقُوها مِنْ أَسْرِها، فما دُخولُكُمْ بيَنها وبِينَ نفسِها؟ وما تَمَضُّعُكُمْ ليلَكُمْ وَنَهارَكُمْ بقَصَصِها وَأَحاديثها!؟ إِنّها لا تَشكو إِلاَّ فُضولكُمْ وإِسْفَافَكُمْ، ومضايقتكم لها، وَوقُوفَكُمْ في وَجهِها حيثُما سارَتْ وأَيْنما حلَّتْ، حَتّى ضاقَ بها وَجْهُ آلفضاء فلم تَجِدْ لها سَبِيلاً إِلاَّ أَنْ تسجُنَ نَفْسَها بِنَفْسِها في بيتِها فَوْقَ ما سَجَنَها أهلُها، فَأَوْصَدَت من دونِها بابَها، وأَسْبَلَتْ أَستارَها، تَبَرُّماً بكُمْ، وفِراراً مِنْ فُضولكم، فَوَاعجباً لكم تَسْجُنُونَها بأَيدِيكم ثُمَّ تَقِفون على بابِ سِجْنها تَبْكونَها وَتَنْدُبُونَ شَقَاءَها!! إِنَّكم لا تَرْثونَ لها بَلْ تَرْثُونَ لأَنْفْسِكُمْ، ولا تَبْكُونَ عليها بل على أيامٍ قَضَيْتُموها في ديار يَسيلُ جَوُّها تَبَرُّجاً وسفوراً، وَيَتَدَفَّقُ حُرِّيةً واسْتهْتاراً وَتَوَدُّونَ بِجَدْع الأَنْفِ لو ظَفِرْتُمْ هنا بهذا الْعَيْشِ الّذي خلَّفْتُموهُ هناك!. لقد كُنَّا وكانتِ العِفَّةُ في سِقاءٍ من الحِجَابِ مَوْكُوءٍ، فما زِلْتُم بهِ تَثقُبُونَ في جَوَانِبهِ كُلَّ يَوْم ثُقْباً، والعِفَّةُ تَتَسَلّلُ منه قَظْرَةً قَطْرَةً حتى تَقَبَّضَ وَتَضاءَلَ، ثُمَّ لَمْ يَكْفِكُمْ ذلك مِنْهُ حَتّى جِئْتُم اليَوْمَ تُرِيدُونَ أَنْ تَحُلُّوا وِكاءَهُ حَتّى لا تَبْقَى فيه قَطْرةٌ واحِدَةٌ. عَاشَتِ المرأةُ المصريةُ حِقْبَةً مِنْ دَهْرِهَا هادئةً مُطمَئِنَّةً في بَيْتِها، رَاضِيَةً عَنْ نَفْسِها وعَنْ عَيْشِها، ترى السَّعادَةَ كُلَّ السّعادَةِ في واجبٍ تؤديه لِنفْسِها، أو وَقْفَةٍ تَقِفُها بين يَدَيْ رَبِّها، أو عَطْفَةٍ تَعْطِفُها على وَلَدِها، أَوْ جَلْسَةٍ تَجْلِسُها إلى جارَتِها فَتَبُثُّها ذاتَ نَفَسِها، وتَسْتَبِثُّهَا سَرِيرةَ قَلْبِها، وترى الشَّرَف كُلَّ الشَّرَفِ في خُضوعِها لأَبِيها، وَائْتِمَارِهَا بأمْرِ زَوْجِها، وَنُزُولِها عِنْدَ رِضاهما. وكانت تَفْهَمُ معنى الحب وَتَجْهَلُ معنى الغرام، فَتُحِبُّ زوجَها لأَنَّهُ زوجُها، كما تُحِبُّ وَلَدَها لِأِنَّهُ ولدُها، فإِنْ رَأَى النِّساءُ غَيْرُها أَنَّ الحُبَّ أَساسُ الزواجِ، رَأَتْه هي أَنَّ الزَّواجَ أساسُ الحُبَّ، فَقُلْتُم لها:َ إِنَّ هؤلاءٍ الّذين يَسْتَبِدُّونَ بأَمْرِكِ مِنْ أَهْلِكِ لَيْسوا بِأَكْبَرَ مِنْكِ عَقْلاً، ولا أَفْضَلَ رَأْياً، وَلَا أَقْدَرَ على النَّظَرِ لَكِ مِنْ نَظَرِكِ لِنَفْسِكِ، فلا حَقَّ لهم في هذا السُّلْطانِ الّذي يَزْعَمُونَه لأنفسِهم عَلَيْكِ، فازْدَرَتْ أَباها، وتمردت على زَوْجِها، وأَصْبَحَ البيتُ الذي كان بالأَمْسِ عُرْساً مِنْ الأَعراسِ الضاحكة مَناحةً قائِمةً لا تَهْدَأُ نارُها، ولا يَخْبو أُوارُها. وقُلْتُمْ لها: لا بُدَّ لكِ أَنْ تَخْتارِي زَوْجَكِ بِنَفْسِكِ حَتِّى لا يَخْدَعَكَ أَهْلُكِ عن سَعادَةِ مستقبلكِ فاخْتارَتْ بِنَفْسِها أَسْوأَ مِمَّا اخْتارَ لها أَهْلُها فلم يَزِدُ عمر سَعادَتِها على يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ الشَّقَاءُ الطَّويلُ بعدَ ذلك والْعَذَابُ الأَليم. وقلتم لها: إِنَّ الحبَّ أَساس الزَّواج، فما زالَتْ تقلب عَيْنَيْها في وُجوه الرِّجالِ مُصَعِّدَةٍ مُصَوِّبَةً حَتّى شَعَلَها الحُبُّ عن الزَّوَاجِ!. وقُلتُمْ لها: إِنَّ سعادةَ المَرْأَةِ في حَياتِها أَنْ يَكُونَ زوجها عشِيقَها، وما كانَتْ تَعْرِفُ إِلاَّ أنّ الزوج غيرُ العشيقِ، أصْبَحَتْ تَطْلُبُ في كُلِّ يَوْمٍ زَوْجَاً جَدِيداً يُحْيي مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ ما أَمَاتَ الْقَدِيمُ. فلا قَدِيماً اسْتَبْقَتْ وَلا جَدِيداً أفادَتْ. وقُلْتُمْ لها: لا بُدَّ لكِ أنْ تَتَعَلَّمي لِتُحسِني تَرْبِيَةَ وَلَدِكِ والقِيَامَ على شؤونِ بَيْتِكِ، فتعلَّمت كل شَيْءٍ إِلاَّ تَرْبِيَةَ وَلَدِها والقِيَامَ على شُؤونِ بَيْتِها!. وقلتم لها: إِنَّا لا نَتَزَوَّجُ مِنَ النِّساء إِلاَّ مَنْ نُحِبُّها وَنْرَضاها، وَيُلائمُ ذَوْقُها ذَوْقَنا، وشُعورُها شُعورَنا، فكانَ لا بُدَّ لَهَا أَنْ تَعْرِفَ مَوَاقِعَ أهْوائِكُمْ، وَمَسارِحَ أَنظاركم، لَتَتَجَّملَ لَكُمْ بِمَا تُحِبُّونَ، فَرَاجَعَتْ فِهُرِسَ أَعمالكم في حياتكم صفحةً صفحةًَ فَلَمْ تَرَ فيهِ غَيْرَ أسْماءِ الْخَلِيعاتِ المُسْتَهْتِرَاتِ، وَالضَّاحِكَاتٍ اللَّاعباتِ، والإِعجابَ بِهِنَّ، والثناءَ على ذَكائِهنّ وفِطْنتِهِنَّ، فَتَخَلَّعَتْ واسْتَهْتَرَتْ لِتَبْلُغ رِضاكُم، وَتَنْزِلَ عِنْدَ مَحَبَّتكُمْ، ثُمَّ تَقَدَّمَتْ إلَيْكُمْ بِهذا الثَّوبِ الرَّقيقٍِ الشَّفَّافِ تَعْرِضُ َنَفْسَها عَلَيْكُمْ عَرْضاً كما يَعْرِضُ النَّخَّاس أَمَتَهُ في سوق الرَّقِيقٍ َفأَعْرَضْتُم عنها، وَنَبَوْتُمْ بها. وَقُلْتُمْ لها: إِنَّا لا نتزوج النِّسَاء الْعاهِرَاتِ، كَأَنَّكم لا تُبالُونَ أَنْ يَكُونَ نِسَاءُ الأُمَّةِ جميعاً ساقِطاتٍ إِذَا سَلِمَتْ لَكُم نساؤُكُمْ، فَرَجَعَتْ أَدْرَاجَهَا خَائِبَةً مُنْكَسِرَةً، وَقَدْ أَباها الخليعُ، وتَرَفَّع عنها المُحْتَشِمْ، فَلَمْ تَجِدْ بَيْنَ يَدَيْها غَيْرَ بابِ السُّقوطِ فَسَقَطْتَ. وهكذا انتشرتِ الرَّيبةُ في نُفوسِ الأمَّةِ جَميعِها، وَتَمَشَّتِ الظُّنُونُ بَيْنَ رجَالِها ونِسَائِها،َ فَتَحاجَرَ الْفَرِيقَانِ، وَأَظْلَم الْفَضَاءُ بينَهما، وَأَصْبَحَتْ البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرَّائِي إِلاَّ رِجالاً مُتَرَهِّبينَ وَنسَاءً عانِساتٍ. ذلك بكاؤكم على المَرْأَةِ أيها الرَّاحِمُونَ، وهذا رِثاؤُكُم لَهَا، وَعَطْفُكُمْ عَلَيْهَا!. نَحْنُ نعلم كما تعلمونَ أَنَّ الْمَرأة في حاجةٍ إلى العلم فَلْيُهَذِّبها أَبُوها أَوْ أًخُوها، فَالتَّهْذِيبُ أَنْفَعُ لَهَا منَ الْعِلْمِ، وإِلى اخْتِيَارِ الزَّوجِ الْعادِلِ الرَّحيمِ، فَلْيُحْسِنِ الآباءُ الاختيارَ لبناتهم وَلْيُجْمِلِ الأَزْوَاجُ عِشرة نِسائِهِمْ، وإِلى النُّور والهواء تبرزُ إِليهما، تتمتعُ فيهِما بنعمةِ الحياة، فَلْيَأْذَنْ لها أَوْلياؤُها بذْلِكَ، وَلْيُرَاِفقْها رَفِيقٌ مِنْهُم في غَدَوَاتِهَا ورَوْحَاتِهَا كما يُرافِقُ الشَّاة رَاعِيها خَوْفاً عليها من الذِّئاب، فإِنْ عَجَرْنا عن أَنْ نَأْخُذَ الآباء والإخوة والأَزْواجَ بذلك، فلننفض أيْدِيَنا مِنَ الأُمَّةِ جَمِيعِها: نِسَائِها وَرِجالِها. '''فَلَيْسَتِ الْمَرْأَةُ بِأَقْدَرَ عَلَى إِصلاحِ نَفْسِها مِنَ الرَّجُلِ على إِصْلاحِها.''' أَعْجَبُ مَا أَعجَبُ له من شؤونِكم أَنَّكُم تعلمتم كل شيءٍ إِلاّ شيئاً واحداً هو أَدنى إِلى مَدَارِكِكُمْ أن تَعْلَموه قبل كل شيءٍ، وهو أَنَّ لِكُلِّ تُرْبَةٍ بان نَباتاً يَنْبُتُ فيها، وَلكل نباتٍ زمَناً ينمو فيهِ. رأَيتم العلماء في أُوروبا يشتغلون بِكَمَالِيَّاتِ العُلومِ بَيْنَ َأُمَمٍ قد فَرَعَتْ مِنْ ضَرورِياتِها، فاشتغلتم بِها مِثْلَهم في أُمَّةٍ لا يزالُ سَوَادُها الأَعْظَمُ في حاجةٍ إِلى مَعْرِفَةِ حُروفِ الهِجَاءِ. وَرَأيتم الفلاسفة فيها يَنْشُرونَ فلسفة الكفرِ بينَ شُعوبٍ ملحدةٍ، لها مِنْ عُقولِها وآدابِها ما قد يُغْنيها بَعْضَ الغَنَاء عن إِيمانِها، فَاشْتَغَلْتُم بِنَشْرِها بين أَمَّةِ ضَعيفةٍ ساذَجةٍ لا يُغْنيها عن إِيمانِها شَىْءٌ. ورأَيتم الرجلَ الأُوروبيَّ حُرَّاً مُطْلَقاً يفعلُ ما يَشاءُ وَيَعيشُ كما يُريدُ لأَنَّهُ يَسْتَطيعُ أَنْ يَمْلِك نَفْسَهُ وخُطُواتِهِ في الساعةِ الّتي يَعْلَمُ فيها أَنَّه قَدْ وَصَلَ إِلى حُدود الحُرِّيَة التى رَسَمَها لِنَفْسِهِ فلا يَتَخَطَّاهَا، فَأَرَدْتُمْ أَنْ تَمْنَحُوا هذه الحُرِّيّة نَفْسَهَا رَجُلاً ضعيفَ الإِرادةٍ والعزيمةِ، يَعيشُ من حياتِه الأدبيّةِ على رَأْسِ مُنْحَدَرٍ زَّلِقٍ، فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُهُ مَرَّةَ انْحَدَرَ مِنْ حيث لا يَسْتَطِيعٌ أَنْ يَسْتَمْسِكَ حتى يبلغ الهُوَّةَ وَيَتَرَدَّى في قَرارَاتِها. ورَأَيتم الزوجَ الأُوروبيَّ الّذي أطفأت البيئة غيرته وَأزَالَتْ خُشونَةَ نَفْسِهِ وحُرْشَتِها يَسْتَطِيعُ أَنْ يرى زَوْجَتَهُ تُخَاصِرُ مَنْ تَشاءُ من الرِّجال، وتُرافِقٌ مَنْ تَشاءُ، وتَخْلو بِمَنْ تَشَاءُ، فيقف أمام ذلك المَشْهَدِ موقفَ الجامدِ المُتَبَلِّدِ، فَأَرَدْتُم مِنَ الرجلِ، الشَّرقِيّ الْغَيورِ المُتَلَهّب أَنْ يقف مَوْقِفَهُ، وَيَسْتَمْسِكَ اسْتِمْسَاكَهُ!. ورأيتم المَرأَةَ الأوروبيّةَ الجريئة المُتَفِّيةَ تَسْتَطِيعُ في بَعْض موَاقِفِها بينَ الرِّجالِ أنْ تحتفِظَ بِعِصْمَتِها! فَأَرَدْتُمْ مِنَ المَرأَةِ المصرية الضَّعيفةِ السَّاذَجَهِ أنْ تَبْرُرَ للرِّجالِ برُوزَها، وَتَحْتَفِظَ بنَفْسِها احْتِفَاظَها!. ْ وكُلُّ نَبَاتٍ يُزْرَعُ في أَرضٍ غَيْرِ أَرْضِهِ،َ أو ساعَةٍ غير ساعَتهِ، إِمّا أنْ تَأْنَاهُ الأَرْضُ فَتَلْفِظَه، وَإِمَّا أَنْ يَنْشَبَ فيها فَيُفْسِدَها. إنَّا نَضْرَعُ إلَيْكُمْ باسْمِ [ خالق الأَرْضِ والسَّماءِ وَنُذَكِّرُكُمْ ] بِالشَّرَفِ الوَطَني وَالْحُرْمَةِ الدينيّةِ أَنْ تَتْرُكوا تلك البقَّيةَ الباقَيةَ مِنْ نِسَاءٍ الأُمَّةِ آمِناتٍ مُطْمَئِنَّاتٍ في بيوتهن، ولا تُزْعِجوهُنَّ بِأَحْلامِكُم وآلمالِكُمْ كَما أزعجتم من قَبْلَهُنَّ. '''فكل جرحٍ من جروحِ الأمَّة له دَوَاءٌ إلا جُرْحَ الشَّرفِ، فلا دَواءَ له'''، فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلوا! فَانْتَظِرُوا بَأَنْفُسِكُمْ قَليلاً رَيْثَما تَنْتَزعُ الأَيّامُ مِنْ صُدورِكم هذهِ الْغَيْرَةَ الّتي وَرِثْتُمُوها عَنْ آبائِكُمْ وَأْجَدادِكُمْ لتستطيعوا أَنْ تَعِيشُوا في حَيَاتَكُمْ الجديدة سعداءً آمنين. فَمَا زَادَ الْفَتى عَلَى أنِ ابْتَسَم في وَجْهي ابْتِسامَة الهُزْءِ والسُّخْرِيةِ، وقال: تلكَ حماقاتٌ ما جئنا إِلاَّ لِمُعَالَجَتها، فَلْنَصْطَبِرُ عَلَيها حَتّى يَقْضِيَ الله بَيْنَنا وبينها. فَقُلْتُ له: لَكَ أَمْرُكَ في نَفْسِكَ وفي أَهْلِكَ، فاصْنَعْ بِهِمَا ما تَشاءُ وَائْذَنَ لي أن أَقُولَ لَكَ: إِنّي لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَخْتَلِفَ إِلَيْكَ بعدَ اليومِ إِبْقاءً عَلَيْكَ وَعَلَى نَفْسِي لأَنّي أَعلم أَنَّ الساعةَ الّتي ينفرجُ لي فيها جانبُ سَتْرٍ مِنْ أَسْتَارِ بيتِكَ عَنْ وَجْهِ امرأةٍ من أَهلِكَ تَقْتُلُني حَياءً وَخَجَلاً. ثم انصرفت وكان هذا آخِرَ ما بيني وبينه. وما هي إِلاَّ أيامٌ قلائلُ حتى سمعتُ النّاسَ يتحدثونَ أَنَّ فُلاناً هَتَكَ السِّتْرَ في مَنْزلهِ بينَ نِسَائِهِ وَأَصْدِقائِهِ، وَأَنَّ بَيْنَه قَدْ أَصْبَحَ مَغْشِياً لا تَزالُ النِّعالُ خافِقةً ببَابِهِ. فَذَرَفَتْ عَيْني دَمْعَةً لا أعْلَمُ: هَلْ هِيَ دَمْعَةُ الغَيْرَةِ على العِرْضِ المُذال، أو الحُرْنٍ على الصديق المَفْقُود؟!!. مَرَّثْ على تلكَ الحادثة ثَلاثةُ أَعْوامٍ لا أزودُهُ فيها ولا يَزُورُني، وَلَا أَلْقاهُ في طريقهِ إِلاَّ قَليلاً فَأُحَيِّيهِ تَحِيَّةَ الْغَرِيب للْغَرِيبِ مِنْ حَيْثُ لا يَجْرِي لِمَا كان بَيْنَنَا ذِكْرٌ ثُمَّ أَنْطَلِقُ في سَبيلي. فإِنّي لَعَائِدٌ إِلى منزلي ليلةَ أَمْسٍ، وَقَذْ مضى الشَّطْرُ الأَوّلُ من الليل إِذ رَأَيْتُهُ خارِجاً مِنْ مَنْزلِهِ يَمْشي مَشْيَةَ المُضْطَرِبِ الحائِرِ، وَبِجانِبِهِ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنودِ الشُّرْطَةِ ، كَأَنّما هو يَحْرُسُهُ أو يَقْتَادُهُ، فأَهَمَّني أمْرُهُ، وَدَنَوْتُ مِنْهُ، َفَسَأَلْتُهُ عَنْ شأنِهِ؟ فقال: لاعِلْمَ لي بشَيْءٍ سِوى أنَّ هذا الجُنْدِيَّ قد طَرَقَ السَّاعة بَابِي يَدْعوني إلى مَخْفَرِ الشُّرَطةِ وَلا أَعْلَمُ لِمِثْلِ هذهِ الدَّعْوَةِ فِي مِثْلِ هذهِ السَّاعَةِ سَبَباً، وَمَا أنَا بالرَّجُلِ المُذْنِبِ وَلا المُريبِ، فَهَلْ أَسْتَطيعُ أَنْ أَرْجُوكَ - يا صَديقي الْقديمُ - بَعْدَ الّذِي كان بَيْني وَبَيْنَكَ أَنْ تَصْحَبَني اللَّيْلةَ في وَجْهي هذا، عَلَّني أَحْتَاجُ إِلى مَعونَتِكَ فيما قد يَعْرِضُ لِي هناك مِنَ الشُّؤونِ؟ َقُلْتُ: لا أَحَبَّ إِلَيَّ من ذلك؟ وَمَشَيْتُ مَعَه صامِتاً لا أُحَدِّثُهُ، ولا يقولٌ لي شَيْئاً، حتَّى شَعَرْتُ كَأَنَّهُ يُزَوِّرُ في نَفْسهِ كَلَاماً يُريدُ أن يُفْضيَ بِهِ إِلَيَّ فَيَمْنَعَهُ الخَجَلُ وَالْحَيَاءُ، فَفاتَحْتُهُ الحَديثَ وقلتُ له: أَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تتذكر ِلِهذهِ الدَّعوة سبباً؟ فنظر إِلَيَّ نظرةً حائرةً وقَال: إِنَّ أُخْوَفَ ما أَخافُهُ أن يَكُونَ قد حدث لِزَوْجَتِي الليلةَ حادِثٌ مُؤْلِمٌ، فَقَدْ رَابَني مِنْ أَمْرِها أنها لم تَعُدْ إلى مَنْزِلِها حتى الساعةَ، وما كان ذلك شَأْنَها مِنْ قَبْلُ!. قلت: أَمَا كانَ يَصْحَبُها أَحَدٌ؟ قال: لا. قُلْتُ: أَلَا تَعْلَمُ المكانّ الّذي ذهبت إِلَيه؟ قال: لا. قُلْتُ: وَمِمَّ تَخافُ عليها؟ قالَ: لا أَخافُ شَيْئاً سِوى أَنّي أَعْلَمُ أَنّها امرأةٌ غَيورٌ حَمقاءُ، فلعلَّ بعض النَّاس حَاوَل الْعَبَثَ بِهَا في طَريقِها فَشَرِسَتْ عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ بينَهما وَاقِعةٌ انتهى حَديثُها إِلى رِجَال الشُّرَطِة. وَكُنّا قد وصلنا إلى المَخْفَرِ، فَاقْتادَنا الجُنْدِيُّ إلى قاعة المَأَمُور، حتى صِرْنا بينَ يديهِ، فأشار إِلى جُنْدِيًّ أَمامَه إِشارةً لم نفهمها، ثُمّ اسْتَدنى الفَتى وقال له: يَسوؤني ياسيّدي أن أقول لك: إِنَّ رِجالَ الشُّرْطةِ قَدْ عَثروا اليلة في مكانٍ مِنْ أَمْكِنةِ الرَيبَةِ على رجلٍ وامرأَةٍ في حالٍ غَيْرِ صَالِحَةٍ فاقْنَادُوهُما إلى المَخْفَرِ، فَزَعَمَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ لَهَا بِكَ صِلَةً، فَدَعَوْنَاكَ لِتَكْشِفَ لنا الْحَقِيَةَ في أَمُرِها، وَأَمْرِ صاحِبِها، فَإِنْ كانَتْ صَادِقَةً أَذِنَّا لها بالانْصِرَافِ مَعَكَ: إِكْرَاماً لَكَ، وَإبْقَاءً على شَرَفِكَ، وإلَّا فَهِيَ امْرَأَةٌ فاجِرَةٌ لا نَجاةَ لَهَا مِن عقاب الفاجِرَاتِ، وهَا هُما وَراءَك فَانْظُرْهُما. وكانَ الجُنْدِيُّ قد جاءَ بِهِما مِنْ غُرْفَةٍ أُخْرى، فَنَظَرَ، فإِذًا المرأة زَوْجَتُهُ، وإِذَا الرَّجُلُ أَحَدُ أَصْدقائِهِ. فصرخَ صرخةً رَجَفَتْ لها جَوَانِبُ الْمَخْفَرِ وَمَلأَتْ نوَافِذَهُ وَأَبْوَابَهُ عُيوناً وآذاناً، ثُمَّ سَقَطَ فِي مكانِه مَغْشِياً عَلَيهِ. فَأَشَرْتُ على المَأْمُورِ أَنْ يُرْسِلَ الْمَرَْأَةَ إلَى مَنْزل أَبيها، فَفَعَل، وَأَطْلَقَ سَبِيلَ صَاحِبها، ثُمَّ حملنا الفتى في مَرْكَبةٍ إلى مَنْزلِه، وَدَعَوْنا الطَّبيبَ، فَقَرَّرَ أَنهُ مُصابٌ بِحُمَى دماغيّةٍ شديدةٍ، ولَبِثَ سَاهِراً بجانبهِ بقيّةَ الليلِ يُعَالجُهُ، حَتّى دَنَا الصَّبْحُ، فَانْصَرف على أَنْ يَعُودَ مَتَى دَعَوْنَاه، وعَهِدَ إِليَّ بِأَمْرِهِ، فَلَبِثْتُ بِجَانِبهِ أَرْثي لحالهِ، وَأنْتَظِرُ قَضَاءَ اللّهِ فيهِ، حتّى رأيتُهُ يتحركُ في مَضْجَعه، ثُمّ فَتحَ عَيْنَيْه، فَرَآني، فَلبِثَ شاخِصاً إِلَيَّ هُنَيْهَةً كَأَنَّمَا يحاولُ أَنْ يَقُولَ لي شَيْئاً، فلا يَسْتطيعُه، فَدَنُوْتُ مِنْه وقُلتُ: هَلْ من حاجةٍ يا سيّدي؟ فأَجابَ بصوتٍ ضعيفٍ خافِتٍ: حاجَتي أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيَّ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ. قُلْتُ: لن يَدْخُلَ عليك إلاَّ مَنْ تُريدُ. فَأَطْرَقَ هُنيِهَةَ ثم رَفَعَ رَأْسَهُ، فإِذَا عَيْناه مُبْتَلَّتَانِ بالدُّموع. فقلتٌ: ما بُكاؤُكَ يا سيّدي؟ قَالَ: أَتَعْلَمُ أَين زوجتي الآن؟ قلت : ومَاذَا تُرِيدُ منها؟ قال: لا شيءَ سِوَى أَنْ أقولَ لها: إِنّي عَفَوْتُ عنها. قلت: إنّها في بَيْتِ أَبيها. قال: وَارَحْمَتاه لها، ولأبيها، وَلِجَميعِ قَوْمِها، فَلَقَدْ كانوا قَبْلَ أَنْ يتَّصِلُوا بي شُرَفَاءَ أمْجاداً، فَألْبَسْتُهُمْ مُذْ عَرَفوني ثَوْباً مِنَ الْعَارِ لا تَبْلُوه الأَيّامُ. مَنْ لي بِمَنْ يُبَلَّغُهُمْ عَنّي جَميعاً أَنّي رَجُلٌ مَرِيضٌ مُشْرف، ووَأنّني أخشى لِقَاءَ اللّه إِنْ لَقِيتُهُ بِدِمَائِهِمْ، وَأَنّنى أَضْرَعُ إِليهم أَنْ يَصْفَحوا عَنَّي، وَيَغْتَفِروا ذَنْبي، قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ إِلَيَّ أَجَلي. لقد كنتُ أَقِسَمْتُ لِأًبيها يَوْمَ اهْتَدَيْتُها، أَنْ أَصُونَ عِرْضَها صِيَانَتي لِحَيَاتي، وَأَنْ أَمْنَعَها مِمَّا أَمْنَعُ منه نفسي، فَحَنِثْتُ في يَميني فَهَلْ يَغْفِر لي ذَنْبِي فَيَغْفِرَ لِيَ بِغُفْرانِهِ؟! إِنّها قتلتنى، وَلكنّى أَنَا الذّي وضعتُ في يَدِها الجِنْجَرَ الّذي أَغْمَدَتَهُ في صَدْري، فَلَا يَسْأَلْها أَحَدٌ عن ذَنْبي!. البيتُ بَيْتي، والزَّوْجَةُ زَوْجَتي، والصَّديقُ صَدِيقي، وأَنَا الّذي فتحتُ باب بيني لِصَديقي إلى زَوْجَتي، فَلَم يُذْنِبْ إِلَيَّ أَحَدٌ سِوَايَ. ثم أَمسكَ عن الكلامِ لحظةً، فنظرت إلَيْهِ، فإِذا سَحَابةٌ سوداء تَنْتَشِرُ َفَوْقَ جبينهِ شَيْئاً فَشَيْئاً، حتى لَبسَتْ وَجْهَهُ، فَزَفَرَ زَفْرةً جِلْتُ أَنَّها خرقتْ حِجَابَ قَلْبهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقولُ: آهٍ أَشَدَّ الظَلامَ أَمَامَ عَيْنَيَّ، وما أَضيقَ الدُّنيا فى وَجْهي، في هذهِ الغُرْفَةِ، على هذا المَقَعد، تحتَ هذا السَّقْفِ، كنتُ أَراهُما جَالِسَيْن يَتَحَدَّثانِ، فَتَمْتَلىءُ نَفْسي غِبْطَةً وَسُروراً، وَأَحْمَدُ الله على أَنْ رَزَقَني بِصَديقٍ وَفِيًّ يُؤْنِسُ زَوْجَتي في وَحْدَتِها، وزوجةٍ سَمْحةٍ كريمةٍ تُكْرِمُ صَديقي في غَيْبَتي، فقولوا للنّاسِ جميعاً: إِنَّ ذَلِكَ الرجُلَ الّذي كان يفخرُ بالأَمْسِ بِذَكَائِهِ وفِطْنِتِه ويزْعُمُ أَنّهُ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْزَمُهُمْ، قَدْ أصْبَحَ يعترفُ الَيْومَ أَنّه أَبْلَهُ إلى الغايةِ من البلاهةِ، وغَبِيٌّ إلى الغايةِ التي لا غايةَ وَراءَها!. َوالهَفَاً على أُمَّ لَمْ تَلِدْني، وَأَبٍ عاقرٍ لاَ نَصِيبَ له في البَنِين!. لَعلّ الناسَ كانوا يعلمونَ مِنْ أَمْرِي ما كُنْتُ أَجْهَلُ، ولعلهم كانوا إِذا مَرَرْتُ بِهِم يَتَنَاظَرونَ وَيَتَغَامَزونَ، وَيَبْتَسِمُ بَعْضُهم إلى بعضٍ أو يُحَدَّقَونَ إِليَّ وَيُطيلونَ النَّظَرَ في وَجْهِي لِيَرَوا كيف تَتَمثَّلُ البّلاهةُ في وَجْهي البُلْه، والغَبَاوَةُ في وُجوهِ الأَغْبِيَاءِ. ولعلّ الّذين كانوا يُطيفُون بي، وَيَتَودَّدُونَ إِلَيَّ من أَصْدقائِي إِنَّما كانُوا يَفُعلونَ ذلك مِنْ أَجَلِها لا مِنْ أَجْلي، ولَعَلَّهم كانُوا يُسْمُونني فيما بَيْنَهم وبينَ أَنْفُسِهم قَوَّاداً، ويُسَمُّون زَوْجَتِي مُومِساً وَبَيْتِي مَاخُوراً. فوَارَحْمَتاه لي إِنْ بَقِيثُ على ظَهْرِ الأَرْضِ بَعْدَ اليومِ ساعةً وَاحِدةً، وَوَالَهَفاً على زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايا قَبْرٍ عَميقٍ يَطْويني ويَطْوِي عَارِيَ مَعِي. ثُمَّ أَغْمَضَ عَيْنَيهِ وَعَادَ إِلى ذُهولِهِ وَاسْتِغْراقه. وهُنا: دَخلتِ الحجرةَ مُرْضِعٌ وَلَدِهِ تحملُهُ على يَدِهَا، حَتّى دَنَتْ بهِ مِنْ فِرَاشهِ، فَتَرَكَتْهُ وَانْصَرَفَتْ. فما زَالَ الطِّفْلُ يَدْبُّ على يَدَيْهِ حتى عَلا صَدْرَ أَبِيهِ، فَأَحَسَّ بهِ ففتحَ عَيْنَِيْهِ، فَرَآهُ، فَابْتَسَمَ لِمَرْآهُ، وَضِمَّهُ إِلَيْه ضَمَّةَ الرَّفْقِ وَالْحَنَانِ، وَأَدْنى فَمَهُ مِن وَجْههِ كَأَنّما يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهُ، ثُمَّ انْتَفَضَ فَجْأَةً، واسْتَسَرَّ بِشْرَهُ، وَدَفَعَهُ عنه بِيَدهِ دَفعاً شَدِيداً فَانْكَفَأَ على وَجْهِهِ يَبْكي ويصيح. وقال: أَبْعِدُوهُ عَنَّى، لا أعْرِفُهُ، لَيْس لي أولادٌ ولا نِسَاءٌ، سَلُوا أُمَّهُ عَنْ أبيه! أَيْنَ مكانه واذْهَبوا بهِ إليهِ، لا أَلْبَسُ العارَ في حَيَاتي وَأَتْرُكُهُ أَثَراً خالِداً وَرَائي بَعْدَ مَمَاتي. وَكَانَتِ المرضعُ قَدْ سَمِعَتْ صِيَاحَ الطفلِ فَعَادَتْ إليهِ وحملتهُ وذهبت به. فَسَمِعَ صَوْتَهُ وَهُوَ يَبْتَعِدُ عَنْه شيئاً فشيئاً فأنصت إليه واستعبر بَاكِيَاً، وَصَاحَ: أرجعوه إِليَّ. فَعادَتْ بِهِ المرضعُ، فتناوله من يَدها وَأَنْشأَ يُقَلِّبُ نَظَرَهُ في وَجْهِهِ ويقولُ: في سبيلِ اللهِ يا بُنَيَّ ما خَلَّفَ لك أَبُوكَ مِنَ اليُتْمِ، وَما خَلَّفَتْ لك أُمُّكَ مِنَ العارِ، فاغْفِرْ لَهُما ذَنْبَهُما إِلَيْكَ، فلقد كانت أُمُّكَ امرأَةً ضعيفةً فَعَجَزَتْ عَنِ احْتِمالِ صدمةِ القضاءِ فَسقَطَتْ، وكان أَبُوكَ حَسَنَ النَّيِّة فِي جَريمتهِ الَّتي اجْتَرَمَها، فَأَسَاءَ مِنْ حَيْثُ أَرَادَ الإِحْسَانَ. سَواءٌ أَكْنْتَ وَلَدي يا بُنَىّ أَوْ ولد الجريمةِ، فَإِنَّي قد سَعِدْتُ بكَ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْر، فَلَا أَنْسَى يَدَكَ عندي حَيّاً أو ميتاً!. ثم احتضنهُ إِلَْيهِ وقبَّلهُ في جبينه قُبلة، لا أَعلمُ: هَلْ هِيَ قُبْلَةُ الأَبِ الرَّحيم، أَوِ الرَّجُلِ الكَريمِ!. وكان قد بَلَغَ مِنَهُ الجَهْدُ، فَعَاوَدَتْهُ الْحُمَّى، وَغَلَتْ نَارُهَا في رَأْسِهِ، وما زال يثقلُ شيئاً فشيئاً حتى خِفْتُ عليه التلفَ، فَأَرسلتُ وَرَاءَ الطَّبيبِ، فجاءَ وَأَلْقَى عَلَيْهِ نَظْرةً طَويلةً، ثُمَّ اسْتَرَدَّها مَمْلوءَةً يَأْساً وحزناً. ثم بدأ يَنْزعُ نَزْعاً شَدِيداً وَيئِنُّ أَنيناً مُؤلِماً، فَلَمْ تَبْقَ عَيْنٌ مِنَ العيونِ المحيطةِ به إلاَّ ارْفَضَّتْ عن كُلَّ ما تستطيعُ أَنْ تَجُودَ بِهِ مِنْ مَدَامِعِها. فَإِنَّا لَجَُلُوسٌ حَوْلَهُ، وقد بَدَأَ الْمَوتُ يُسْبِلُ أَسْتَارَهُ السَّوْدَاءَ حَوْلَ سَرِيرِه، وَإِذَا بامرأَةٍ مُتَّزِرَةٍ بِإِزَارٍ أَسْوَدَ قد دخلتِ الحجرةَ وتقدمت نحوه بِبُطْءٍ حتى رَكَعَتْ بِجَانِبِهِ، ثُمَّ أَكَبَّتْ على يده الممتدة فوق صدره فَقَبَّلَتْها، وأَخذت تقول له: لا تَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيا وأَنت مُرْتَابٌ في وَلَدِكَ، فَإِنَّ أُمَّهُ تَعْتَرِفُ بين يَدَيْكَ، وأنت ذاهبٌ إلى رَبَّكَ تَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِها أنَّها وَإِنْ كَانَتْ دَنَتْ مِنَ الْجَرِيِمَةِ فَإِنَّها لَمْ تَرْتَكِبْها، فَاعْفُ عَنِّي يا وَالِدَ وَلَدي، واسْأَلِ الله عِنْدَما تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ أن يلحِقني بِكَ فَلَا خَيْرَ لي في الحياة من بَعْدِكُ. ثم انْفَجَرَتْ باكِيَةً، ففتح عَيْنْيهِ، وَأَلْقَى عَلَى وَجُهِهَا نَظْرَةً باسِمَةً كانَتْ هِيَ آخِرَ عَهْدهِ بالحياة، وقضى. الآنَ عْدْتُ مِنَ المَقبرةِ بعدَما دَفَنْتُ صَدِيقي بيَدي، وَأَوَدَعْتُ حُفْرَةَ القَبْرِ ذَلِك الشبابَ النَّاضِرَ، والرَّوْضَ الزَّاهِرَ. وجلستُ لِكِتَابةِ هذهِ السُّطورِ، وأَنا لا أَكَادَُ أَمْلِكُ مَدَامِعي وَزَفَرَاتي، فلا يُهَوَّنُ وَجْدي عليهِ إِلَّا أَنَّ الأُمَّةَ كانت على بِابِ خَطَرٍ مِنْ أَخْطارِها فَتَقَدَّم هو أَمامَها إلى ذلكَ الخَطَرِ وَحْدَه، فَاقْتَحَمَهُ، فمات شهيداً بَيْنَ يَديْها، فَنَجَتْ بِهَلاكِه. [تَمَّتْ] {{مطبوعة|:تصنيف:الحجاب:مطبوع}} [[تصنيف:الحجاب|*]] [[تصنيف:نسوية|*]] a4qkz553tq4w7131tsi8huwjg1x97yf 405166 405164 2022-08-17T06:23:42Z Dew 14235 اضافة تصنيف wikitext text/x-wiki {{تصفحية | |الحجاب |[[مؤلف:مصطفى لطفي المنفلوطي|لمصطفى لطفي المنفلوطي]] | [[ويكي مصدر:كتب مصورة]] | | }} {{نثر}} {{بسملة}} ذهب فلانٌ إلى أُوروبّا ومَا نُنْكِرُ مِنْ أمْرهِ شيئاً، فلبِثَ فيها بضع سنينَ، ثُمَّ عاد ومَا بقي مما كُنّا نَعْرِفُهُ منهُ شيءُ. ذهب بوجهٍ كوجهِ العَذْراءِ ليلةَ عُرْسِها، وعاد بوجهٍ كَوَجْهِ الصَّخْرةِ المَلْساءِ تحتَ اللَّيْلةِ المَاطِرَةِ. وَذَهَْب بِقَلْبٍ نَقيًّ طَاهِرٍ يَأْنَسُ بالعَفْوِ ويستريحُ إلى العُذْر، وعادَ بقلبٍ مُلَفَّفٍ مَدْخولٍ لا يُفارِقُةُ السَّخَطُ على الأرْضِ وساكِنها، والنَّقْمَةُ على السماءِ وخالقها. وذهب بنفسٍ غَضَّةٍ خاشعةٍ تَرى كُلَّ نَفْس فَوْقَها، وعادَ بنفسٍ ذهَّابةٍ َنَزَّاعةٍ لا ترى شيئاً فَوْقَها، ولا تُلْقي نَظرةً واحدةً على ما تحتَها. وذهب برأسٍ مَمْلوءٍ حِكْمةً وَرَأْياً، وعادَ بِرَأسِ التَّمثالِ المثقوب لا يَمْلؤهُ إلاَّ الهواءُ المَُتَرَدَّدُ. وذهب وَمَا على وَجْهِ الأَرْضِ أَحبُّ إِِليهِ مِنْ دِينهِ وَوَطَنِهِ، وعادَ وَمَا على وَجْهِها أصْغَرُ في عينهِ منهما!. وكنتُ أَرى أَنَّ هذه الصُّوَرَ الغَرِيبةَ التي يَتَراءى فيها هؤلاءِ الضُّعفاءُ مِنَ الفِتْيانِ العائدينَ من تلكَ الدِّيَار إلى أوْطانِهمْ إنّما هيَ أَصْباغٌ مُفْرَغَةٌ على أَجْسامِهم إفْرَاغاً لا تَلْبَثُ أَنَّ تَطْلُع عليها شَمْسُ المَشْرقِ فَتَمْحُوها، كَأَنْ لم تكن، وأَنَّ مكان المدنيةِ الغربيّة من نُفوسِهم مَكانُ الوجهِ من المرآةِ؛ إذا انحرف عنها زالَ خيالُه مِنها. فلم أَشَأْ أَنْ أُفارِقَ ذلك الصَّدِيق، وَلَبِسْتُهُ على عِلاَّتهِ وفاءً بِعَهْدهِ السَّابقِ، وَرَجاءً لِغَدهِ المُنْتَظَرِ مُحْتمِلاً في سبيل ذلك مِنْ حُمْقهِ وَوَسْوَاسهِ وفَسَادِ تَصَوُّراتهِ، وَغَرَابةِ أَطْوارهِ، ما لا طَاقَةَ لِمِثْلي بِاحْتِمَالِ مِثْلِه. حتّى جاءَني ذاتَ ليلةٍ بداهِيَةِ الدّوَاهي، وَمُصِيبَةِ المَصائِبِ، فكانَتْ آخِرَ عَهْدي به!!. دخلتُ عليهِ فرأَيتُه واجِماً مُكْتِئباً، فَحَيْيُتُه، فَأَوْمَأَ إِليَّ بالتحيةِ إيماءً فسألتُه: ما بالُه؟ فقال: ما زِلْتُ مُنْذُ الليلةِ مِنْ هذه المَرْأَةِ في عَنَاءِ لا أَعْرِفُ السَّبيلَ إلى الخلاصِ منه، ولا أدْري مَصِير أَمْري فيهِ. قلتُ: وأَيُّ امرأةٍ تريدُ؟ قالَ: تِلْكَ التي يُسَمَّيها الناس زَوْجَتي وأَسَمّيها الصَّخْرَةَ العاتِيَةَ الْقَائِمَة في طريقِ مطالبي وآمالي. قلتُ: إِنَّكَ كثيرُ الآمالِ يا سيّدي، فعن أَيٍّ آمالِكَ تُحَدَّثُ؟ قال : ليسَ لي في الحياةِ إِلاَّ أَمَلُ واحدٌ، وهو أَنْ أُغْمِضَ عَيْني ثُمَّ أَفْتَحُها فلا أرى بُرْقعاً على وَجْهِ امْرَأةٍ في هذا البَلَدِ. قُلْتُ: ذَلِكَ ما لا تَمْلِكُهُ، ولا رَأْيَ لكَ فيهِ. قال: إِنَّ كثيراً مِنَ النّاس يَرَوْنَ في الحِجَابِ رَأْيي، وَيَتمنَّوْنَ في أَمْرِهِ ما أَتَمَنَّى، ولا يَحُولُ بينَهم وَبينَ تَمْزيقهِ عن وُجوهِ نسائِهْم وإِبرازِِهِنَّ إِلى الرِّجالِ يُجَالِسْنَهم كما يَجْلِسُ بَعْضُهُنَّ إلى بعضٍ إلاَّ العَجْرُ والضَّعْفُ والهَيْبةُ التي لا تَزالُ تُلِمُّ بنفس الشرقي كُلَّما حاوَلَ الإقْدامُ على أَمْرٍ جَدِيدٍ، فرأَيْتُ أَنْ أكون أَوَّلَ هادم لهذا البناءِ العاديِّ القديم الذي وقف سَدَّاً دونَ سعادة الأُمَّةِ وارْتِقَائِها دَهْراً طويلاً، وأَنْ يَتِمَّ على يَدِي مِنْ ذلك ما لم يَتِمَّ على يَدِ أحدٍ غَيْري من دُعاةِ الحرية وأَشْيَاعِها، فَعَرَضْتُ الأمْرَ على زَوْجَتي فَأَكْبَرَنْهُ وأَعْظَمَتْهُ وَخيِّلَ إَلْيها أَنّني جئْتُها بِنَكَبَةٍ من نَكَباتِ الدَّهْرِ أَو رَزيَئةٍ من رَزَايَاه، وزَعَمَتْ أَنّها إِنْ بَرَرْتْ إلى الرّجالِ فإنها لا تستطيعُ أَنْ تَبْرُزَ إلى النِّساءِ مِنْ بعدِ ذلكَ حياءً مِنْهُنَّ وخَجَلاً، ولا خَجَلَ هناك ولا حَيَاء ولكنّهُ الموتُ والجمودُ والذُّل الذي ضَرَبَهُ اللّهُ على هؤْلِيَاهِ النِّساءِ في هذا البَلَدِ أَنْ يَعِشْنَ في قُبورٍ مُظْلِمَةٍ مِنْ خُدوِرِهِنَّ حتى يأتيهن الموتُ فَيَنتقِلْنَ مِنْ مَقْبَرةِ الدُّنْيَا إِلى مَقْبَرة الأُخْرى، فَلَاَ بُدَّ لي أَنْ أَبْلُغَ أُمْنِيَتي، وَأَنْ أُعالِجَ هذا الرَّأْسَ آلْقَاسِيَ المُتَحَجِّرَ عِلاجاً يَنْتَهي بإِحْدى الحُسْنَيَيْنَ، إِمَا بِكـسْرهِ أو بِشِفائِهِ! فَوَرَدَ عَلَيَّ من حَديثهِ ما مَلأَ نَفْسي هَمّاً وَحُزْناً، ونظرتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ الرَّاحمِ الرّاثي، وَقُلْتُ له: أَعالِمٌ أَنْتَ أَيُّها الصَدِيقُ ما تَقولُ. قال: نعم أَقولُ الحقيقةَ التي َأَعْتَقِدُها وَأَدينُ نَفْسِي بها وَاقِعةً من نَفْسِكَ ونُفُوسِ النَّاسِ جَمِيعاً حَيْثُ وَقَعَتْ. قلت: هل تَأْذَنُ لي أَنْ أقول لك إِنَّكَ عِشْتَ بُرْهَةً من الزّمَانِ في دِيَارِ قَوْمٍ لا حِجَابَ بَيْنَ رِجالِهِمْ وَنَسائِهِمْ، فهل تَذْكرُ أن نَفْسَكَ حَدَّثَتْكَ يوْماً مِنَ الأيام وأنت فيهم بالطَّمَعِ في شَيْءٍ مِمّا لا تَمْلِكُ يمينُكَ فَنِلْتَ ما تَطْمَعُ فيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعرَ مالِكُهُ؟ قال: رُبّما وَقَعَ لي شَيٌْ من ذلك فَماذا تريد؟ أُريدُ أَنْ أَقولَ لكَ: إنّي أخافُ على عِرْضِكَ أن يُِلِمَّ به مِنَ الرِّجالِ. ما ألم بأَعْرَاضِ الرّجال مِنْكَ!. قال: إِنَّ المرأة الشَّريفة تَسْتَطيعُ أَنْ تَعِيشَ بينَ الرِّجالِ مِنْ شَرَفِها في حِصْنٍ حَصينٍ لا تَمْتَدُّ إلَيْهِ الأَعناق. فَتَدَاخَلَي ما لم أَمْلِكْ نَفْسي مَعَه وقُلْت: تلكَ هي الخُدعَةُ التي يَخْدَعُكُمْ بها الشَّيْطانُ أَيُّها الضُعَفاءُ، والثُّلْمَةُ التي يعثر بِهَا في زَوَايا رؤُوسِكُمْ فَيَنْحَدِرُ منها إِلى عُقولِكُمْ وَمَدَارككم َفَيُفْسِدُها عَلَيْكُمْ، َفَالشَّرَفُ كَلِمةٌ لا وجود لها إلا في قَوَامِيس اللّغَةِ وَمَعَاجِمها، فإنْ أَرَدْنا أنْ نفتش عنها في قُلوبِ النَّاسِ وَأَفئِدَتِهم فإِنّا لانَجِدُها، والنَّفْسُ الإِنسَانيةُ كالغديرِ الرَّاكدِ لا يزالُ صافيَاً رائِقاً حتى يَسْقُطَ فيه حَجَرٌ، فإذا هو مُسَتَنقعٌ كَدِرٌ. وَالْعِفَّةَ لونٌ من أَلْوانِ النفس، لا جوهرٌ من جَوَاهِرها، وقَلَّما تَثْبُتُ الألوانُ على أشِعَّةِ الشَّمسِ المُتَساقِطَةِ. قال: أتذكرُ وُجودَ العِفَّةِ بين الناسِ؟. قلت: لا أُنْكِرُها لإِنّي أَعْلَمُ أَنَّها مَوْجُودةٌ بينَ البُلْهِ وَالضُّعَفاءِ والمُتَعَملين، ولكِنّي أُنْكَرُ وُجودَها عند الرَّجُلِ القادر المُخْتَلِبِ، الْمَرْأَةِ الحَاذِقَة المُتَرَفَّقةِ إِذَا سَقَط مِنْ بينِهما الحِجَابُ وَخَلا وَجْهُ كل مِنْهُما لِصَاحِبهِ!. في أَيّ جوٍّ مِنْ أَجْواءِ هذا البَلَدِ تُرِيدونَ أَنْ تَبْرُزَ نِساؤُكُمْ لِرجَالِكم؟! أَفي جَوِّ المُتَعلِّمين وفيهِمْ من سُئِل مَرَّةً: لِمَ لَمْ يَتَزَوَّجُ؟ أَجَابَ: نساءٌ الأُمَّةِ جميعاً نِسائِي!!!. أَمْ في جَوِّ الطلبة وفِيهِمْ مَنْ يَتَوارَى عَنْ أَعْيُنِ خِلانه وأترابه حَيَاءً وَخَجلاً إن خلت مِحْفَظَته يوماً من الأيام من صور عشيقاته وخليلاته أو أقفرت من رسائل الحب والغرام؟! أَمْ في جَوِّ الرَّعاعِ وَالْغَوْغاءِ وَكَثِيرٌ منْهُم يَدْخُلُ البيت خادِماً ذَلِيلاً، ويَخْرُجُ منه صِهْراً كريماً؟! وَبَعْدُ: فَما هذا الْوَلَعُ بقصّةِ المرأةَ، وَالتَّمَطُّقُ بحدِيثها، والقِيامُ والقُعودُ بِأَمُرِها، وَأَمْرِ حِجَابِهَا وَسُفورِها، وحُرِّيَّتها وَأَسْرِها؟ كَأَنَّما قد قُمْتُمْ بِكُلِّ حَقٍّ واجبٍ لِلأُمّةِ عَلَيْكُمْ في أَنْفُسِكم فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْ تُفيضوا مِنْ تِلْكَ النِّعمِ على غَيْرِكم!. '''هَذِّبُوا رجَالكُم قَبْلَ أَنْ تُهَذِّبُوا نِساءَكُم، فإِن عَجَزْتُمْ عَنْ الرّجَالِ َفَأَنْتُمْ عَنِ النِّساءِ أَعْجَزُ.''' َأبْوَابُ الفَخْرِ أَمامَكُمْ كَثِيرةٌ، فَاطْرُقُوا أَيّها شِئْتُم وَدَعُوا هذا البابَ مُوْصَدَاً فإِنَّكُمْ إن فَتَحْتُمُوهُ فَتَحْتُمْ على أَنْفُسِكم وَيْلاً عَظِيماً وَشقاءً طَويلاً. أَروني رَجُلاً واحِداً مِنْكم يستطيع أَنْ َيَزْعَمَ في نفسهِ أَنّهُ يَمْتَلِكَ هَواهُ بَيْنَ يَدَيْ امرأةٍ يَرْضَاها َفأصَدِّقُّ أنَّ امْرَأةَ تستطيعُ أنْ تَمْتَلِكَ هَواها بَيْنَ يَدَيْ رَجْلٍ ترضاهُ؟! '''إِنَكُمْ تكلفونَ المَرْأَةَ ما تَعْلَمُونَ أَنّكُمْ تَعْجَزونَ عَنْهُ، وتَطَلُبونَ عِنْدَها ما لا تعرفونه عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ.''' فَأَنْتُمْ تُخاطِرونَ بها في مَعْرَكةِ الحياةِ مُخاطرةً لا تَعْلَمون: أَتَرْبحونَها مِنْ بَعْدِها أمْ تَخْسَرونَها؟ وما أَحْسَبكُمْ إلا خاسرين. ما شَكَتِ المَرْأَة إِلَيْكُمْ ظُلْماً، ولا تقدمت إلَيكم في أَنْ تَحُلُّوا قَيْدَهَا، وَتُطْلِقُوها مِنْ أَسْرِها، فما دُخولُكُمْ بيَنها وبِينَ نفسِها؟ وما تَمَضُّعُكُمْ ليلَكُمْ وَنَهارَكُمْ بقَصَصِها وَأَحاديثها!؟ إِنّها لا تَشكو إِلاَّ فُضولكُمْ وإِسْفَافَكُمْ، ومضايقتكم لها، وَوقُوفَكُمْ في وَجهِها حيثُما سارَتْ وأَيْنما حلَّتْ، حَتّى ضاقَ بها وَجْهُ آلفضاء فلم تَجِدْ لها سَبِيلاً إِلاَّ أَنْ تسجُنَ نَفْسَها بِنَفْسِها في بيتِها فَوْقَ ما سَجَنَها أهلُها، فَأَوْصَدَت من دونِها بابَها، وأَسْبَلَتْ أَستارَها، تَبَرُّماً بكُمْ، وفِراراً مِنْ فُضولكم، فَوَاعجباً لكم تَسْجُنُونَها بأَيدِيكم ثُمَّ تَقِفون على بابِ سِجْنها تَبْكونَها وَتَنْدُبُونَ شَقَاءَها!! إِنَّكم لا تَرْثونَ لها بَلْ تَرْثُونَ لأَنْفْسِكُمْ، ولا تَبْكُونَ عليها بل على أيامٍ قَضَيْتُموها في ديار يَسيلُ جَوُّها تَبَرُّجاً وسفوراً، وَيَتَدَفَّقُ حُرِّيةً واسْتهْتاراً وَتَوَدُّونَ بِجَدْع الأَنْفِ لو ظَفِرْتُمْ هنا بهذا الْعَيْشِ الّذي خلَّفْتُموهُ هناك!. لقد كُنَّا وكانتِ العِفَّةُ في سِقاءٍ من الحِجَابِ مَوْكُوءٍ، فما زِلْتُم بهِ تَثقُبُونَ في جَوَانِبهِ كُلَّ يَوْم ثُقْباً، والعِفَّةُ تَتَسَلّلُ منه قَظْرَةً قَطْرَةً حتى تَقَبَّضَ وَتَضاءَلَ، ثُمَّ لَمْ يَكْفِكُمْ ذلك مِنْهُ حَتّى جِئْتُم اليَوْمَ تُرِيدُونَ أَنْ تَحُلُّوا وِكاءَهُ حَتّى لا تَبْقَى فيه قَطْرةٌ واحِدَةٌ. عَاشَتِ المرأةُ المصريةُ حِقْبَةً مِنْ دَهْرِهَا هادئةً مُطمَئِنَّةً في بَيْتِها، رَاضِيَةً عَنْ نَفْسِها وعَنْ عَيْشِها، ترى السَّعادَةَ كُلَّ السّعادَةِ في واجبٍ تؤديه لِنفْسِها، أو وَقْفَةٍ تَقِفُها بين يَدَيْ رَبِّها، أو عَطْفَةٍ تَعْطِفُها على وَلَدِها، أَوْ جَلْسَةٍ تَجْلِسُها إلى جارَتِها فَتَبُثُّها ذاتَ نَفَسِها، وتَسْتَبِثُّهَا سَرِيرةَ قَلْبِها، وترى الشَّرَف كُلَّ الشَّرَفِ في خُضوعِها لأَبِيها، وَائْتِمَارِهَا بأمْرِ زَوْجِها، وَنُزُولِها عِنْدَ رِضاهما. وكانت تَفْهَمُ معنى الحب وَتَجْهَلُ معنى الغرام، فَتُحِبُّ زوجَها لأَنَّهُ زوجُها، كما تُحِبُّ وَلَدَها لِأِنَّهُ ولدُها، فإِنْ رَأَى النِّساءُ غَيْرُها أَنَّ الحُبَّ أَساسُ الزواجِ، رَأَتْه هي أَنَّ الزَّواجَ أساسُ الحُبَّ، فَقُلْتُم لها:َ إِنَّ هؤلاءٍ الّذين يَسْتَبِدُّونَ بأَمْرِكِ مِنْ أَهْلِكِ لَيْسوا بِأَكْبَرَ مِنْكِ عَقْلاً، ولا أَفْضَلَ رَأْياً، وَلَا أَقْدَرَ على النَّظَرِ لَكِ مِنْ نَظَرِكِ لِنَفْسِكِ، فلا حَقَّ لهم في هذا السُّلْطانِ الّذي يَزْعَمُونَه لأنفسِهم عَلَيْكِ، فازْدَرَتْ أَباها، وتمردت على زَوْجِها، وأَصْبَحَ البيتُ الذي كان بالأَمْسِ عُرْساً مِنْ الأَعراسِ الضاحكة مَناحةً قائِمةً لا تَهْدَأُ نارُها، ولا يَخْبو أُوارُها. وقُلْتُمْ لها: لا بُدَّ لكِ أَنْ تَخْتارِي زَوْجَكِ بِنَفْسِكِ حَتِّى لا يَخْدَعَكَ أَهْلُكِ عن سَعادَةِ مستقبلكِ فاخْتارَتْ بِنَفْسِها أَسْوأَ مِمَّا اخْتارَ لها أَهْلُها فلم يَزِدُ عمر سَعادَتِها على يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ الشَّقَاءُ الطَّويلُ بعدَ ذلك والْعَذَابُ الأَليم. وقلتم لها: إِنَّ الحبَّ أَساس الزَّواج، فما زالَتْ تقلب عَيْنَيْها في وُجوه الرِّجالِ مُصَعِّدَةٍ مُصَوِّبَةً حَتّى شَعَلَها الحُبُّ عن الزَّوَاجِ!. وقُلتُمْ لها: إِنَّ سعادةَ المَرْأَةِ في حَياتِها أَنْ يَكُونَ زوجها عشِيقَها، وما كانَتْ تَعْرِفُ إِلاَّ أنّ الزوج غيرُ العشيقِ، أصْبَحَتْ تَطْلُبُ في كُلِّ يَوْمٍ زَوْجَاً جَدِيداً يُحْيي مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ ما أَمَاتَ الْقَدِيمُ. فلا قَدِيماً اسْتَبْقَتْ وَلا جَدِيداً أفادَتْ. وقُلْتُمْ لها: لا بُدَّ لكِ أنْ تَتَعَلَّمي لِتُحسِني تَرْبِيَةَ وَلَدِكِ والقِيَامَ على شؤونِ بَيْتِكِ، فتعلَّمت كل شَيْءٍ إِلاَّ تَرْبِيَةَ وَلَدِها والقِيَامَ على شُؤونِ بَيْتِها!. وقلتم لها: إِنَّا لا نَتَزَوَّجُ مِنَ النِّساء إِلاَّ مَنْ نُحِبُّها وَنْرَضاها، وَيُلائمُ ذَوْقُها ذَوْقَنا، وشُعورُها شُعورَنا، فكانَ لا بُدَّ لَهَا أَنْ تَعْرِفَ مَوَاقِعَ أهْوائِكُمْ، وَمَسارِحَ أَنظاركم، لَتَتَجَّملَ لَكُمْ بِمَا تُحِبُّونَ، فَرَاجَعَتْ فِهُرِسَ أَعمالكم في حياتكم صفحةً صفحةًَ فَلَمْ تَرَ فيهِ غَيْرَ أسْماءِ الْخَلِيعاتِ المُسْتَهْتِرَاتِ، وَالضَّاحِكَاتٍ اللَّاعباتِ، والإِعجابَ بِهِنَّ، والثناءَ على ذَكائِهنّ وفِطْنتِهِنَّ، فَتَخَلَّعَتْ واسْتَهْتَرَتْ لِتَبْلُغ رِضاكُم، وَتَنْزِلَ عِنْدَ مَحَبَّتكُمْ، ثُمَّ تَقَدَّمَتْ إلَيْكُمْ بِهذا الثَّوبِ الرَّقيقٍِ الشَّفَّافِ تَعْرِضُ َنَفْسَها عَلَيْكُمْ عَرْضاً كما يَعْرِضُ النَّخَّاس أَمَتَهُ في سوق الرَّقِيقٍ َفأَعْرَضْتُم عنها، وَنَبَوْتُمْ بها. وَقُلْتُمْ لها: إِنَّا لا نتزوج النِّسَاء الْعاهِرَاتِ، كَأَنَّكم لا تُبالُونَ أَنْ يَكُونَ نِسَاءُ الأُمَّةِ جميعاً ساقِطاتٍ إِذَا سَلِمَتْ لَكُم نساؤُكُمْ، فَرَجَعَتْ أَدْرَاجَهَا خَائِبَةً مُنْكَسِرَةً، وَقَدْ أَباها الخليعُ، وتَرَفَّع عنها المُحْتَشِمْ، فَلَمْ تَجِدْ بَيْنَ يَدَيْها غَيْرَ بابِ السُّقوطِ فَسَقَطْتَ. وهكذا انتشرتِ الرَّيبةُ في نُفوسِ الأمَّةِ جَميعِها، وَتَمَشَّتِ الظُّنُونُ بَيْنَ رجَالِها ونِسَائِها،َ فَتَحاجَرَ الْفَرِيقَانِ، وَأَظْلَم الْفَضَاءُ بينَهما، وَأَصْبَحَتْ البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرَّائِي إِلاَّ رِجالاً مُتَرَهِّبينَ وَنسَاءً عانِساتٍ. ذلك بكاؤكم على المَرْأَةِ أيها الرَّاحِمُونَ، وهذا رِثاؤُكُم لَهَا، وَعَطْفُكُمْ عَلَيْهَا!. نَحْنُ نعلم كما تعلمونَ أَنَّ الْمَرأة في حاجةٍ إلى العلم فَلْيُهَذِّبها أَبُوها أَوْ أًخُوها، فَالتَّهْذِيبُ أَنْفَعُ لَهَا منَ الْعِلْمِ، وإِلى اخْتِيَارِ الزَّوجِ الْعادِلِ الرَّحيمِ، فَلْيُحْسِنِ الآباءُ الاختيارَ لبناتهم وَلْيُجْمِلِ الأَزْوَاجُ عِشرة نِسائِهِمْ، وإِلى النُّور والهواء تبرزُ إِليهما، تتمتعُ فيهِما بنعمةِ الحياة، فَلْيَأْذَنْ لها أَوْلياؤُها بذْلِكَ، وَلْيُرَاِفقْها رَفِيقٌ مِنْهُم في غَدَوَاتِهَا ورَوْحَاتِهَا كما يُرافِقُ الشَّاة رَاعِيها خَوْفاً عليها من الذِّئاب، فإِنْ عَجَرْنا عن أَنْ نَأْخُذَ الآباء والإخوة والأَزْواجَ بذلك، فلننفض أيْدِيَنا مِنَ الأُمَّةِ جَمِيعِها: نِسَائِها وَرِجالِها. '''فَلَيْسَتِ الْمَرْأَةُ بِأَقْدَرَ عَلَى إِصلاحِ نَفْسِها مِنَ الرَّجُلِ على إِصْلاحِها.''' أَعْجَبُ مَا أَعجَبُ له من شؤونِكم أَنَّكُم تعلمتم كل شيءٍ إِلاّ شيئاً واحداً هو أَدنى إِلى مَدَارِكِكُمْ أن تَعْلَموه قبل كل شيءٍ، وهو أَنَّ لِكُلِّ تُرْبَةٍ بان نَباتاً يَنْبُتُ فيها، وَلكل نباتٍ زمَناً ينمو فيهِ. رأَيتم العلماء في أُوروبا يشتغلون بِكَمَالِيَّاتِ العُلومِ بَيْنَ َأُمَمٍ قد فَرَعَتْ مِنْ ضَرورِياتِها، فاشتغلتم بِها مِثْلَهم في أُمَّةٍ لا يزالُ سَوَادُها الأَعْظَمُ في حاجةٍ إِلى مَعْرِفَةِ حُروفِ الهِجَاءِ. وَرَأيتم الفلاسفة فيها يَنْشُرونَ فلسفة الكفرِ بينَ شُعوبٍ ملحدةٍ، لها مِنْ عُقولِها وآدابِها ما قد يُغْنيها بَعْضَ الغَنَاء عن إِيمانِها، فَاشْتَغَلْتُم بِنَشْرِها بين أَمَّةِ ضَعيفةٍ ساذَجةٍ لا يُغْنيها عن إِيمانِها شَىْءٌ. ورأَيتم الرجلَ الأُوروبيَّ حُرَّاً مُطْلَقاً يفعلُ ما يَشاءُ وَيَعيشُ كما يُريدُ لأَنَّهُ يَسْتَطيعُ أَنْ يَمْلِك نَفْسَهُ وخُطُواتِهِ في الساعةِ الّتي يَعْلَمُ فيها أَنَّه قَدْ وَصَلَ إِلى حُدود الحُرِّيَة التى رَسَمَها لِنَفْسِهِ فلا يَتَخَطَّاهَا، فَأَرَدْتُمْ أَنْ تَمْنَحُوا هذه الحُرِّيّة نَفْسَهَا رَجُلاً ضعيفَ الإِرادةٍ والعزيمةِ، يَعيشُ من حياتِه الأدبيّةِ على رَأْسِ مُنْحَدَرٍ زَّلِقٍ، فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُهُ مَرَّةَ انْحَدَرَ مِنْ حيث لا يَسْتَطِيعٌ أَنْ يَسْتَمْسِكَ حتى يبلغ الهُوَّةَ وَيَتَرَدَّى في قَرارَاتِها. ورَأَيتم الزوجَ الأُوروبيَّ الّذي أطفأت البيئة غيرته وَأزَالَتْ خُشونَةَ نَفْسِهِ وحُرْشَتِها يَسْتَطِيعُ أَنْ يرى زَوْجَتَهُ تُخَاصِرُ مَنْ تَشاءُ من الرِّجال، وتُرافِقٌ مَنْ تَشاءُ، وتَخْلو بِمَنْ تَشَاءُ، فيقف أمام ذلك المَشْهَدِ موقفَ الجامدِ المُتَبَلِّدِ، فَأَرَدْتُم مِنَ الرجلِ، الشَّرقِيّ الْغَيورِ المُتَلَهّب أَنْ يقف مَوْقِفَهُ، وَيَسْتَمْسِكَ اسْتِمْسَاكَهُ!. ورأيتم المَرأَةَ الأوروبيّةَ الجريئة المُتَفِّيةَ تَسْتَطِيعُ في بَعْض موَاقِفِها بينَ الرِّجالِ أنْ تحتفِظَ بِعِصْمَتِها! فَأَرَدْتُمْ مِنَ المَرأَةِ المصرية الضَّعيفةِ السَّاذَجَهِ أنْ تَبْرُرَ للرِّجالِ برُوزَها، وَتَحْتَفِظَ بنَفْسِها احْتِفَاظَها!. ْ وكُلُّ نَبَاتٍ يُزْرَعُ في أَرضٍ غَيْرِ أَرْضِهِ،َ أو ساعَةٍ غير ساعَتهِ، إِمّا أنْ تَأْنَاهُ الأَرْضُ فَتَلْفِظَه، وَإِمَّا أَنْ يَنْشَبَ فيها فَيُفْسِدَها. إنَّا نَضْرَعُ إلَيْكُمْ باسْمِ [ خالق الأَرْضِ والسَّماءِ وَنُذَكِّرُكُمْ ] بِالشَّرَفِ الوَطَني وَالْحُرْمَةِ الدينيّةِ أَنْ تَتْرُكوا تلك البقَّيةَ الباقَيةَ مِنْ نِسَاءٍ الأُمَّةِ آمِناتٍ مُطْمَئِنَّاتٍ في بيوتهن، ولا تُزْعِجوهُنَّ بِأَحْلامِكُم وآلمالِكُمْ كَما أزعجتم من قَبْلَهُنَّ. '''فكل جرحٍ من جروحِ الأمَّة له دَوَاءٌ إلا جُرْحَ الشَّرفِ، فلا دَواءَ له'''، فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلوا! فَانْتَظِرُوا بَأَنْفُسِكُمْ قَليلاً رَيْثَما تَنْتَزعُ الأَيّامُ مِنْ صُدورِكم هذهِ الْغَيْرَةَ الّتي وَرِثْتُمُوها عَنْ آبائِكُمْ وَأْجَدادِكُمْ لتستطيعوا أَنْ تَعِيشُوا في حَيَاتَكُمْ الجديدة سعداءً آمنين. فَمَا زَادَ الْفَتى عَلَى أنِ ابْتَسَم في وَجْهي ابْتِسامَة الهُزْءِ والسُّخْرِيةِ، وقال: تلكَ حماقاتٌ ما جئنا إِلاَّ لِمُعَالَجَتها، فَلْنَصْطَبِرُ عَلَيها حَتّى يَقْضِيَ الله بَيْنَنا وبينها. فَقُلْتُ له: لَكَ أَمْرُكَ في نَفْسِكَ وفي أَهْلِكَ، فاصْنَعْ بِهِمَا ما تَشاءُ وَائْذَنَ لي أن أَقُولَ لَكَ: إِنّي لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَخْتَلِفَ إِلَيْكَ بعدَ اليومِ إِبْقاءً عَلَيْكَ وَعَلَى نَفْسِي لأَنّي أَعلم أَنَّ الساعةَ الّتي ينفرجُ لي فيها جانبُ سَتْرٍ مِنْ أَسْتَارِ بيتِكَ عَنْ وَجْهِ امرأةٍ من أَهلِكَ تَقْتُلُني حَياءً وَخَجَلاً. ثم انصرفت وكان هذا آخِرَ ما بيني وبينه. وما هي إِلاَّ أيامٌ قلائلُ حتى سمعتُ النّاسَ يتحدثونَ أَنَّ فُلاناً هَتَكَ السِّتْرَ في مَنْزلهِ بينَ نِسَائِهِ وَأَصْدِقائِهِ، وَأَنَّ بَيْنَه قَدْ أَصْبَحَ مَغْشِياً لا تَزالُ النِّعالُ خافِقةً ببَابِهِ. فَذَرَفَتْ عَيْني دَمْعَةً لا أعْلَمُ: هَلْ هِيَ دَمْعَةُ الغَيْرَةِ على العِرْضِ المُذال، أو الحُرْنٍ على الصديق المَفْقُود؟!!. مَرَّثْ على تلكَ الحادثة ثَلاثةُ أَعْوامٍ لا أزودُهُ فيها ولا يَزُورُني، وَلَا أَلْقاهُ في طريقهِ إِلاَّ قَليلاً فَأُحَيِّيهِ تَحِيَّةَ الْغَرِيب للْغَرِيبِ مِنْ حَيْثُ لا يَجْرِي لِمَا كان بَيْنَنَا ذِكْرٌ ثُمَّ أَنْطَلِقُ في سَبيلي. فإِنّي لَعَائِدٌ إِلى منزلي ليلةَ أَمْسٍ، وَقَذْ مضى الشَّطْرُ الأَوّلُ من الليل إِذ رَأَيْتُهُ خارِجاً مِنْ مَنْزلِهِ يَمْشي مَشْيَةَ المُضْطَرِبِ الحائِرِ، وَبِجانِبِهِ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنودِ الشُّرْطَةِ ، كَأَنّما هو يَحْرُسُهُ أو يَقْتَادُهُ، فأَهَمَّني أمْرُهُ، وَدَنَوْتُ مِنْهُ، َفَسَأَلْتُهُ عَنْ شأنِهِ؟ فقال: لاعِلْمَ لي بشَيْءٍ سِوى أنَّ هذا الجُنْدِيَّ قد طَرَقَ السَّاعة بَابِي يَدْعوني إلى مَخْفَرِ الشُّرَطةِ وَلا أَعْلَمُ لِمِثْلِ هذهِ الدَّعْوَةِ فِي مِثْلِ هذهِ السَّاعَةِ سَبَباً، وَمَا أنَا بالرَّجُلِ المُذْنِبِ وَلا المُريبِ، فَهَلْ أَسْتَطيعُ أَنْ أَرْجُوكَ - يا صَديقي الْقديمُ - بَعْدَ الّذِي كان بَيْني وَبَيْنَكَ أَنْ تَصْحَبَني اللَّيْلةَ في وَجْهي هذا، عَلَّني أَحْتَاجُ إِلى مَعونَتِكَ فيما قد يَعْرِضُ لِي هناك مِنَ الشُّؤونِ؟ َقُلْتُ: لا أَحَبَّ إِلَيَّ من ذلك؟ وَمَشَيْتُ مَعَه صامِتاً لا أُحَدِّثُهُ، ولا يقولٌ لي شَيْئاً، حتَّى شَعَرْتُ كَأَنَّهُ يُزَوِّرُ في نَفْسهِ كَلَاماً يُريدُ أن يُفْضيَ بِهِ إِلَيَّ فَيَمْنَعَهُ الخَجَلُ وَالْحَيَاءُ، فَفاتَحْتُهُ الحَديثَ وقلتُ له: أَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تتذكر ِلِهذهِ الدَّعوة سبباً؟ فنظر إِلَيَّ نظرةً حائرةً وقَال: إِنَّ أُخْوَفَ ما أَخافُهُ أن يَكُونَ قد حدث لِزَوْجَتِي الليلةَ حادِثٌ مُؤْلِمٌ، فَقَدْ رَابَني مِنْ أَمْرِها أنها لم تَعُدْ إلى مَنْزِلِها حتى الساعةَ، وما كان ذلك شَأْنَها مِنْ قَبْلُ!. قلت: أَمَا كانَ يَصْحَبُها أَحَدٌ؟ قال: لا. قُلْتُ: أَلَا تَعْلَمُ المكانّ الّذي ذهبت إِلَيه؟ قال: لا. قُلْتُ: وَمِمَّ تَخافُ عليها؟ قالَ: لا أَخافُ شَيْئاً سِوى أَنّي أَعْلَمُ أَنّها امرأةٌ غَيورٌ حَمقاءُ، فلعلَّ بعض النَّاس حَاوَل الْعَبَثَ بِهَا في طَريقِها فَشَرِسَتْ عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ بينَهما وَاقِعةٌ انتهى حَديثُها إِلى رِجَال الشُّرَطِة. وَكُنّا قد وصلنا إلى المَخْفَرِ، فَاقْتادَنا الجُنْدِيُّ إلى قاعة المَأَمُور، حتى صِرْنا بينَ يديهِ، فأشار إِلى جُنْدِيًّ أَمامَه إِشارةً لم نفهمها، ثُمّ اسْتَدنى الفَتى وقال له: يَسوؤني ياسيّدي أن أقول لك: إِنَّ رِجالَ الشُّرْطةِ قَدْ عَثروا اليلة في مكانٍ مِنْ أَمْكِنةِ الرَيبَةِ على رجلٍ وامرأَةٍ في حالٍ غَيْرِ صَالِحَةٍ فاقْنَادُوهُما إلى المَخْفَرِ، فَزَعَمَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ لَهَا بِكَ صِلَةً، فَدَعَوْنَاكَ لِتَكْشِفَ لنا الْحَقِيَةَ في أَمُرِها، وَأَمْرِ صاحِبِها، فَإِنْ كانَتْ صَادِقَةً أَذِنَّا لها بالانْصِرَافِ مَعَكَ: إِكْرَاماً لَكَ، وَإبْقَاءً على شَرَفِكَ، وإلَّا فَهِيَ امْرَأَةٌ فاجِرَةٌ لا نَجاةَ لَهَا مِن عقاب الفاجِرَاتِ، وهَا هُما وَراءَك فَانْظُرْهُما. وكانَ الجُنْدِيُّ قد جاءَ بِهِما مِنْ غُرْفَةٍ أُخْرى، فَنَظَرَ، فإِذًا المرأة زَوْجَتُهُ، وإِذَا الرَّجُلُ أَحَدُ أَصْدقائِهِ. فصرخَ صرخةً رَجَفَتْ لها جَوَانِبُ الْمَخْفَرِ وَمَلأَتْ نوَافِذَهُ وَأَبْوَابَهُ عُيوناً وآذاناً، ثُمَّ سَقَطَ فِي مكانِه مَغْشِياً عَلَيهِ. فَأَشَرْتُ على المَأْمُورِ أَنْ يُرْسِلَ الْمَرَْأَةَ إلَى مَنْزل أَبيها، فَفَعَل، وَأَطْلَقَ سَبِيلَ صَاحِبها، ثُمَّ حملنا الفتى في مَرْكَبةٍ إلى مَنْزلِه، وَدَعَوْنا الطَّبيبَ، فَقَرَّرَ أَنهُ مُصابٌ بِحُمَى دماغيّةٍ شديدةٍ، ولَبِثَ سَاهِراً بجانبهِ بقيّةَ الليلِ يُعَالجُهُ، حَتّى دَنَا الصَّبْحُ، فَانْصَرف على أَنْ يَعُودَ مَتَى دَعَوْنَاه، وعَهِدَ إِليَّ بِأَمْرِهِ، فَلَبِثْتُ بِجَانِبهِ أَرْثي لحالهِ، وَأنْتَظِرُ قَضَاءَ اللّهِ فيهِ، حتّى رأيتُهُ يتحركُ في مَضْجَعه، ثُمّ فَتحَ عَيْنَيْه، فَرَآني، فَلبِثَ شاخِصاً إِلَيَّ هُنَيْهَةً كَأَنَّمَا يحاولُ أَنْ يَقُولَ لي شَيْئاً، فلا يَسْتطيعُه، فَدَنُوْتُ مِنْه وقُلتُ: هَلْ من حاجةٍ يا سيّدي؟ فأَجابَ بصوتٍ ضعيفٍ خافِتٍ: حاجَتي أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيَّ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ. قُلْتُ: لن يَدْخُلَ عليك إلاَّ مَنْ تُريدُ. فَأَطْرَقَ هُنيِهَةَ ثم رَفَعَ رَأْسَهُ، فإِذَا عَيْناه مُبْتَلَّتَانِ بالدُّموع. فقلتٌ: ما بُكاؤُكَ يا سيّدي؟ قَالَ: أَتَعْلَمُ أَين زوجتي الآن؟ قلت : ومَاذَا تُرِيدُ منها؟ قال: لا شيءَ سِوَى أَنْ أقولَ لها: إِنّي عَفَوْتُ عنها. قلت: إنّها في بَيْتِ أَبيها. قال: وَارَحْمَتاه لها، ولأبيها، وَلِجَميعِ قَوْمِها، فَلَقَدْ كانوا قَبْلَ أَنْ يتَّصِلُوا بي شُرَفَاءَ أمْجاداً، فَألْبَسْتُهُمْ مُذْ عَرَفوني ثَوْباً مِنَ الْعَارِ لا تَبْلُوه الأَيّامُ. مَنْ لي بِمَنْ يُبَلَّغُهُمْ عَنّي جَميعاً أَنّي رَجُلٌ مَرِيضٌ مُشْرف، ووَأنّني أخشى لِقَاءَ اللّه إِنْ لَقِيتُهُ بِدِمَائِهِمْ، وَأَنّنى أَضْرَعُ إِليهم أَنْ يَصْفَحوا عَنَّي، وَيَغْتَفِروا ذَنْبي، قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ إِلَيَّ أَجَلي. لقد كنتُ أَقِسَمْتُ لِأًبيها يَوْمَ اهْتَدَيْتُها، أَنْ أَصُونَ عِرْضَها صِيَانَتي لِحَيَاتي، وَأَنْ أَمْنَعَها مِمَّا أَمْنَعُ منه نفسي، فَحَنِثْتُ في يَميني فَهَلْ يَغْفِر لي ذَنْبِي فَيَغْفِرَ لِيَ بِغُفْرانِهِ؟! إِنّها قتلتنى، وَلكنّى أَنَا الذّي وضعتُ في يَدِها الجِنْجَرَ الّذي أَغْمَدَتَهُ في صَدْري، فَلَا يَسْأَلْها أَحَدٌ عن ذَنْبي!. البيتُ بَيْتي، والزَّوْجَةُ زَوْجَتي، والصَّديقُ صَدِيقي، وأَنَا الّذي فتحتُ باب بيني لِصَديقي إلى زَوْجَتي، فَلَم يُذْنِبْ إِلَيَّ أَحَدٌ سِوَايَ. ثم أَمسكَ عن الكلامِ لحظةً، فنظرت إلَيْهِ، فإِذا سَحَابةٌ سوداء تَنْتَشِرُ َفَوْقَ جبينهِ شَيْئاً فَشَيْئاً، حتى لَبسَتْ وَجْهَهُ، فَزَفَرَ زَفْرةً جِلْتُ أَنَّها خرقتْ حِجَابَ قَلْبهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقولُ: آهٍ أَشَدَّ الظَلامَ أَمَامَ عَيْنَيَّ، وما أَضيقَ الدُّنيا فى وَجْهي، في هذهِ الغُرْفَةِ، على هذا المَقَعد، تحتَ هذا السَّقْفِ، كنتُ أَراهُما جَالِسَيْن يَتَحَدَّثانِ، فَتَمْتَلىءُ نَفْسي غِبْطَةً وَسُروراً، وَأَحْمَدُ الله على أَنْ رَزَقَني بِصَديقٍ وَفِيًّ يُؤْنِسُ زَوْجَتي في وَحْدَتِها، وزوجةٍ سَمْحةٍ كريمةٍ تُكْرِمُ صَديقي في غَيْبَتي، فقولوا للنّاسِ جميعاً: إِنَّ ذَلِكَ الرجُلَ الّذي كان يفخرُ بالأَمْسِ بِذَكَائِهِ وفِطْنِتِه ويزْعُمُ أَنّهُ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْزَمُهُمْ، قَدْ أصْبَحَ يعترفُ الَيْومَ أَنّه أَبْلَهُ إلى الغايةِ من البلاهةِ، وغَبِيٌّ إلى الغايةِ التي لا غايةَ وَراءَها!. َوالهَفَاً على أُمَّ لَمْ تَلِدْني، وَأَبٍ عاقرٍ لاَ نَصِيبَ له في البَنِين!. لَعلّ الناسَ كانوا يعلمونَ مِنْ أَمْرِي ما كُنْتُ أَجْهَلُ، ولعلهم كانوا إِذا مَرَرْتُ بِهِم يَتَنَاظَرونَ وَيَتَغَامَزونَ، وَيَبْتَسِمُ بَعْضُهم إلى بعضٍ أو يُحَدَّقَونَ إِليَّ وَيُطيلونَ النَّظَرَ في وَجْهِي لِيَرَوا كيف تَتَمثَّلُ البّلاهةُ في وَجْهي البُلْه، والغَبَاوَةُ في وُجوهِ الأَغْبِيَاءِ. ولعلّ الّذين كانوا يُطيفُون بي، وَيَتَودَّدُونَ إِلَيَّ من أَصْدقائِي إِنَّما كانُوا يَفُعلونَ ذلك مِنْ أَجَلِها لا مِنْ أَجْلي، ولَعَلَّهم كانُوا يُسْمُونني فيما بَيْنَهم وبينَ أَنْفُسِهم قَوَّاداً، ويُسَمُّون زَوْجَتِي مُومِساً وَبَيْتِي مَاخُوراً. فوَارَحْمَتاه لي إِنْ بَقِيثُ على ظَهْرِ الأَرْضِ بَعْدَ اليومِ ساعةً وَاحِدةً، وَوَالَهَفاً على زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايا قَبْرٍ عَميقٍ يَطْويني ويَطْوِي عَارِيَ مَعِي. ثُمَّ أَغْمَضَ عَيْنَيهِ وَعَادَ إِلى ذُهولِهِ وَاسْتِغْراقه. وهُنا: دَخلتِ الحجرةَ مُرْضِعٌ وَلَدِهِ تحملُهُ على يَدِهَا، حَتّى دَنَتْ بهِ مِنْ فِرَاشهِ، فَتَرَكَتْهُ وَانْصَرَفَتْ. فما زَالَ الطِّفْلُ يَدْبُّ على يَدَيْهِ حتى عَلا صَدْرَ أَبِيهِ، فَأَحَسَّ بهِ ففتحَ عَيْنَِيْهِ، فَرَآهُ، فَابْتَسَمَ لِمَرْآهُ، وَضِمَّهُ إِلَيْه ضَمَّةَ الرَّفْقِ وَالْحَنَانِ، وَأَدْنى فَمَهُ مِن وَجْههِ كَأَنّما يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهُ، ثُمَّ انْتَفَضَ فَجْأَةً، واسْتَسَرَّ بِشْرَهُ، وَدَفَعَهُ عنه بِيَدهِ دَفعاً شَدِيداً فَانْكَفَأَ على وَجْهِهِ يَبْكي ويصيح. وقال: أَبْعِدُوهُ عَنَّى، لا أعْرِفُهُ، لَيْس لي أولادٌ ولا نِسَاءٌ، سَلُوا أُمَّهُ عَنْ أبيه! أَيْنَ مكانه واذْهَبوا بهِ إليهِ، لا أَلْبَسُ العارَ في حَيَاتي وَأَتْرُكُهُ أَثَراً خالِداً وَرَائي بَعْدَ مَمَاتي. وَكَانَتِ المرضعُ قَدْ سَمِعَتْ صِيَاحَ الطفلِ فَعَادَتْ إليهِ وحملتهُ وذهبت به. فَسَمِعَ صَوْتَهُ وَهُوَ يَبْتَعِدُ عَنْه شيئاً فشيئاً فأنصت إليه واستعبر بَاكِيَاً، وَصَاحَ: أرجعوه إِليَّ. فَعادَتْ بِهِ المرضعُ، فتناوله من يَدها وَأَنْشأَ يُقَلِّبُ نَظَرَهُ في وَجْهِهِ ويقولُ: في سبيلِ اللهِ يا بُنَيَّ ما خَلَّفَ لك أَبُوكَ مِنَ اليُتْمِ، وَما خَلَّفَتْ لك أُمُّكَ مِنَ العارِ، فاغْفِرْ لَهُما ذَنْبَهُما إِلَيْكَ، فلقد كانت أُمُّكَ امرأَةً ضعيفةً فَعَجَزَتْ عَنِ احْتِمالِ صدمةِ القضاءِ فَسقَطَتْ، وكان أَبُوكَ حَسَنَ النَّيِّة فِي جَريمتهِ الَّتي اجْتَرَمَها، فَأَسَاءَ مِنْ حَيْثُ أَرَادَ الإِحْسَانَ. سَواءٌ أَكْنْتَ وَلَدي يا بُنَىّ أَوْ ولد الجريمةِ، فَإِنَّي قد سَعِدْتُ بكَ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْر، فَلَا أَنْسَى يَدَكَ عندي حَيّاً أو ميتاً!. ثم احتضنهُ إِلَْيهِ وقبَّلهُ في جبينه قُبلة، لا أَعلمُ: هَلْ هِيَ قُبْلَةُ الأَبِ الرَّحيم، أَوِ الرَّجُلِ الكَريمِ!. وكان قد بَلَغَ مِنَهُ الجَهْدُ، فَعَاوَدَتْهُ الْحُمَّى، وَغَلَتْ نَارُهَا في رَأْسِهِ، وما زال يثقلُ شيئاً فشيئاً حتى خِفْتُ عليه التلفَ، فَأَرسلتُ وَرَاءَ الطَّبيبِ، فجاءَ وَأَلْقَى عَلَيْهِ نَظْرةً طَويلةً، ثُمَّ اسْتَرَدَّها مَمْلوءَةً يَأْساً وحزناً. ثم بدأ يَنْزعُ نَزْعاً شَدِيداً وَيئِنُّ أَنيناً مُؤلِماً، فَلَمْ تَبْقَ عَيْنٌ مِنَ العيونِ المحيطةِ به إلاَّ ارْفَضَّتْ عن كُلَّ ما تستطيعُ أَنْ تَجُودَ بِهِ مِنْ مَدَامِعِها. فَإِنَّا لَجَُلُوسٌ حَوْلَهُ، وقد بَدَأَ الْمَوتُ يُسْبِلُ أَسْتَارَهُ السَّوْدَاءَ حَوْلَ سَرِيرِه، وَإِذَا بامرأَةٍ مُتَّزِرَةٍ بِإِزَارٍ أَسْوَدَ قد دخلتِ الحجرةَ وتقدمت نحوه بِبُطْءٍ حتى رَكَعَتْ بِجَانِبِهِ، ثُمَّ أَكَبَّتْ على يده الممتدة فوق صدره فَقَبَّلَتْها، وأَخذت تقول له: لا تَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيا وأَنت مُرْتَابٌ في وَلَدِكَ، فَإِنَّ أُمَّهُ تَعْتَرِفُ بين يَدَيْكَ، وأنت ذاهبٌ إلى رَبَّكَ تَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِها أنَّها وَإِنْ كَانَتْ دَنَتْ مِنَ الْجَرِيِمَةِ فَإِنَّها لَمْ تَرْتَكِبْها، فَاعْفُ عَنِّي يا وَالِدَ وَلَدي، واسْأَلِ الله عِنْدَما تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ أن يلحِقني بِكَ فَلَا خَيْرَ لي في الحياة من بَعْدِكُ. ثم انْفَجَرَتْ باكِيَةً، ففتح عَيْنْيهِ، وَأَلْقَى عَلَى وَجُهِهَا نَظْرَةً باسِمَةً كانَتْ هِيَ آخِرَ عَهْدهِ بالحياة، وقضى. الآنَ عْدْتُ مِنَ المَقبرةِ بعدَما دَفَنْتُ صَدِيقي بيَدي، وَأَوَدَعْتُ حُفْرَةَ القَبْرِ ذَلِك الشبابَ النَّاضِرَ، والرَّوْضَ الزَّاهِرَ. وجلستُ لِكِتَابةِ هذهِ السُّطورِ، وأَنا لا أَكَادَُ أَمْلِكُ مَدَامِعي وَزَفَرَاتي، فلا يُهَوَّنُ وَجْدي عليهِ إِلَّا أَنَّ الأُمَّةَ كانت على بِابِ خَطَرٍ مِنْ أَخْطارِها فَتَقَدَّم هو أَمامَها إلى ذلكَ الخَطَرِ وَحْدَه، فَاقْتَحَمَهُ، فمات شهيداً بَيْنَ يَديْها، فَنَجَتْ بِهَلاكِه. [تَمَّتْ] {{مطبوعة|:تصنيف:الحجاب:مطبوع}} [[تصنيف:الحجاب|*]] [[تصنيف:نسوية|*]] [[تصنيف:مؤلفات نظيرة زين الدين|*]] pqv260m5w8rmnvna2hm028llihjge8j مؤلف:نظيرة زين الدين 102 223324 405180 402459 2022-08-17T09:27:43Z Nehaoua 7481 wikitext text/x-wiki {{مؤلف}} {{أعمال محمية}} == مؤلفاتها == * الفتاة و الشيوخ * السفور و الحجاب * رسالتان إلى مقام الإنتداب من مؤلفة "الفتاة و الشيوخ" "و السفور و الحجاب" {{أعمال محمية}} 6qohshbhozxkkkt1fe5h1qwnvpxp1g8 فهرس:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf 106 223329 405162 403099 2022-08-17T06:19:00Z Dew 14235 proofread-index text/x-wiki {{:MediaWiki:Proofreadpage_index_template |المؤلف=[[مؤلف:نظيرة زين الدين |نظيرة زين الدين]] |العنوان=السفور و الحجاب |السنة=1928 |الناشر= |المصدر= |الصورة=[[File:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf |صفحة=1 |تصغير|]] |الصفحات=<Pagelist 1 = غلاف 2 = — 3 = عنوان 4 = — 5 =آيات 6 = — 7=اهداء 9=فهرس 10= فهرس 11= فهرس 12= فهرس 13= فهرس 14= فهرس 15 = فهرس 16 = فهرس 17= فهرس 18= فهرس 19= فاتحة الكتاب 20= فاتحة 21= فاتحة 22= تنبيه 23=1 /> |الملاحظات= }} [[تصنيف:نسوية]] [[تصنيف:الحجاب]] [[تصنيف:مؤلفات نظيرة زين الدين]] kkm8mg4u36slp72179tkzbhjjfcs1li ويكي مصدر:GUS2Wiki 4 223457 405145 404445 2022-08-16T12:10:02Z Alexis Jazz 47405 Updating gadget usage statistics from [[Special:GadgetUsage]] ([[phab:T121049]]) wikitext text/x-wiki {{#ifexist:Project:GUS2Wiki/top|{{/top}}|This page provides a historical record of [[Special:GadgetUsage]] through its page history. To get the data in CSV format, see wikitext. To customize this message or add categories, create [[/top]].}} البيانات التالية مخزنة، وكان آخر تحديث لها في 2022-08-16T05:37:12Z. العدد الأقصى للنتائج المخزنة هو {{PLURAL:5000||نتيجة واحدة|نتيجتان|5000 نتائج|5000 نتيجة}}. {| class="sortable wikitable" ! الإضافة !! data-sort-type="number" | عدد المستخدمين !! data-sort-type="number" | مستخدمين نشطين |- |Autopurge || 4 || 1 |- |BandeauxPortails || 56 || 4 |- |BiDiEditing || 81 || 3 |- |Cat-a-lot || 35 || 5 |- |GoogleOCR || 23 || 1 |- |HotCat || 123 || 6 |- |Popups || 69 || 1 |- |TemplatePreloader || 93 || 4 |- |UTCLiveClock || 11 || 1 |- |directLinkToCommons || data-sort-value="Infinity" | افتراضي || data-sort-value="Infinity" | افتراضي |- |wikEd || 88 || 2 |} * [[خاص:GadgetUsage]] * [[m:Meta:GUS2Wiki/Script|GUS2Wiki]] <!-- data in CSV format: Autopurge,4,1 BandeauxPortails,56,4 BiDiEditing,81,3 Cat-a-lot,35,5 GoogleOCR,23,1 HotCat,123,6 Popups,69,1 TemplatePreloader,93,4 UTCLiveClock,11,1 directLinkToCommons,default,default wikEd,88,2 --> 5k2350z0vcucozwm3pix01kzm0j0hb1 صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/36 104 224394 405157 405057 2022-08-17T00:00:56Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="Dew" />١٤ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude>ايتها السلطات الحرة الكريمة . اناديك ايّ انت وان كنت. اناديك لتسجلي لك نشر النور لا لتسجلي تثبيت الظلام الباقي من الدور المظلم لقد يلي بعضنا في هذا الشرق بظلمات اربع : ظلمة نقاب من نسيج ، وظلمة نقاب من جهل ، وظلمة نقاب من رياء ، وظلمة نقاب من جمود . فامسينا في ظلمات بعضها فوق بعض ، وامست النقب تهولنـا حتى نكاد نخشى ان يسدل الشرق نقابا بيننا وبين حقيقتك النيرة ، حقيقتك التي من اجلها لقبت بأم المدنية وأم النور . أنا لا نريد ان تظهري عندنا الا كما انت بوجهك المتألق ، ذلك ما يجعل وجودك بيننا نعمة لا تكفر بل ينولها بذكرها في العالمين وتشكر . وهكذا تريد المرأة أن تظهر حررت ايتها السلطة الفكر ، والارادة ، واللسان والقلم، والاعتقاد. وحررت العبيد ، وازلت الاستعباد من الدنيا. اما المرأة المسلمة فلا تطلب منك ان تحرريها ، فهي كما لا يخفى عليك حرة في كتاب الله ، حرة في اوامر رسوله ، حرة في الشريعة ، حرة في القانون حرة في مبادى الاجتماع العليا ، حرة في حقوق البشر المعلنة ، حرة مثل كل انسان · حرة مثل كل امرأة ، وانما تطلب ان يكون للقانون المسنون حياة بنفوذ لامرد له . ان القانون روح السلطة وروح الاجتماع الناطقة ، فكما ان الروح آمرة مطلقة على أعضاء الجسد كذلك القانون انما هو الأمر المطلق على اعضا، السلطة والاجتماع ، ولا يسوغ لعضو من هذا او من تلك ان يخالف امر تلك الروح المرضية . ولا يسوغ ان يجد الهوى او الاستبداد الى عضو<noinclude><references/></noinclude> 38mioyj89r1ghh55n8dhvfxr9oj8j9f 405169 405157 2022-08-17T07:28:07Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="Dew" />١٤ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude>ايتها السلطات الحرة الكريمة . اناديك ايّ انت وان كنت. اناديك لتسجلي لك نشر النور لا لتسجلي تثبيت الظلام الباقي من الدور المظلم لقد يلي بعضنا في هذا الشرق بظلمات اربع : ظلمة نقاب من نسيج ، وظلمة نقاب من جهل ، وظلمة نقاب من رياء ، وظلمة نقاب من جمود . فامسينا في ظلمات بعضها فوق بعض ، وامست النقب تهولنـا حتى نكاد نخشى ان يسدل الشرق نقابا بيننا وبين حقيقتك النيرة ، حقيقتك التي من اجلها لقبت بأم المدنية وأم النور . أنا لا نريد ان تظهري عندنا الا كما انت بوجهك المتألق ، ذلك ما يجعل وجودك بيننا نعمة لا تكفر بل ينولها بذكرها في العالمين وتشكر . وهكذا تريد المرأة أن تظهر حررت ايتها السلطة الفكر ، والارادة ، واللسان والقلم، والاعتقاد. وحررت العبيد ، وازلت الاستعباد من الدنيا. اما المرأة المسلمة فلا تطلب منك ان تحرريها ، فهي كما لا يخفى عليك حرة في كتاب الله ، حرة في اوامر رسوله ، حرة في الشريعة ، حرة في القانون حرة في مبادى الاجتماع العليا ، حرة في حقوق البشر المعلنة ، حرة مثل كل انسان · حرة مثل كل امرأة ، وانما تطلب ان يكون للقانون المسنون حياة بنفوذ لامرد له . ان القانون روح السلطة وروح الاجتماع الناطقة ، فكما ان الروح آمرة مطلقة على أعضاء الجسد كذلك القانون انما هو الأمر المطلق على اعضاء السلطة والاجتماع ، ولا يسوغ لعضو من هذا او من تلك ان يخالف امر تلك الروح المرضية . ولا يسوغ ان يجد الهوى او الاستبداد الى عضو<noinclude><references/></noinclude> aox0o3wude0u13w3s3sfgc67pwhprhb صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/77 104 224433 405148 2022-08-16T22:02:42Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٧١}}{{سطر}}</noinclude>نجل الأمير بشير. وما أن وصل خبر هذا التراجع إلى الباشاوات في منتصف الطريق بين حمص وبين حماة حتى جدوا في أثره فلحقوا به في [[W:ar:الزراعة (القصير)|سهل الزرّاعة]] بالقرب من قرية [[W:ar:القصير (سوريا)|القصير]]. فدبّر إبراهيم خطته وجعل بينه وبين أخصامه ترعة ماء ثم شطر خيالته شطرين وركز خلف كل منها مدفعية كافية وأوهم خصمه أنه سيلزم خطة الدفاع. فانخدع الباشاوات وهجموا بكل ما لديهم. فلبثت الخيالة المصرية صامتة حتى إذا أصبح الخصم على مسافة معلومة ارتدت عليه بسرعة عجيبة والتفت حوله وعندئذ بدأت المدافع المصرية تقذف نيرانها فاصطادت الخيالة عساكر الباشاوات صيداً وقتلت منهم ما يقرب من الثلاث مئة فارتدوا على أعقابهم خائبين<ref>الأصول العربية: إبراهيم باشا إلى الأمير قاسم الشهابي ج ١ ص ۱۲۰ راجع أيضاً المحفوظات الملكية المصرية تقرير يوحنا بحري إلى الباشمعاون ج ۱ ص ۲۷۰-۲۷۳</ref>. وظنت أوساط المعارضة في لبنان أن دورها قد أتى فأصغت إلى إغراء محمد باشا والي حلب وإلى صوت بعض من التجأ إليه من زعمانها كأولاد الشيخ بشير جنبلاط والشيخ أسعد النكدي<ref>راجع بعض رسائل هؤلاء إلى النكديين وبيت الأعور وبني هلال في المحفوظات الملكية أيضاً ج ١ ص ۲٥۷-٢٦٠</ref> ووقعت من جراء ذلك مشادة بين بعض الدروز وبين بعض النصارى في دير القمر وفي المتن وفي زحلة. فكتب الشهابي الكبير إلى هؤلاء يتهددهم ورأى أن يستغل وجود إبراهيم باشا وجيشه في البقاع فقام من عكة إلى بتدين وأرسل عوضاً عنه الأميرين ملحم حيدر وفاعور قعدان الشهابيين ثم قام مع إبراهيم باشا على رأس قوة مصرية إلى دير القمر وأنزلها في دور النكديين فوقع الرعب في قلوب المعارضين وجاؤوا إلى بتـدين مستسلمين طائعين<ref>أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥۷۱ راجع أيضاً كتابنا مخطوطة القس أنطون الحلبي ج ١ ص ۱۳ و۱٥. اطلب أيضاً المحفوظات الملكية المصرية ج ١ ص ٢٨٤ و٢٨٦</ref>، وبعد أن قام إبراهيم باشا من بتدين إلى زحلة كتب إلى الشهابي الكبير أن يرسل بعض وجوه المعارضة إلى المعسكر في عـكة فأرسل الأمير من اللمعيين الأمير سعدالدين مراد والأمير بشير قايدبيه، ثم أرسل الأمير أمين أرسلان والشيخ حسين تلحوق والشيخ يوسف عبد الملك وأمر الوزير أيضاً بداهمة الأمير بشير الشهابي الصغير والأمير سلمان سيد أحمد والأمير حسن أسعد الشهابيين لأنه بلغه أنهم سينهضون لملاقاة عساكر السلطان<ref>تجد تفاصيل هذا كله في أخبار الأعيان أيضاً ص ٥۷۲-٥۷۳</ref>. ولكن هذا كله لم يمنع عدداً من النكديين ورجالهم من الفرار إلى حمص ومعهم الشيخ<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ahnbft4p4vy94uu68674tzsll33xxbt صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/78 104 224434 405149 2022-08-16T22:15:17Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٧٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>محمد القاضي الشهير ومن المحاربة مع الجنبلاطيين والعماديين هناك إلى جانب الدولة. فأمر إبراهيم باشا بهدم دور الذين توجهوا إلى حمص فنفذ أمره في كل من دير القمر و[[W:ar:كفرنبرخ|كفرنبرخ]] والمختارة<ref>المرجع نفسه. ويرى المؤرخان الإفرنسيان المعاصران كادالغان وبارو أن الأمير خليلاً ابن الشهابي الكبير كان يقوي هذه المعارضة ويقول قولها لأن والده كان قد قدم أخاه أميناً عليه فسلمه مقاليد الأمور في أثناء غيابه في عكة. ولكننا لم نقف حتى هذه الساعة على أي مصدر آخر يقول هذا القول ولا نرى في سلوك خليل ما يزيد مثل هذا الاستنتاج. راجع كتابنا المشار إليه آنفاً ص ١٢٥</ref>. وبعد أن أمن شر المعارضة في لبنان على هذا الشكل قـام القائد المصري إلى بعلبك ينظم حاميتها ليلتهي بها العثمانيين عن عكة. وبعلبك كما لا يخفى تهدد بموقعها المتوسط كلاً من دمشق وحمص وطرابلس وبيروت وتسيطر في الوقت نفسه على طريق عسكري شهير يصل شمالي سوريا بجنوبيها ويضيق جداً عند بعلبك نظراً لاقتراب السلسلتين اللبنانيتين بعضها من بعض. وكان إبراهيم باشا قد أمر ابن أخيه [[W:ar:عباس حلمي الأول|عباس باشا]] أن يأتي إلى بعلبك على رأس ألالاي الثاني عشر من المشاة وألاي الخيالة الثالث وبطاريات ثلاث ففعل وأصبح لدى إبراهيم في تلك البرهة في بعلبك أربعة ألايات من المشاة وألايات من الخيالة ومدفعية كافية<ref>کادالغان وبارو ص ۱۰۸-۱۰۹</ref>. وكان السلطان قد أصدر «التوجيهات» السنوية بمناسبة عيد رمضان واستهلها بإرجاء تعيين حكام مصر والحجاز وكريت إلى أن يكون محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا قد رجعا عن الخطأ الذي ارتكباه، وتوقع أن يكون في ذلك ما يكفي لدخولها في الطاعة. ولكن العزيز وابنه ثابرا في خطتها وتابعا أعمال الحصار في عكة مصرين على موقفها مؤكدين أنها إنما يرميان بذلك إلى رفع بلية عكة وإن الأوفق أن تعود القوات المحتشدة في حمص إلى حلب إذ لا بد من صدور العفو السلطاني<ref>محمد علي باشا إلى الباشاوات في حمص ١٢ ذي القعدة سنة ١٢٩٧ (۱۸۳۳) لم يرسل. اطلب المحفوظات ج۱ ص ٢٦١</ref>. ثم كان ما كان في الزراعة فأصدر السلطان فرماناً همايونياً إلى حسين باشا «السردار الأكرم» بين فيه خروج محمد علي باشا عن الطاعة وأوجب قصاصه وصدرت الفتوى بهذا من جانب شيخ الإسلام مذيلة بإمضاءات أربعين عالماً من علماء الآستانة<ref>کادالغان وبارو ص ۱۱٤-۱۲۳</ref>. وأعلم السلطان الدول بخروج محمد علي باشا عليه وبعزله من منصبه وتجريد<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> ey13l9ui7ft5m09q40rgwt5y1tpfvj0 صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/79 104 224435 405150 2022-08-16T22:32:11Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع - العزيز والسلطان|٧٣}}{{سطر}}</noinclude>حملة لتأديبه وبفرض حصار بجري على مصر وتوابعها وطلب إليها أن تحافظ على الحياد التام فتمتنع عن إمداد الباشا بالمؤن والذخائر والعتاد<ref>البارون دي فارين إلى وزير الخارجية في ١١ أيار سنة ١٨٣٢: الحرب الشامية الأولى لجورج دوان ج۱ ص ۱۸۳-۱۸۹</ref>. فهب [[W:ar:كليمنس فون مترنيش|الكونت مترنيخ]] وهو المحافظ على كل قديم وعلى الحقوق الموروثة هب يُعلم العزيز باستيائه وأرسل مركبين حربيين إلى مياه الشام ومصر يرقبان الأمور وينقلان أخبارها إلى حكومة الآستانة<ref>ميمو إلى سباستياني في ٢٩ أيار سنة ١٨٣٣: المؤلف نفسه ج۱ ص ۱۹۹-۲۰۰</ref>. وأظهرت حكومة القيصر الروسي ارتياحها لبيان السلطان ولم تخف موقفها عن العزيز. أما حكومة إنكلترة وحكومة فرنسة فإنها لم تظهرا أي عداء للعزيز<ref>المؤلف نفسه أيضاً ج ۱ ص ۱۸۳-۱۸۰ و۲۰۰-۲۰۲ راجع كذلك كادالغان وبارو ص١٢٤ - إبراهيم يكن باشا إلى محمد علي باشا ٥ ذي الحجة سنة ١٣٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج ١ ص ۲۹۰ اطلب أيضاً تقرير لافيزون قنصل روسية إلى بوتينيف ۱۸ حزيران سنة ١٨٣٧: محمد علي والمحفوظات الروسية لرينه قطاوي ج ۱ ص ٥۰۸-٥۱۰</ref>. وقابل العزيز هذه الفتوى السلطانية بغيرها من نوعها صدرت عن شريف [[W:ar:مكة|مكة المكرمة]] [[W:ar:محمد بن عبد المعين بن عون|محمد بن عون]] وقضت بخروج السلطان عن قواعد الدين الحنيف<ref>کادالفان وبارو ص ۱۰۳</ref>. وكان العزيز منذ إخفاق رجاله في هجومهم الأول على عكة في شهر كانون الأول يلح بوجوب إعادة الكرة وتذليل هذه العقبة كي لا تجرح معنوياته وتنقص سطوته فتنفجر حرب أهلية لا تحمد عقباها. ولذا فإننا نراه يستدعي أعضاء ديوانه العالي في أوائل شهر شباط إلى جلسة فوق العادة لاستماع تقرير رفعه إليه عثمان نور الدين بك ولدرس الموقف على ضوء هذا التقرير. وما أن فعل حتى حرر لابنه إبراهيم موجباً اقتحام عكة وإنهاء قضيتها. فقام قائد الجيش في عيد رمضان في الرابع من آذار يصلي عكة ناراً حامية دامت أسبوعاً كاملاً. فزاد الأسوار خراباً ووسع ثغراتها وخطب في رجاله مبيناً ثواب عملهم ومشيراً إلى ما جمع عدوه من أموال ستصبح حتماً مالاً حلالاً لهم. وعند الفجر هب الرجال إلى الثغرة في برج الباب فتسلقوا السور الخارجي وغنموا مدفعين ثم تدفقوا إلى الخندق الداخلي فتسوروا السور بعده ونفذوا منـه إلى قلب البلدة مكرهين أرناؤوط عبدالله إلى الاحتماء في أبراج السور البحري. ثم أطلقت عليهم النار فجأة من نوافذ المنازل المجاورة وتفجر البارود تحت أقدامهم فهالهم الموقف وانتثر عقدهم فانسحبوا إلى حيث أتوا تاركين وراءهم مئتي قتيل وجريح.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 75vd6gnnuwaad8ts25s0xh470t7rm6d 405151 405150 2022-08-16T22:49:33Z Nehaoua 7481 حققت proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="4" user="Nehaoua" />{{ترقيم||الفصل الرابع - العزيز والسلطان|٧٣}}{{سطر}}</noinclude>حملة لتأديبه وبفرض حصار بجري على مصر وتوابعها وطلب إليها أن تحافظ على الحياد التام فتمتنع عن إمداد الباشا بالمؤن والذخائر والعتاد<ref>البارون دي فارين إلى وزير الخارجية في ١١ أيار سنة ١٨٣٢: الحرب الشامية الأولى لجورج دوان ج۱ ص ۱۸۳-۱۸۹</ref>. فهب [[W:ar:كليمنس فون مترنيش|الكونت مترنيخ]] وهو المحافظ على كل قديم وعلى الحقوق الموروثة هب يُعلم العزيز باستيائه وأرسل مركبين حربيين إلى مياه الشام ومصر يرقبان الأمور وينقلان أخبارها إلى حكومة الآستانة<ref>ميمو إلى سباستياني في ٢٩ أيار سنة ١٨٣٣: المؤلف نفسه ج۱ ص ۱۹۹-۲۰۰</ref>. وأظهرت حكومة القيصر الروسي ارتياحها لبيان السلطان ولم تخف موقفها عن العزيز. أما حكومة إنكلترة وحكومة فرنسة فإنها لم تظهرا أي عداء للعزيز<ref>المؤلف نفسه أيضاً ج ۱ ص ۱۸۳-۱۸۰ و۲۰۰-۲۰۲ راجع كذلك كادالغان وبارو ص١٢٤ - إبراهيم يكن باشا إلى محمد علي باشا ٥ ذي الحجة سنة ١٣٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج ١ ص ۲۹۰ اطلب أيضاً تقرير لافيزون قنصل روسية إلى بوتينيف ۱۸ حزيران سنة ١٨٣٧: محمد علي والمحفوظات الروسية لرينه قطاوي ج ۱ ص ٥۰۸-٥۱۰</ref>. وقابل العزيز هذه الفتوى السلطانية بغيرها من نوعها صدرت عن شريف [[W:ar:مكة|مكة المكرمة]] [[W:ar:محمد بن عبد المعين بن عون|محمد بن عون]] وقضت بخروج السلطان عن قواعد الدين الحنيف<ref>کادالفان وبارو ص ۱۰۳</ref>. وكان العزيز منذ إخفاق رجاله في هجومهم الأول على عكة في شهر كانون الأول يلح بوجوب إعادة الكرة وتذليل هذه العقبة كي لا تجرح معنوياته وتنقص سطوته فتنفجر حرب أهلية لا تحمد عقباها. ولذا فإننا نراه يستدعي أعضاء ديوانه العالي في أوائل شهر شباط إلى جلسة فوق العادة لاستماع تقرير رفعه إليه عثمان نور الدين بك ولدرس الموقف على ضوء هذا التقرير. وما أن فعل حتى حرر لابنه إبراهيم موجباً اقتحام عكة وإنهاء قضيتها. فقام قائد الجيش في عيد رمضان في الرابع من آذار يصلي عكة ناراً حامية دامت أسبوعاً كاملاً. فزاد الأسوار خراباً ووسع ثغراتها وخطب في رجاله مبيناً ثواب عملهم ومشيراً إلى ما جمع عدوه من أموال ستصبح حتماً مالاً حلالاً لهم. وعند الفجر هب الرجال إلى الثغرة في برج الباب فتسلقوا السور الخارجي وغنموا مدفعين ثم تدفقوا إلى الخندق الداخلي فتسوروا السور بعده ونفذوا منـه إلى قلب البلدة مكرهين أرناؤوط عبدالله إلى الاحتماء في أبراج السور البحري. ثم أطلقت عليهم النار فجأة من نوافذ المنازل المجاورة وتفجر البارود تحت أقدامهم فهالهم الموقف وانتثر عقدهم فانسحبوا إلى حيث أتوا تاركين وراءهم مئتي قتيل وجريح. {{أسفل}}<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> l615wn7n51f6eif7a39rp4jx0pv5v9m صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/80 104 224436 405152 2022-08-16T22:55:47Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٧٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>ولكنهم زادوا بعملهم هذا خبرة وازدادوا ثقة وشجاعة<ref>کادالنان وبارو ص ۹۳-۹٥</ref>. ثم قام إبراهيم إلى طرابلس فحمص فالزراعة فبعلبك فزحلة فبتدين کما سبق فأوضحنا ولم يبقَ أمام أسوار عكة سوى عشرة آلاف مقاتل بقيادة إبراهيم الصغير - إبراهيم يكن باشا – ولكن أعمال القصف لم تنقطع فانفتحت ثغرتان جديدتان في السور الشرقي وتهدم أو احترق قسم كبير من البلدة واضطر عبدالله باشا أن يهجر قصره ويختبئ مذعوراً في سراديب برج الخزنة خوفاً من رجاله<ref>المؤلف نفسه ص ۱۲۷-۱۲۸</ref>. وكان إبراهيم باشا لا يزال في لبنان ينتظر قدوم عساكر السلطان إلى بعلبك<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ١٢ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۳): المحفوظات ج۱ ص۲۹۷</ref>. ويرى أنه على أتم الاستعداد لمجابهتهم ولاسيما وأنه قد أنهى فتنة جبل الدروز وجيشه المرابط في زحلة يوازي أضاف قوة العدو في حمص. وبالتالي «فلا مجال للتشاؤم وزحلة تبعد مرحلتين عن بعلبك بالسير السريع والبريد بين حمص وبعلبك وزحلة وعكة منتظم كل الانتظام»<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٨ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۱ ص ۳۰۲</ref>. وكان العزيز يشارك ابنه في رأيه هذا فيهزأ من أقوال رجال الآستانة ويسخر من تبجعهم بجيشهم واستعداداتهم فيشير إلى اندحارهم في حمص وإلى تعيين حسين باشا نفسه سرداراً أکرم<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٢٨ ذي القعدة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات أيضاً ج ١ ص ۲۸٥</ref>. ولكنه كان قد بدأ يشعر باهتمام الدول بقضيته وباحتمال تدخلهم بعد سقوط عكة فأوجب إنهاء مسألتها عن يد السرعسكر نفسه ولاسيما فتنة الدروز كانت قد أخمدت بفضل بسالته<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٢٨ ذي القعدة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات أيضاً ج ١ ص ۲٩١</ref>. وعاد إبراهيم إلى عكة في أواخر الثلث الثاني من شهر أيار سنة ١٨٣٢ فعاين أعمال الحصار بنفسه وأمر باتخاذ التدابير اللازمة وكتب إلى والده بأن نقل الذخائر والمهات سيتم في زهاء يومين فيبدأ عندئذ بإطلاق النيران على القلعة<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٩ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۱ ص ٣٠٤</ref>. وكان إبراهيم يكن باشا قد اتصل بالسلطات في عكة للمفاوضة قبل وصول السرعسكر بأسبوع فرفضت هذه إرسال من يفاوض<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> 4v3u6g9aufuc8b3zfzym19qbagmh2vm صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/81 104 224437 405153 2022-08-16T23:16:17Z باسم 15966 /* صُححّت */ proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٧٥|الفصل الرابع: العزيز والسلطان|}}{{سطر}}</noinclude>من قبلها وقالت من يريد أن يفاوضنا بشيء فليأت إلينا إلى القلعة<ref>إبراهيم يكن باشا إلى محمد علي باشا ١٠ ذي الحجة من السنة نفسها: المحفوظات ج۱ ص۲۹٥</ref>. فأمر إبراهيم باشا بإعادة الكرة عملاً بتوصية والده فأرسل تاتاره إلى عكة يحمل إنذاراً أخيراً. ولكن عبدالله باشا رفض قائلاً لم يمض على الحصار سوى بضعة أشهر وبإمكاننا أن نتابع الدفاع بضعة سنين فلننتظر خمس سنوات أخرى! فأمر إبراهيم بقصف القلعة طيلة ذلك الليل وبينما كانت المدافع تطلق نيرانها قام المهندسون العسكريون بحفر الخنادق قرب الأسوار وبنصب المدافع اللازمة ونقل السلالم وما إلى ذلك. وفي صباح اليوم التالي - ۲۷ أيار ۱۸۳۲ بدأ هجوم عام فقامت كتيبة من ألاي المشاة الثاني إلى الثغرة في برج الباب وكتبية ثانية من الألاي نفسه إلى ثغرة في برج النبي صالح وثالثة من الألاي نفسه أيضاً إلى ثغرة برج الزاوية وقامت كتيبة من ألاي المشاة العاشر إلى برج كريم لتسلق جدرانه. وأبقى إبراهيم كتيبتين من الألايين الخامس والعاشر تحت تصرفه ليدفع بها إلى برج الزاوية عند اللزوم ووضع تحت تصرف إبراهيم يكن باشا الكتيبة الرابعة من ألاي المشاة الثاني لتدعم الهجوم على برج الباب. ورأى إبراهيم أن يلقي خصمه في أقصى ميسرته في برج كريم أولاً فيضربه ضربة قاصمة في القلب في برج الزاوية وقامت كتيبة ألاي المشاة العاشر تتسلق جدران برج كريم فأصلتها الحامية ناراً حامية أدت إلى إصابات كثيرة غير منتظرة. ولكن كتائب الألاي الثاني نجحوا في مهمتهم بادئ ذي بدء في برج الباب وبرج النبي الصالح وما أن فعلوا حتى هب إبراهيم بجنوده إلى برج الزاوية فركز قوته فيه. وعندئذ تحولت نيران بعض مدافع السور الخارجي فبدأت تنصب على استحكامات السور الداخلي وبرج الخزنة والبلدة. وعندئذ برز عبدالله باشا نفسه إلى الميدان وبـدأ هجوماً معاكساً مستهدفاً قوات خصمه في برج الزاوية بصورة خاصة فصادف بعض النجاح ولكن خسائره في الرجال اضطرته إلى التراجع إلى السور الداخلي. وعند الخامسة مساء نجح إبراهيم نفسه على راس كتابية من الألاي العاشر في تسلق السور الخارجي بين برج الباب وبين «مدورة الإنكليز» في أقصى ميمنة خصمه واستقر في خان الجناين وكان السر عسكر في أثناء هذا كله في طليعة جنوده يشرف على تسور الأسوار ممتشقاً حسامه مشجعاً جنوده بشجاعته فكان لوجوده أشد الأثر في ضراوة القتال. وما أن بدأ الليل يسدل ستاره حتى خرج أعيان البلدة يلتمسون الرحمة وبعد قليل خرج وفد آخر مؤلف من مفتي البلدة وإمام واليها وبعض رؤساء المدفعية يطلبون الأمان للباشا وللحامية، فأمن رجال الحامية على نفوسهم وأموالهم وبلغ منه أن سمح لهم بأن يحتفظوا<noinclude>{{سطر|15em|align=right}} {{مراجع مصغرة}} [[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude> hgfpe1b0i1v6yo5wttrulp8ekxoy74y صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/37 104 224438 405154 2022-08-16T23:25:47Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة 'من الاعضاء سبيلاً يؤدي الى اخلال أو ابطال في العمل القانوني فيؤذي نساء المسلمين . أقول هذا ونفسي تقول قول زغلول : « أحب سلامه النية والصدق في القول وان تقوم المحبة بين الناس مقام القانون » . شدّ ما موّهوا علينا في الدور المظلم الماضي بان الدين يريد ستر وجوهنا ، وكان ا...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />١٥ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude>من الاعضاء سبيلاً يؤدي الى اخلال أو ابطال في العمل القانوني فيؤذي نساء المسلمين . أقول هذا ونفسي تقول قول زغلول : « أحب سلامه النية والصدق في القول وان تقوم المحبة بين الناس مقام القانون » . شدّ ما موّهوا علينا في الدور المظلم الماضي بان الدين يريد ستر وجوهنا ، وكان التمويه مقرونا بالاكراه ، ليس باكراه قيّم المرأة ، وقد يكون له حق في ذلك اذا ارتآه ، وكم من قيم مستنير يدمى قلبـه من رؤية محارمه مظلومات في ظلمات الحجاب على كره منه ومنهن . وانما الأكراه كان من كل واحد له هوى ، حتى رأت المرأة المسلمة كل رجعي او كل ذي هوى مسيطراً ووليا ووكيلاً عليها . انه لم يفرق بين نسائه ونساء غيره لان النقاب مشترك مانع من تفريقهن فعدّ كل رجـل نفسه قوّاماً على النساء جميعاً ورأت المرأة كل الرجال قوّامين عليها . من حيث اتيت ايتها السلطات الحرة ، من الغرب ، انعكس علينـا في الزمن الاخير نور الحرية ونور العلم الساطعان يبددان ظلمات الجهل والاستبداد . تعلمنا فنظرنا إلى الدين بكل ما فيه من الحكمة والسمو فرأينا فيه عكس ما كانوا يموهون به علينا . رأينا ان الدين يريد کشف وجوهنا للهواء والنور مثلما يكشف سائر الناس وجوههم ، ويريد استعمال قوانا التي اودعها الله فيها مثلما يستعمل سائر الناس قواهم التي اودعها الله وجوههم . وهنالك الادلة نترى في آيات الكتاب المنزل، وفي احادیث رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي اقوال اعاظم الفقهاء والمفسرين .<noinclude><references/></noinclude> 5jau0da0k01076a7q5uk0e7qtuh9htr صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/38 104 224439 405155 2022-08-16T23:32:43Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' فكل ما ترجو المرأة المسلمة منك ايتها السلطات الحرة الكريمة ان لا تمكني احدا اذا اعيدت عليها الكرة في احدى زوايا حكمك او وصايتك من أن يتخذ التمويه مدخلا الى مقدس حريتك الصرفة الصادرة عن مصدر الحق والحرية الاعلى ، والتي اعلنها فيك ابطال الانسانية والاصلاح وجهابذة ال...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />١٦ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> فكل ما ترجو المرأة المسلمة منك ايتها السلطات الحرة الكريمة ان لا تمكني احدا اذا اعيدت عليها الكرة في احدى زوايا حكمك او وصايتك من أن يتخذ التمويه مدخلا الى مقدس حريتك الصرفة الصادرة عن مصدر الحق والحرية الاعلى ، والتي اعلنها فيك ابطال الانسانية والاصلاح وجهابذة العلم والحكمة وادب الاجتماع . فقد كفى ما ادخله الى هياكل جنسنا الضعيف من التمويه المغرر به رجال التقليد فيه والتعقيد، والجمود والتجميد، في شرقنا الحي بروحه والميت في تفكيره والمخدر في كثير من اساطيره . وقد حجبت عنا تلك الاساطير المخترعة في الزمن الاخير نور الوحي الالهي ، ونور الشرع ، ونور العقل ، ونور الطبع ، ونور العلم ، ونور الفهم ، ولم تعضنا من تلك الانوار المتلألئة بالخير والصلاح الا روايات متناقضة ملفقة ، واقاويل مختلفة مزو قة . فقتلوا يقتلنا شرقهم ، وأماتوا بامانة حقنا حقهم ، واسودت باسوداد وجوهنا وجوههم ، وسدرت بستر ابصارنا بصائرنا وبصائرهم ، وخدرت بحبسهم ايانا في خدورنا ضمائرنا وضمائرهم . اجل انها لقضية لا تنكر أن الدين الاسلامي الصحيح قد تحوّل اليوم كما قال المصلح الكبير قاسم أمين عن أصوله واستر تحت حجب من البدع ، ووقف نماؤه وانقطع ارتقاؤه من عدة قرون ، وظهر لهـذا الانحطاط الديني أثر عظيم في احوال المسلمين . ايتها السلطة العليا الكريمة انا لا نطلب منك تدخلا في اعتقاد احد فالله جل جلاله لم يسمح حتى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يكون<noinclude><references/></noinclude> 9cpbew7njx8pucbnh8exenegzcmmm1q صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/39 104 224440 405156 2022-08-16T23:38:01Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' مسيطرا او وكيلا او حفيظاً على عباده ، وحذره من الاكراه في الدين ، وكاد يعتبه لو اكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، فبعد هذا كيف نكلفك أن تتدخلي في دين وإيمان ، وما انت الا سلطة عالمية ، انا معشر النساء فطرنا على الطاعة لله ورسوله فلا نعمل الا ما يرضيهما . ليت المرائين من ا...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۱۷ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> مسيطرا او وكيلا او حفيظاً على عباده ، وحذره من الاكراه في الدين ، وكاد يعتبه لو اكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، فبعد هذا كيف نكلفك أن تتدخلي في دين وإيمان ، وما انت الا سلطة عالمية ، انا معشر النساء فطرنا على الطاعة لله ورسوله فلا نعمل الا ما يرضيهما . ليت المرائين من الرجال يقفون حيث نقف من حدود الدين فلا يطلبون باسمه . وقائدهم الهوى ، تدخلا منك لاكراه المسلمات على ستر وجوههن . ايتها السلطة الحكيمة ، لو كان قصدهم من توسلهم بك قصداً سوياً حقاً لحماية دين ، ولو كان لك في الدين حق سيطرة واكراه ، لوجب عليهم ان يتوسلوا بك في أمور دينية كثيرة ليس منها ستر وجه المرأة فليس في اصول الدين امر بستره ، بل في اصول الدين امر بكشفه ، وما كان ستره الابدعة ابتدعوها ، وعادة اتبعوها . اجل ، ان ستر وجه المرأة ليس من شروط الاسلام ، ولا من اركانه ، وليس سفور الوجه من محرمانه . فاذا رجعوا اليك ايتها السلطة الحكيمة يف امر تحجيب النساء المسلمات ، فالنساء المسلمات راجيات منك ان تسأليهم اسئلة اربعة : السؤال الاول - ما هي شروط الاسلام ؟ انهم مجبرون على القول : شروط الاسلام اربعة ، العقل ، والبلوغ وعدم الاكراه والنطق بالشهادتين فقولي لهم حينئذ : انكم فقدتم شرط من شروط الاسلام ، بمـا انكم<noinclude><references/></noinclude> hhtriro4hgo131s4lm6cbdln0g14q0l صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/40 104 224441 405158 2022-08-17T00:04:48Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' ترتاون الاكراه في الدين خلافا للدين . السؤال الثاني – ما هي اركان الاسلام ؟ انه لا بد لهم من القول : اركان الاسلام خمسة : الشهادتان ، واقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت . فقولي لهم حينئذ لا ارى من الرجال في المئة واحداً يقيم هذه الاركان ، فلماذا لم...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۱۸ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> ترتاون الاكراه في الدين خلافا للدين . السؤال الثاني – ما هي اركان الاسلام ؟ انه لا بد لهم من القول : اركان الاسلام خمسة : الشهادتان ، واقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت . فقولي لهم حينئذ لا ارى من الرجال في المئة واحداً يقيم هذه الاركان ، فلماذا لم تتو سلموا بي أنا السلطة المدنية لاكره الناس عليها لو جاز لي الاكراه ، واقتصرتم على المطالبة بستر وجوه النساء مع انه ليس من اركان الاسلام ؟ السؤال الثالث - ما هي أعظم المعاصي المنهي عنها بنص في القرآن صريح وقد وضع الله تعالى عليها عقوبات الرجم او الحد ؟ أنهم لا يستطيعون الا ان يقولوا : الفحش ، واستعمال المسكر ، و تعاطي الربا . فقولي لهم حينئذ : اني مذ اتيت بلادكم رأيت لهذه المعاصي بيوتاً مفتوحة ، والرجال على اهوائهم يرتكبون ما شاؤوا منها ، ولم تتوسلوا يوماً لدي باسم الدين لسد ابوابها . او لاكراه الرجال على اجتنابها . كأنكم لم تهتموا لتلك المعاصي ، او ادركتم انه ليس للسلطة سلطان لتكره الناس وتضغط حريتهم ، ما لم تخولها اياه القوانين الموضوعة فانى تهتمون بسفور الوجه وسفور الوجه ليس من المعاصي . وكيف لم تدركوا ان ليس للساطة من سلطان على الحرية ما لم تحولها اياه القوانين ؟<noinclude><references/></noinclude> 2m5ivpx8x0hj0s5i9n3exyjrfq1dwcg 405159 405158 2022-08-17T00:05:15Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۱۸ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> ترتـأون الاكراه في الدين خلافا للدين . السؤال الثاني – ما هي اركان الاسلام ؟ انه لا بد لهم من القول : اركان الاسلام خمسة : الشهادتان ، واقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت . فقولي لهم حينئذ لا ارى من الرجال في المئة واحداً يقيم هذه الاركان ، فلماذا لم تتو سلموا بي أنا السلطة المدنية لاكره الناس عليها لو جاز لي الاكراه ، واقتصرتم على المطالبة بستر وجوه النساء مع انه ليس من اركان الاسلام ؟ السؤال الثالث - ما هي أعظم المعاصي المنهي عنها بنص في القرآن صريح وقد وضع الله تعالى عليها عقوبات الرجم او الحد ؟ أنهم لا يستطيعون الا ان يقولوا : الفحش ، واستعمال المسكر ، و تعاطي الربا . فقولي لهم حينئذ : اني مذ اتيت بلادكم رأيت لهذه المعاصي بيوتاً مفتوحة ، والرجال على اهوائهم يرتكبون ما شاؤوا منها ، ولم تتوسلوا يوماً لدي باسم الدين لسد ابوابها . او لاكراه الرجال على اجتنابها . كأنكم لم تهتموا لتلك المعاصي ، او ادركتم انه ليس للسلطة سلطان لتكره الناس وتضغط حريتهم ، ما لم تخولها اياه القوانين الموضوعة فانى تهتمون بسفور الوجه وسفور الوجه ليس من المعاصي . وكيف لم تدركوا ان ليس للساطة من سلطان على الحرية ما لم تحولها اياه القوانين ؟<noinclude><references/></noinclude> ae6m8gf5pkptqs62jdaj0plbuej8gzt صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/41 104 224442 405160 2022-08-17T00:14:26Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' السؤال الرابع - ما هي أصول الدين في الاسلام ؟ وهل فيها نص بستر وجه المرأة؟ انهم مجبرون - لئلا تطلبي الدليل المقنع - على أن يقولوا لك : ان اصول الدين اربعة : الكتاب ، والسنة ، والاجماع ، ثم القياس - على مذهب السنيين منا – والعقل – على مذهب الشيعيين ، وانه ليس في كتاب الله...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />١٩ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> السؤال الرابع - ما هي أصول الدين في الاسلام ؟ وهل فيها نص بستر وجه المرأة؟ انهم مجبرون - لئلا تطلبي الدليل المقنع - على أن يقولوا لك : ان اصول الدين اربعة : الكتاب ، والسنة ، والاجماع ، ثم القياس - على مذهب السنيين منا – والعقل – على مذهب الشيعيين ، وانه ليس في كتاب الله وسنة رسوله من اصول الدين نص او تصريح مـا بتحجيب المسلمات إلا نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وان القياس عليهن في امر الحجاب ممتنع لاسباب كثيرة ، منها قوله تعالى في آية حجابهن « يا نساء لستن كأحد من النساء » . وان لا اجماع في ستر الوجوه بـل أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لأسماء ذكر صلاح كشفها ، وان الفقهاء انقسموا شطرين . شطر قال بستر وجوه النساء استحسانا منه او تأويلا ، وهذا هو القول الذي نتبعه . وشطر استحسن بالعكس كشفها ولم ير في التأويل سبيلا إلى سترها . وهذا القول هو الذي يتبعه السفوريون ، وبما اننا نعتقد ان الحق في جانبنا ، نلجأ اليك لتكرهيهم على اتباع القول الذي نتبعه. فحينئذ قولي لهم : اذن حجة السفوريين ارجح من حجتكم في كفة الدين ، لان التأويل والاستحسان يجب ان يوجها الى التيسير الذي يريده الله ، لا إلى التعسير الذي لا يريده ، ولان النبي صلى الله عليه وسلم برى كشف الوجوه صالحاً وهو احق ان يتبع . ولان العقل يقضي بذلك، ولان شطراً من الفقهاء قال به<noinclude><references/></noinclude> ny1a9yj8h940womdsp86fd81418bttz 405170 405160 2022-08-17T07:35:30Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />١٩ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> السؤال الرابع - ما هي أصول الدين في الاسلام ؟ وهل فيها نص بستر وجه المرأة؟ انهم مجبرون - لئلا تطلبي الدليل المقنع - على أن يقولوا لك : ان اصول الدين اربعة : الكتاب ، والسنة ، والاجماع ، ثم القياس - على مذهب السنيين منا – والعقل – على مذهب الشيعيين ، وانه ليس في كتاب الله وسنة رسوله من اصول الدين نص او تصريح مـا بتحجيب المسلمات إلا نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وان القياس عليهن في امر الحجاب ممتنع لاسباب كثيرة ، منها قوله تعالى في آية حجابهن « يا نساء لستن كأحد من النساء » . وان لا اجماع في ستر الوجوه بـل أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لأسماء ذكر صلاح كشفها ، وان الفقهاء انقسموا شطرين . شطر قال بستر وجوه النساء استحسانا منه او تأويلا ، وهذا هو القول الذي نتبعه . وشطر استحسن بالعكس كشفها ولم ير في التأويل سبيلا إلى سترها . وهذا القول هو الذي يتبعه السفوريون ، وبما اننا نعتقد ان الحق في جانبنا ، نلجأ اليك لتكرهيهم على اتباع القول الذي نتبعه. فحينئذ قولي لهم : اذن حجة السفوريين ارجح من حجتكم في كفة الدين ، لان التأويل والاستحسان يجب ان يوجها الى التيسير الذي يريده الله ، لا إلى التعسير الذي لا يريده ، ولان النبي صلى الله عليه وسلم يرى كشف الوجوه صالحاً وهو احق ان يتبع . ولان العقل يقضي بذلك، ولان شطراً من الفقهاء قال به<noinclude><references/></noinclude> mb1otqx2a2xv75c0t7a9d9up74446wi تصنيف:مؤلفات نظيرة زين الدين 14 224443 405163 2022-08-17T06:19:37Z Dew 14235 جديدة 'يحتوي هذا التصنيف مؤلفات نظيرة زين الدين' wikitext text/x-wiki يحتوي هذا التصنيف مؤلفات نظيرة زين الدين 0jk1ghpthwl0w1w5mz4ns0lqc3rv2k0 405165 405163 2022-08-17T06:22:11Z Dew 14235 تعديل وصف wikitext text/x-wiki يحتوي هذا التصنيف مؤلفات نظيرة زين الدين. و الكتب التي اشارت لها افي مؤلفاتها iu6aake91w8hu5jxpv7y5sbx60hnp7d صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/45 104 224444 405167 2022-08-17T06:32:22Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' سادتي وسيداتي : قال الكاتب الحكيم المنفلوطي : لا سبيل إلى السعادة في الحياة الا إذا عاش الانسان فيها حراً مطلقاً ، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر الا ادب النفس . ويجب ان يكون ادب النفس أساس ادب الجوارح ، وان يكون ادب الجوارح تاماً له واثراً من آثار...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۳ {{وسط| * الحرية أساس الحياة الإنسانية الراقية به *}} {{وسط| حرية الفكر وحرية الارادة}} {{سطر}}</noinclude> سادتي وسيداتي : قال الكاتب الحكيم المنفلوطي : لا سبيل إلى السعادة في الحياة الا إذا عاش الانسان فيها حراً مطلقاً ، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر الا ادب النفس . ويجب ان يكون ادب النفس أساس ادب الجوارح ، وان يكون ادب الجوارح تاماً له واثراً من آثاره ، فان أبي الناس الا ان يجعلوا الرياء في ادب الحركات والسكنات اساس اعمالهم وعلائقهم وميران فيمهم واقدارهم ، فليعلموا ان العالم كله قد استحال الى مسرح تمثيل ، وانهم لا يؤدون فيه غير وظيفة الممثلين الكاذبين . الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس، فمن حرمها عاش في ظلمة حالكة يتصل اولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر. الحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الانسان اشبه شيء بحياة اللعب المتحركة في ايدي الاطفال بحركات صناعية وقال الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى : « تجلت بالاسلام للإنسان نفسه حرة كريمة ، واطلقت ارادته من القيود التي كانت تقيدها بارادة غيره سواء كانت ارادة بشرية ظن انها شعبة من الارادة الالهية. او انها هي كأرادة الرؤساء والمسيطرين ، أو ارادة موهومة اخترعها الخيال كما يظن في القبور والاحجار والأشجار والكواكب ونحوها ، والنكت عزيمته من اسر الوسائط والشفعاء ، والمتكهنة والعرفاء ، وزعماء السيطرة على الأسرار ، ومنتحلي حق الولاية على اعمال العبد فيما بينه وبين الله ، الزاعمين أنهم واسطة النجاة وبايديهم الاشقاء والاسعاد. وبالجملة فقد اعتقت روحه من العبودية لمحتالين والدجالين وصار الانسان<noinclude><references/></noinclude> rzhcmc5sy26zn1xv41ro67pvaob1wt5 405168 405167 2022-08-17T06:47:24Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۳ {{وسط| * الحرية أساس الحياة الإنسانية الراقية به *}} {{وسط| حرية الفكر وحرية الارادة}} {{سطر}}</noinclude> سادتي وسيداتي : [[النظرات/الحرية|قال الكاتب الحكيم المنفلوطي]] : لا سبيل إلى السعادة في الحياة الا إذا عاش الانسان فيها حراً مطلقاً ، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر الا ادب النفس . ويجب ان يكون ادب النفس أساس ادب الجوارح ، وان يكون ادب الجوارح تاماً له واثراً من آثاره ، فان أبي الناس الا ان يجعلوا الرياء في ادب الحركات والسكنات اساس اعمالهم وعلائقهم وميران فيمهم واقدارهم ، فليعلموا ان العالم كله قد استحال الى مسرح تمثيل ، وانهم لا يؤدون فيه غير وظيفة الممثلين الكاذبين . الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس، فمن حرمها عاش في ظلمة حالكة يتصل اولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر. الحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الانسان اشبه شيء بحياة اللعب المتحركة في ايدي الاطفال بحركات صناعية وقال الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى : « تجلت بالاسلام للإنسان نفسه حرة كريمة ، واطلقت ارادته من القيود التي كانت تقيدها بارادة غيره سواء كانت ارادة بشرية ظن انها شعبة من الارادة الالهية. او انها هي كأرادة الرؤساء والمسيطرين ، أو ارادة موهومة اخترعها الخيال كما يظن في القبور والاحجار والأشجار والكواكب ونحوها ، والنكت عزيمته من اسر الوسائط والشفعاء ، والمتكهنة والعرفاء ، وزعماء السيطرة على الأسرار ، ومنتحلي حق الولاية على اعمال العبد فيما بينه وبين الله ، الزاعمين أنهم واسطة النجاة وبايديهم الاشقاء والاسعاد. وبالجملة فقد اعتقت روحه من العبودية لمحتالين والدجالين وصار الانسان<noinclude><references/></noinclude> hpmg3t7n03lj9t3h1uft9h2xixv9gsl صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/42 104 224445 405171 2022-08-17T07:42:45Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' اما انا فلكوني سلطة عالمية ارى ان لكل ان يستحسن في دينه أو يؤول كما يرى ويعتقد. وانه لا يد لي مطلقاً في هذه الامور ، فلا إكراهكم على اتباع ما يتبعون ولا اكرههم على اتباع ما تتبعون . اسأليهم اخيراً عن الحكمة في عدم اهتمامهم باسم الدين لتلك الامور كلها. وفي حصر اهتمامه...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۰ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> اما انا فلكوني سلطة عالمية ارى ان لكل ان يستحسن في دينه أو يؤول كما يرى ويعتقد. وانه لا يد لي مطلقاً في هذه الامور ، فلا إكراهكم على اتباع ما يتبعون ولا اكرههم على اتباع ما تتبعون . اسأليهم اخيراً عن الحكمة في عدم اهتمامهم باسم الدين لتلك الامور كلها. وفي حصر اهتمامهم تحجيب المرأة وليس تحجيبها من شروط الاسلام، ولا من اركانه ، ولا سفورها من محرماته. انهم لعاجزون عن تبيان حكمة. اما انا في دفاعي عن المرأة سأبين ما يقصدون . قد يقولون لك ايتها السلطة المحترمة انك ترضين عواطفنا باتخاذك في ستر وجوه المسلمات سلطاناً من سلطتك، فنعد ذلك عطفأ منك الينا وفضلاً جميلا ، نقدم لك عليه شكراً دائماً جزيلاً . فقولي لهم حينئذ : لا تشكر السلطات على سلب الحريات . انتم احرار في ستر وجوه نسائكم ليس لاحد ان يعارضكم في حريتكم . واذا تجاوز على حدها احد فاني ارجعه إلى حده . ولكن ليس لي وليس من من الحق ان ارضي عواطفكم بكسر عواطف غيركم وسلب حقوقهم . ان للسلطات كما لكل من الناس ان تبذل من حقها لمن تريد ان ترضي عواطفه ، ولكن ليس لها ان تبذل من حق الافراد لارضاء العواطف . انما على السلطات ان تمهد السبيل الى النور لا الى الظلام ، وتفتح الطرق إلى العدل والحرية ، لا إلى الظلم والاستبداد بالناس [وما ربك بظلاّم للعبيد]<noinclude><references/></noinclude> qwtvaes8x39vm676imj1q7zb0khywdn صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/43 104 224446 405172 2022-08-17T07:48:23Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' يا ايتها السلطات الكريمة . انا لنخاطب فيك سلطة عالمية لا تدخل لها في أمور الدين . ولا نطلب منك معونة لنيل ما انالنـا الدين من حق او حرية ، كما يطلبون هم منك المعونة لسلبهما منا . وانما تطلب منك وانت سلطة عالمية ، تطبيق القانون العالمي المسنون الذي قدس الحرية الشخصية ت...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۱ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> يا ايتها السلطات الكريمة . انا لنخاطب فيك سلطة عالمية لا تدخل لها في أمور الدين . ولا نطلب منك معونة لنيل ما انالنـا الدين من حق او حرية ، كما يطلبون هم منك المعونة لسلبهما منا . وانما تطلب منك وانت سلطة عالمية ، تطبيق القانون العالمي المسنون الذي قدس الحرية الشخصية تقديساً، ومنع تقييدها الا يحكم منه صريح . انه لظلم اليم، ولا يخفى عليك ايتها السلطة المحترمة.ان يجعلنا القانون احراراً ، ويجعلنا الله وشرعه احراراً ثم يجرؤ بعض من اعضائك المحليين او من اعضاء المجتمع،على خرق القانون لتقييد حرية المسلمات في المدن كرهاً واستبداداً تبما للهوى ، في حين أن حرية اخواتهن غير المسلمات في المدن والقرى ، واخواتين المسلمات في القرى مصونة بالقانون من كل تعرض. ايتها السلطات الحكيمة المحترمة ، اذا جاز ان تري ان في النقاب مصلحة عامة دنيوية ، وادباً عاماً اجتماعياً لم يدركا في بلاد العالم الراقي ، فضعي-ان تريدي، ويسمح لك عدلك وحريتك - قانوناً تعينين فيه من يجب ان يستر وجهه، فيطأطئ من يتناوله الحكم رأسه اطاعة واحتراماً. ولكن ايتها السلطات العالمية العادلة ان سلطانك ليس المدن وحدهن . فليشمل قانونك غيرهن من جميع الطوائف والملل حيث لايجوز حصر المصلحة العامة الدنيوية والأدب العام الاجتماعي في فئة دون أخرى ، انك انت وحدك السلطة العالمية ولا يد فيها لغيرك . انك انت الوصية علينا لكي تعلينا إلى مستوى الامم الراقية. ولسنا نحن أوصياء عليك مسلات<noinclude><references/></noinclude> dqpeefizzq8e1dopq0dfe2ij9ea2wlm 405173 405172 2022-08-17T07:50:57Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۱ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> يا ايتها السلطات الكريمة . انا لنخاطب فيك سلطة عالمية لا تدخل لها في أمور الدين . ولا نطلب منك معونة لنيل ما انالنـا الدين من حق او حرية ، كما يطلبون هم منك المعونة لسلبهما منا . وانما تطلب منك وانت سلطة عالمية ، تطبيق القانون العالمي المسنون الذي قدس الحرية الشخصية تقديساً، ومنع تقييدها الا يحكم منه صريح . انه لظلم أليم، ولا يخفى عليك ايتها السلطة المحترمة.ان يجعلنا القانون احراراً ، ويجعلنا الله وشرعه احراراً ثم يجرؤ بعض من اعضائك المحليين او من اعضاء المجتمع،على خرق القانون لتقييد حرية المسلمات في المدن كرهاً واستبداداً تبما للهوى ، في حين أن حرية اخواتهن غير المسلمات في المدن والقرى ، واخواتين المسلمات في القرى مصونة بالقانون من كل تعرض. ايتها السلطات الحكيمة المحترمة ، اذا جاز ان تري ان في النقاب مصلحة عامة دنيوية ، وادباً عاماً اجتماعياً لم يدركا في بلاد العالم الراقي ، فضعي-ان تريدي، ويسمح لك عدلك وحريتك - قانوناً تعينين فيه من يجب ان يستر وجهه، فيطأطئ من يتناوله الحكم رأسه اطاعة واحتراماً. ولكن ايتها السلطات العالمية العادلة ان سلطانك ليس مختصا بمسلمات المدن وحدهن . فليشمل قانونك غيرهن من جميع الطوائف والملل حيث لايجوز حصر المصلحة العامة الدنيوية والأدب العام الاجتماعي في فئة دون أخرى ، انك انت وحدك السلطة العالمية ولا يد فيها لغيرك . انك انت الوصية علينا لكي تعلينا إلى مستوى الامم الراقية. ولسنا نحن أوصياء عليك<noinclude><references/></noinclude> slt71oorjngzq1etp13hu3tyxdkvos8 405174 405173 2022-08-17T07:54:45Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />۲۱ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> يا ايتها السلطات الكريمة . انا لنخاطب فيك سلطة عالمية لا تدخل لها في أمور الدين . ولا نطلب منك معونة لنيل ما انالنـا الدين من حق او حرية ، كما يطلبون هم منك المعونة لسلبهما منا . وانما تطلب منك وانت سلطة عالمية ، تطبيق القانون العالمي المسنون الذي قدس الحرية الشخصية تقديساً، ومنع تقييدها الا يحكم منه صريح . انه لظلم أليم، ولا يخفى عليك ايتها السلطة المحترمة.ان يجعلنا القانون احراراً ، ويجعلنا الله وشرعه احراراً ثم يجرؤ بعض من اعضائك المحليين او من اعضاء المجتمع،على خرق القانون لتقييد حرية المسلمات في المدن كرهاً واستبداداً تبعا للهوى ، في حين أن حرية اخواتهن غير المسلمات في المدن والقرى ، واخواتهن المسلمات في القرى مصونة بالقانون من كل تعرض. ايتها السلطات الحكيمة المحترمة ، اذا جاز ان تري ان في النقاب مصلحة عامة دنيوية ، وادباً عاماً اجتماعياً لم يدركا في بلاد العالم الراقي ، فضعي-ان تريدي، ويسمح لك عدلك وحريتك - قانوناً تعينين فيه من يجب ان يستر وجهه، فيطأطئ من يتناوله الحكم رأسه اطاعة واحتراماً. ولكن ايتها السلطات العالمية العادلة ان سلطانك ليس مختصا بمسلمات المدن وحدهن . فليشمل قانونك غيرهن من جميع الطوائف والملل حيث لايجوز حصر المصلحة العامة الدنيوية والأدب العام الاجتماعي في فئة دون أخرى ، انك انت وحدك السلطة العالمية ولا يد فيها لغيرك . انك انت الوصية علينا لكي تعلينا إلى مستوى الامم الراقية. ولسنا نحن أوصياء عليك<noinclude><references/></noinclude> 1i7h9ljece0jcuy0gz1knxsu8f9iydn صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/44 104 224447 405175 2022-08-17T08:00:36Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' لننزلك الى مستوانا . فلا تجعلي للمرائين اليك سبيلاً، وذري كلاً منا حراً في معتقده يختار الطريقة التي يراها أوفق الطرائق لدينه واحفظها لشرفه. ايتها السلطة العادلة . ان دعاة السفور لا يعتدون على دعاة الحجاب ، فيجب على دعاة الحجاب أن لا يعتدوا على دعاة السفور ، ان الل...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />٢٢ {{وسط| * نداء إلى السلطات *}} {{سطر}}</noinclude> لننزلك الى مستوانا . فلا تجعلي للمرائين اليك سبيلاً، وذري كلاً منا حراً في معتقده يختار الطريقة التي يراها أوفق الطرائق لدينه واحفظها لشرفه. ايتها السلطة العادلة . ان دعاة السفور لا يعتدون على دعاة الحجاب ، فيجب على دعاة الحجاب أن لا يعتدوا على دعاة السفور ، ان الله لا يحب المعتدين . والله أعلم بمن كان اهدى سبيلاً . قال الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن تكونوا خيرا منهم ولا نسأل من نساء عسى أن يكن خبرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون » إذن فدعاة السفور لا يسخرون بدعاة الحجاب عسى أن يكونوا خيراً منهم ، ولا يلمزون انفسهم . ويجب على دعاة الحجاب ايضا ان لا يسخروا بدعاةالسفور عسى أن يكونوا خيراً منهم ، وان لا يلمزوا انفسهم. يا ايتها السلطات العالمية الكريمة . ان كل عيلة منا وكل امرأة منـا لها رئيس او قيم ، وليس الحكم الاجتماعي الا لذلك الرئيس او لذاك القيم ، اذا رأى الخير في السفور اتبعه ، واذا رأى الخير في الحجاب أتبعه ، والا انقلب الامر فوضى . ان حرية كل فرد محدودة بحدود حرية غيره ، فلا يجوز لأحد أن يتجاوز حدود غيره . ومن تجاوز فالقانون يرجعه إلى حده .<noinclude><references/></noinclude> 404na42la4sqyzu8epwkjskoef24omc صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/46 104 224448 405176 2022-08-17T08:13:04Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' لتوحيد عبدالله خاصة حراً من العبودية لكل ما سواه. فكان لمين الحق ما للحر على الحر ، لا عليٌّ في الحق . ولا وضيع ، ولا سافل ، ولا رفيع . ولا تفاوت بين الناس الا بتفاوت اعمالهم ، ولا تفاضل الا بتفاضلهم في عقولهم ومعارفهم . ولا يقربهم من الله الا طهارة العقل من دنس الوهم ،...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />٢٤ {{وسط| * الحرية أساس الحياة الإنسانية الراقية به *}} {{وسط| حرية الفكر وحرية الارادة}}</noinclude> لتوحيد عبدالله خاصة حراً من العبودية لكل ما سواه. فكان لمين الحق ما للحر على الحر ، لا عليٌّ في الحق . ولا وضيع ، ولا سافل ، ولا رفيع . ولا تفاوت بين الناس الا بتفاوت اعمالهم ، ولا تفاضل الا بتفاضلهم في عقولهم ومعارفهم . ولا يقربهم من الله الا طهارة العقل من دنس الوهم ، وخلوص العمل من العوج والرياء . » {{وسط| ***}} مرحباً بك ايتها الحرية القدسية ، حرية الفكر وحرية الارادة ، فانت انت روح الدين ، انت انت اس كل نهضة ، وانت انت مولدة الحقائق بالبحث ، مرحباً بك ايتها الحرية التي تخوّلنا حق حفظ شرفنا وحق نهوضنا بالصور التي نعتقد انها له أحفظ وللدين اقرب ،ولنا ولميالنا ولامتنا انفع . انك لننتصرين عندنا كما انتصرت في العالم الراقي ، فوقفتي هذه مظهر من مظاهر نصرك ، وصوتي هذا بوق من أبواقك، فلقد كان اشد الرجال في دور التعصب المظلم ، دور الاستبداد والرياء والظلم يرهبه ان يقف مثل موقفي ، ليعلن عقيدته التي يعتقد انها الخير كل الخير للناس ،والسعادة كل السعادة للعيلة والامة والمجتمع ، والشرف كل الشرف للمرأة {{وسط| ***}} ذكرت حرية الارادة وحرية الفكر ، وقد يلتبس على البعض معنياهما، اذ طالما بخس الجهل قدرها ، واراد ان يمسخ جمالها ، وخلطهما بالنرعات الحيوانية التي سماها الجهلة حرية .<noinclude><references/></noinclude> 0532mtvps7iupumayivy34le5kc2lap 405179 405176 2022-08-17T09:26:10Z Nehaoua 7481 تنسيق proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />{{ترقيم|٢٤|* الحرية أساس الحياة الإنسانية الراقية به *<br>حرية الفكر وحرية الارادة}}</noinclude> لتوحيد عبدالله خاصة حراً من العبودية لكل ما سواه. فكان لمين الحق ما للحر على الحر ، لا عليٌّ في الحق . ولا وضيع ، ولا سافل ، ولا رفيع . ولا تفاوت بين الناس الا بتفاوت اعمالهم ، ولا تفاضل الا بتفاضلهم في عقولهم ومعارفهم . ولا يقربهم من الله الا طهارة العقل من دنس الوهم ، وخلوص العمل من العوج والرياء . » {{وسط| ☆☆☆}} مرحباً بك ايتها الحرية القدسية ، حرية الفكر وحرية الارادة ، فانت انت روح الدين ، انت انت اس كل نهضة ، وانت انت مولدة الحقائق بالبحث ، مرحباً بك ايتها الحرية التي تخوّلنا حق حفظ شرفنا وحق نهوضنا بالصور التي نعتقد انها له أحفظ وللدين اقرب ،ولنا ولميالنا ولامتنا انفع . انك لننتصرين عندنا كما انتصرت في العالم الراقي ، فوقفتي هذه مظهر من مظاهر نصرك ، وصوتي هذا بوق من أبواقك، فلقد كان اشد الرجال في دور التعصب المظلم ، دور الاستبداد والرياء والظلم يرهبه ان يقف مثل موقفي ، ليعلن عقيدته التي يعتقد انها الخير كل الخير للناس ،والسعادة كل السعادة للعيلة والامة والمجتمع ، والشرف كل الشرف للمرأة {{وسط| ☆☆☆}} ذكرت حرية الارادة وحرية الفكر ، وقد يلتبس على البعض معنياهما، اذ طالما بخس الجهل قدرها ، واراد ان يمسخ جمالها ، وخلطهما بالنرعات الحيوانية التي سماها الجهلة حرية .<noinclude><references/></noinclude> gllbyf5zeazcci3lb4jakpdpum5hi1g صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/47 104 224449 405177 2022-08-17T08:23:41Z Dew 14235 /* لم تصحح */ جديدة ' ان الحرية محلها العقل. فلا تتجلى بنورها الساطع الا في الانسان على قدر عقله . اما الحيوان فلا يملك عقلا ليمالك حرية ارادة او حرية فكر فنزعاته اذاً حيوانية محضة مضرة لا اثر للحرية فيها . ان حرية الارادة - كما عرفها علماء الاجتماع – هي حرية الفرد في تحديد افعاله على مقت...' proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />٢٥ {{وسط| * موقفي وخطتي *}}</noinclude> ان الحرية محلها العقل. فلا تتجلى بنورها الساطع الا في الانسان على قدر عقله . اما الحيوان فلا يملك عقلا ليمالك حرية ارادة او حرية فكر فنزعاته اذاً حيوانية محضة مضرة لا اثر للحرية فيها . ان حرية الارادة - كما عرفها علماء الاجتماع – هي حرية الفرد في تحديد افعاله على مقتضى ما تحتمل نفسيته من تصور لغايات الآداب المثلى . وحرية الفكر، هي حق الفرد في أن يتبع بلا خوف ولا وجل موحيات عقله لخيره وخير الناس لا يعوقه عن ذلك تدخل السلطات، او كراهية الجماهير ونزعاتها ، ولنا ان نقيس على هاتين الحريتين حرية القول والحريات جميعها. فكلها ترمي الى خير الانسان ، وتشييد المجتمع. {{وسط| ★★★}} ابها السيدات والسادة . اتضح لكم من موقفي انه موقف دفاع عن حرية المرأة ، واني من اللواتي رجحن السفور مع الذين رجحوه على الحجاب . وعملاً بحربة التفكير وتحت راية السيادة العلمية المستقلة ، اطرح لديكم كل خواطري وتأملاتي التي جعلتني ارجح السفور، واطلب تحرير المرأة . واني - وانا معترفة بقصوري -- ارى ان مذهبي ، وهو مذهب كثير من السادة والسيدات، اكثر انطباقاً على روح الاجتماع، واضمن حافظ للشرف الذي نقدسه جميعاً ، ونتلمس اصلح الاسباب لصونه مترهاً محترماً .<noinclude><references/></noinclude> tjwzmhtbt52ok5qc2ql9l4t0oo4pis0 405178 405177 2022-08-17T08:24:11Z Dew 14235 proofread-page text/x-wiki <noinclude><pagequality level="1" user="Dew" />٢٥ {{وسط| * موقفي وخطتي *}} {{سطر}}</noinclude> ان الحرية محلها العقل. فلا تتجلى بنورها الساطع الا في الانسان على قدر عقله . اما الحيوان فلا يملك عقلا ليمالك حرية ارادة او حرية فكر فنزعاته اذاً حيوانية محضة مضرة لا اثر للحرية فيها . ان حرية الارادة - كما عرفها علماء الاجتماع – هي حرية الفرد في تحديد افعاله على مقتضى ما تحتمل نفسيته من تصور لغايات الآداب المثلى . وحرية الفكر، هي حق الفرد في أن يتبع بلا خوف ولا وجل موحيات عقله لخيره وخير الناس لا يعوقه عن ذلك تدخل السلطات، او كراهية الجماهير ونزعاتها ، ولنا ان نقيس على هاتين الحريتين حرية القول والحريات جميعها. فكلها ترمي الى خير الانسان ، وتشييد المجتمع. {{وسط| ★★★}} ابها السيدات والسادة . اتضح لكم من موقفي انه موقف دفاع عن حرية المرأة ، واني من اللواتي رجحن السفور مع الذين رجحوه على الحجاب . وعملاً بحربة التفكير وتحت راية السيادة العلمية المستقلة ، اطرح لديكم كل خواطري وتأملاتي التي جعلتني ارجح السفور، واطلب تحرير المرأة . واني - وانا معترفة بقصوري -- ارى ان مذهبي ، وهو مذهب كثير من السادة والسيدات، اكثر انطباقاً على روح الاجتماع، واضمن حافظ للشرف الذي نقدسه جميعاً ، ونتلمس اصلح الاسباب لصونه مترهاً محترماً .<noinclude><references/></noinclude> j9vyi3xopr8pmhpc9ewmtisune0fqys